هاويات يرسمن بالكاميرا مشاهد من العراق في دبي

في البستكية القديمة، على جدرانها البيضاء، معرض للصور العراقية، صور من بغداد والبصرة والموصل وكركوك والفلوجة، صور تبرز حجم الخراب والمعاناة في بلاد ما بين النهرين، حيث الطفولة البائسة، والشيخوخة المعذبة في الوجه الذي يعبر خير تعبير عن شقاء دائم· معرض للصور تقيمه منظمة )صخذ( العالمية، وتشارك فيه فتيات هاويات لفن التصوير، يروين من خلاله سيرة العذاب والألم التي يتعرضن لها ويتعرض لها الشعب العراقي في حياته اليومية· معرض لمقابر البصرة وساحاتها وبيوتها المدمرة، ساحات لم تعد تنطوي إلا على تماثيل محطمة، كانت في الأيام القريبة الماضية معالم فنية تميز مدينة البصرة، ومدينة ألعاب تحولتالى مستنقع يستطيع مشاهد الصورة أن يشم رائحته العفنة· وعجوز وحيد يجلس على الكورنيش الذي اعتاد الجلوس عليه مع رفاق العمر الذين رحلوا· وفي الفلوجة صور تعكس الآثار النفسية للاحتلال، فثمة سرير فارغ وفتاة قلقة تنظر إلى الفراغ في حال توجس، وثمة طفلة خلف قضبان بوابة تبدو كما لو كانت سجنا، وسقف غرفة مهترئ· تفاصيل صغيرة تبرز قدر الخراب الذي حل في المكان، سواء من خلال الوجوه والعيون، أو عبر البيوت التي لم تعد بيوتا· ومن كركوك نشاهد السهول الخضراء التي تقف في مواجهة الخراب، خضرة طبيعية تمتد على نحو شاسع تواجهها البوابة المخلوعة والحقيبة المعدة للسفر، إشارة إلى الهجرة التي يضطر إليها العراقيون، وفي مواجهة المسدس والحراس الذين يحيطون برجل مهم، ويجعلون من حياته الزوجية جحيما· أما بغداد فحرائق ودمار في كل مكان، مكتبات عامة تستقبل روادها رغم كل شيء، وبغداد أبواب محطمة في سوق السراي القريب من شارع المتنبي حيث الحرف اليدوية لم تعد رائجة كما هي عادة بغداد· وبغداد عروسان يعيشان لحظة فرح متوجسين من موت قادم· وبغداد حضور عسكري أميركي تحت عيني الرئيس جلال الطالباني· وحاجز إسمنتي ضخم يحمل كتابات صريحة في معاداتها للاحتلال· بغداد كمية كبيرة من أسلاك الكهرباء ولا كهرباء، بل عتمة تخيم على المشهد كله، وتوابيت محمولة فوق سيارات الأجرة·