حكامنا ومتطلبات تفوقهم

في الندوة التحكيمية التي حرص فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على دعوة نخبة حكامه ومساعديهم لحضورها بداية الشهر الحالي·· كان تركيز المشرفين عليها خلال يومين متتاليين على مسألتين هامتين·· أولاهما توجيه رسالة واضحة وصريحة أعلنت عن دعم قوي من الاتحاد القاري لحاملي الصافرة والراية من كل مسؤولي اليويفا في جميع المسابقات والبطولات سواء منها على مستوى المنتخبات الأوروبية الوطنية أو تلك التي تقام على مستوى الأندية خلال هذا الموسم، مع إفساح المجال والفرصة لكافة الحكام ومساعديهم من أجل المنافسة الشريفة بينهم بغية اختيار الأفضل والأكفأ ونخبة النخبة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقررة بداية الصيف القادم ،2008 وثانيتهما تأكيد على حاملي الصافرة والراية الأوروبية حول أهمية التواصل الدائم مع التدريب البدني اليومي وفق برنامج علمي دقيق ومركز مع تطوير لمهارات التواصل الايجابي المجدي بين أفراد الطاقم التحكيمي، وبينهم وبين اللاعبين والمدربين وحتى مع الجماهير·· الأمر الذي يدخل ضمن إطار الإعداد النفسي المتفوق للحكام من أجل فرض قيادة وسلطة مقبولة ومقنعة· مثل هذا التواصل لا يدخل ضمن نطاق الحوار الكلامي الايجابي معهم والذي ينصح بالإقلال منه ما أمكن ذلك بقدر ما يقع في إطار استخدام لغة الجسم وتعابير الوجه التي تعلن للاعبين صراحة ومواجهة عن المسموح والمحظور في قوانين اللعبة· وهكذا يبدو لي أن التحكيم الأوروبي قد بدأ مرحلة جديدة من التركيز على الإعداد الفني والبدني والنفسي لنخبة حكامه نظراً لما تواجهه بطولاتهم ومسابقاتهم خاصة على صعيد بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري من مشاكل وأخطاء مؤثرة على النتائج في المواسم الكروية السابقة·· إضافة للضغوط المختلفة التي يحرص الاتحاد الأوروبي ولجنة حكامه على توجيه النصح لطواقم التحكيم بضرورة مواجهتها بكثير من الهدوء والشجاعة والصبر والثقة بالنفس· وبعد·· فما أحوج حكامنا هذه الأيام على الصعيدين المحلي والعربي وحتى القاري آسيوياً وإفريقياً إلى مثل هذه الثوابت التي توفر لهم الدعم المرجو وكل وسائل وأساليب التفوق التحكيمي التي كانت في أعلى درجاتها خلال المونديال الفرنسي عام 1998 حين دخلوا منافسة شريفة وعادلة مع أقرانهم الأوروبيين والأميركيين الجنوبيين والشماليين وفرضوا تواجد صافراتهم وراياتهم العربية في كل الأدوار بدءاً من الدورين ربع ونصف النهائي وانتهاء بمباراة النهاية والختام للمونديال! فاروق بوظو