الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تواصل البرنامج الديني لمهرجان رمضان التراثي في أبوظبي

تواصل البرنامج الديني لمهرجان رمضان التراثي في أبوظبي
30 سبتمبر 2007 02:17
يتواصل المهرجان الرمضاني الثاني لنادي تراث الإمارات لليوم الثامن عشر على التوالي بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات، حيث استضافت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان برئاسة سعادة عتيق قنون الفلاسي مساعد المدير العام للأنشطة مساء أمس الأول في مسرح أبوظبي بجانب القرية التراثية فضيلة الشيخ أسامة السيد محمود محمد المدرس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف في محاضرة بعنوان ''رحمة للعالمين''· واستعرض في الجزء الأول منها مسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف كان رحمة للعالمين، وهذا مفهوم واسع يغيب عن أذهان كثير من الناس، حيث إن الرسول الكريم ليس شخصاً جاء برسالة الله، بل هو رسول ورسالة وشريعة وكتاب وأمة كاملة ومنهج، وفي كل مظهر من هذه المظاهر أنواع من الرحمة للعالمين، وقال إن الرسالة المحمدية جاءت لتسع الخلق ولتربطهم بالخالق ولتخرج الناس من الظلمات إلى النور· وأشار المحاضر إلى أن الأمة المحمدية أمة آمنت بالغيب وعرفت حقوق الأكوان بمعنى أننا أمة آمنت بالغيب ولأننا كذلك فندرك أن الأكوان من حولنا تسبح لله سبحانه وتعالى، والمؤمن إذا نظر إلى الكون هكذا فمن المستحيل أن يسعى إلى الفساد في الأرض، ولهذا أيضاً لم تعرف الأمة الإسلامية عبر حقبها التاريخية المختلفة أي نوع من أنواع الاستعمار، ولم ينقلوا ثروات البلاد التي فتحوها، بل حكموا بالعدل وعمروا تلك البلدان، ولم يستعبدوا أحداً، فبقي تاريخهم ناصعاً نقياً، والشواهد تشير إلى آثارهم الحضارية، ونهضتهم التي بنيت تحت شعار ''رحمة للعالمين''· وأشار المحاضر في الجزء الثاني من محاضرته إلى المسلم المعاصر، وطالب بأن يكون القدوة الحسنة عالمياً وقال: ''علينا أن نضرب للدنيا كلها مثالاً في صناعة الحضارة وفي الارتباط بالمولى تبارك وتعالى وفي حمل قيم هذا الدين العظيم للأمم، وهذا يوجب على الأمة المسلمة عملاً مثالياً ونهضة وتخلقاً حتى يشعر الإنسان المسلم وسط هذا الضجيج الحضاري بأنه صاحب رسالة تجاه الدنيا كلها، ومن المهم أن يعرف المسلم كيف يعيش في زمانه ويقوم بواجب وقته، وكيف يستطيع أن يقرأ القرآن ويحوله إلى مناهج عمل تصنع حضارة القوة والمواجهة والثبات وعدم التبعية وعلينا هنا أن نعترف أنه ليس لدينا دور فعال بين الأمم، وهنا يجب أيضاً العمل بصدقية ومنهجية للخروج بمناهج وقيم لو طبقناها في نفوسنا وبيوتنا ومؤسساتنا ومجتمعاتنا فإن ذلك سيبرز دور الأمة في المجتمع المعاصر ويحدد سلوكنا تجاه العالم، وبذلك يمكننا تحقيق الخروج المشرف من الصدمة الحضارية المعاصرة، بل يمكن تجاوزها في قيام كل مسلم بدوره الحقيقي في صناعة حضارة العالم المعاصر في المجالات كافة· وأضاف: ''كل إنسان في مكانه عليه أن يدرك الواجب الشرعي الذي ينبغي أن يقوم به من خلال هذا المكان وإذا ما تحقق ذلك فإنه بلا شك سيثمر نهوضاً في كل مجالات الحياة في حياة المسلمين في كل بقاع الدنيا وفي المجالات كافة لا سيما الاقتصادية والعسكرية والثقافية والتراثية وهذه هي أهم مكونات الحضارة، وبذلك نضرب المثل على ما يثمره الإيمان الصحيح''· الفلاسي: إقبال الجمهور الكبير عنوان نجاح المهرجان اتسمت فعاليات المهرجان بإقبال جماهيري كبير على متابعة المحاضرة والمشاركة في الأسئلة الدينية التي قدمها محمد حسن المرزوقي في نهاية المحاضرة، وقدمت الجوائز النقدية الفوربة للفائزين والمقدمة من الرعاة الرسميين للمهرجان مصرف أبوظبي الإسلامي وهايدرا العقارية ومجموعة داماس، كما نظمت مسابقة ثقافية في ساحات القرية التراثية أشرفت عليها لجنة مسابقات المهرجان وسط احتفالية شعبية كبيرة· وعبر سعادة عتيق قنون الفلاسي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان عن ارتياحه للإقبال الجماهيري اليومي على فعاليات القرية التراثية، مؤكداً أن هذا الوجود والحضور اليومي للعائلات والأسر سبب مهم في نجاح المهرجان وتأكيد الحضور المميز للعاصمة أبوظبي خلال هذا الشهر· مشيراً إلى النجاح في تحقيق حالة تراثية إنسانية روحانية يومية نادرة تنير فضاء أبوظبي كل مساء مما يعكس أهمية هذا الحدث في الشارع الثقافي لعاصمة الخير أبوظبي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©