الـ "قاضي"·· والجلاد !

الرجل غارق وسط غابة من الرؤوس·· الكلمات تتطاير لأعلى وتسقط كالقنابل المتفجرة·· تصيبه فيتحمل في صمت، ويتحامل على نفسه ويرد بكلمات هادئة قبل أن يستقبل طعنة جديدة بسيف من كلام جارح! هذا هو ما يلقاه قاضي المروشد رئيس مجلس إدارة نادي النصر عقب كل هزيمة للفريق الأول لكرة القدم·· وقد كان الموقف أكثر اشتعالاً أمس الأول بعد الخسارة التي لحقت بالفريق على أرضه أمام الشارقة 2/1 في مطلع الدوري·· حاصرته الجماهير قبل أن يستقل سيارته منصرفاً، ووقف بينها كشراع يتراقص بين أمواج المحيط، تتقاذفه رياح النقد اللاذع والخارج أحياناً، وتدخلت الشرطة للحيلولة دون وقوع ما هو أسوأ لكنه ظل وسط التظاهرة الحاشدة يكاد صوته لا يبين وهو يتلقى اللوم معجوناً بهتاف متواصل: اخرج من النصر·· لا نريدك هنا·· قدم استقالتك·· اذهب ثانياً للوصل! وعندما حاول المروشد التهدئة، مشيراً الى أن هناك شهرا بلا مباريات يمكن خلاله علاج الخلل، تصاعدت عبارات النقد من جديد: أين صلاح عباس·· حرام عليكم·· أين وليد مراد لكي يحسم المباراة·· هؤلاء ليسوا بأجانب·· إنهم لاعبون انتهت صلاحيتهم·· يا فاشلون·· خرجتم من الكأس وانهزمتم في الدوري·· لا مدرب ولا أجانب ولا فريق·· أين الـ 15 مليون درهم وأين نيناد يستروفيتش الذي أحرز 15 هدفاً في نصف موسم ثم استبدلتموه بهذه النخبة العاجزة·· فرهاد مجيدي جاءكم نجماً ومات في أحضانكم·· كم لاعب اشتريتم هذا الموسم وأين هم من المباريات·· وأين علي عباس، بل أين الوعد الذي قطعته على نفسك بعد هزائم الموسم الماضي·· كله كذب في كذب·· قدم استقالتك لا نريدك·· ''اطلع بره النادي''! وعندما استقل المروشد سيارته وزادت سخونة الموقف خرج ثانياً وطالب الشرطة بأن ترد له حقه فتوجه الضابط الى الجماهير التي أكدت أنها لم تخرج عن النص، لكنها لم تعد تريد هذه الإدارة خاصة المروشد وعبدالله خليفة المشرف على الفريق· أخيراً يهدأ الطوفان وتنطلق سيارة المروشد على عجل فيما تظل الصيحات تملأ أجواء المكان الذي طالما شهد أكاليل النصر·· ويا لها من قاسية حسابات الهزيمة!