الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجرد سؤال

مجرد سؤال
11 فبراير 2012
لا تؤخذ الحكمة من أفواه المجانين فقط، بل تؤخذ أيضا من منتجي السيارات في العالم، لاحظوا أن السيارات، جميع السيارات في العالم تحتوي على زجاج أمامي كبير، لا بل هو الأكبر في السيارة، بينما المرآة التي تنظر فيها الى الخلف تكون صغيرة، لا بل أصغر زجاجة في السيارة. ألم أقل لكم أن الحكمة تؤخذ من منتجي السيارات أيضا؟ تقول الحكمة إنه ينبغي أن تنظر الى الأمام «الى الحاضر والمستقبل»، نظرة شاملة ودقيقه، ولا مجال للخطأ وإلا ستصدم شيئا ما، أو يصدمك شئ ما. عينك ينبغي أن تكون على الطريق دوما وعلى جانبيها أيضا، وإذا حل الظلام عليك أن تشعل الأضواء، وإذا كان هناك ضباب عليك أن تحول على الإضاءة الخاصة بالضباب، وإذا أمطرت تشغل المسّاحات، وإن أوحلت تشغل الماء والمساحات معا.. وهكذا. لكنك بحاجة الى النظر في تلك المرآة الصغيرة التي تريك الخلف «الماضي»، خصوصا إذا أردت التجاوز، حتى لا يصدمك أحد القادمين من الخلف، كما أنه من الضروري أن تنظر خلفك وتضبط سرعتك وتعرف متى تستخدم البريكات ومتى تدعس على البنزين. يعني علينا أن نعرف الماضي حتى نستطيع تجاوزه، وعلينا أن نسرع حتى لا يلحقنا الماضي، وعلينا أن لا ندعس بريك مفاجئا حتى لا يخش فينا الماضي، ويدمر مسيرتنا. أمامنا الكثير من المطبات، من كافة الأنواع والأحجام، وعلى الجانبين الكثير من اللافتات المضللة والقليل من اللافتات الصحيحة. أمامنا الكثير من مفتعلي الحوادث الذين يلقون بأجسادهم أمامك لإعاقة المسيرة وتوريطك وابتزازك. ??? ما هو موقفكم من حركة البوليساريو؟ نهايات القرن الماضي كان هذا السؤال يفجر الكثير من الاجتماعات بين المنظمات الثورية، ويفشل الكثير من محاولات التنسيق. وحركة البوليساريو تعبر عن وجهة نظر الكثير من أبناء ما يسمى بالصحراء المغربية الرافضين للانضمام الى الدولة المغربية، وقد انقسمت دول العالم العربية، كما انقسمت جميع الحركات المعارضة الى مؤيد أو الى رافض للحركة إذ بعد اتفاق على الكثير من نقاط التنسيق ورغبات العمل المشترك بين الرفاق، كان المفجر يطرح هذا السؤال فجأة، فتنهار الطاولة على رؤوس المتحاورين ويتبادلون الشتائم والاتهامات بالعمالة للإمبريالية، وربما يتبادلون القصف بالمكتات، التي تتطور غالبا الى القصف المنجنيقات والأسلحة الخفيفة والثقيلة أينما تواجدت قوات للجانبين «تحديدا في بيروت». هكذا تقلصت المنظمات الثورية القومية واليسارية والشيوعية العربية عموما والفلسطينية تحديدا... تقلصت حتى صارت لا تملأ بك أب «ديانا».. كل هذا الانهيار كان مجرد سؤال سخيف يبدو بريئا، حول خلاف على السلطة في منطقة صحراوية متنازع عليها في دولة شبه محايدة تقع على الطرف البعيد للعالم العربي. تقلصت الحركات الثورية، لكن السؤال المفجر لا يزال موجودا، والجرح ملئ بالقيح ويبشر بالغرغرينا..... أما المفجرون فما زالوا يتواجدون بيننا على أهبة السؤال.....: - منهم من يقف في مواقع السلطة وصف الحكومات. - ومنهم من دبر نفسه ليصبح عضوا في برلمان ما. ومنهم بعثيون، قوميون سوريون، قوميون عرب، يسار قومي داخل المنظمات الفلسطينية، قوميون يساريون، يساريون قوميون، ناصريون، فتحاويون، اشتراكيون ومن لف لفهم. والغريب أن المفجرين يبدون اكثر الناس إخلاصا وتطرفا لأفكارهم . أما ما هو ليس غريبا، فهو أننا لن نتفق على أية حدود دنيا دون تعرية وتحجيم وعزل وطرد المفجرين من صفوفنا! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©