الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تراث ميركل.. أوكرانيا واليونان!

8 فبراير 2015 23:09
حانت لحظة تفكير أنجيلا ميركل في ميراثها؛ ذلك أن الطريقة التي ستواجه بها المستشارة الألمانية الأزمة المستفحلة على جبهتي موسكو وأثينا، يمكن أن تحدد ما إذا كانت على قدر دورها كزعيمة مسيطرة على أوروبا، أو أن التاريخ سيذكرها باعتبارها مديرة العزوف عن المخاطر التي لم تستطع الحفاظ على وحدة المنطقة. وكما أشار بود كولير، الأستاذ في معهد «جون كينيدي» في برلين، فإن «الضرورة والحاجة الملحة للخروج من كابوسي اليونان وأوكرانيا المزدوجين مرحلة فارقة بالنسبة لأوروبا وميركل»، مشيراً إلى أن الرهانات والمخاطر كبيرة. والشكوى التي تواجهها ميركل منذ أن فجرت اليونان الأزمة المالية في منطقة اليورو هي شدة الحذر، إذ تُجبر الدول المحتاجة على تجرّع علاجها والمعاناة من آثام موازنتها لعلها تصبح أكثر تنافسية. وفي المقابل، حشدت ببطء جمهور ناخبيها المترددين وفتحت دفاتر الشيكات الحكومية. ومثل الألمان، سئم اليونانيون، وانتخبوا أليكسيس تسيبراس كرئيس للوزراء على وعد بوضع نهاية لتخفيض المعاشات والأجور والوظائف، وهم بذلك يحاولون أيضاً مضايقة ميركل. وعند وقوفه في مبنى وزارة المالية الألمانية العملاق، والذي كان مقراً لهيرمان جويرينج (أحد قيادات نظام أدولف هيتلر)، ضغط وزير المالية الألماني يانيس فاروفاكيس، على وتر حساس في الضمير الجمعي الألماني قائلاً: «إن ألمانيا لابد أن تفخر بأن النازية زالت من هنا، ولكن من أقسى مفارقات التاريخ أن النازية تطل برأسها القبيح من جديد في اليونان، وتتحمل أثينا أعباء النضال الصريح في مواجهتها». وربما توضح تصريحات مثل هذه غضب ميركل من الزعماء الجدد في أثينا، ولماذا تنتظرهم حتى يصلوا إلى نتيجة مؤداها رؤية الأمور من منظورها. ولو لم يصلوا إلى هذه المرحلة، لم تكن هي ولا حلفاؤها ليظهروا اهتماماً كبيراً بالتوصل إلى حلول وسط! لذا، فإما أن يتحول تسيبراس 180 درجة أو أن دفاعات ما بعد الأزمة ولقاحات مكافحة انتشار العدوى ستخضع لأشد اختباراتها. وعلى الأرجح ستكون الدلالات التالية في قمة الاتحاد الأوروبي المزمع انعقادها في الثاني عشر من فبراير الجاري. وعلى الأجندة أيضاً في هذه القمة ما ستفعله حيال بوتين، وكما هي الحال مع تسيبراس، لا تبدو ميركل متفائلة. ورغم ذلك، وعلى النقيض من اليونان، لا تمتلك ميركل سوى بطاقات قليلة تلعب بها. فهي بين مطرقة الولايات المتحدة وسندان روسيا، باعتبارها راعية الحكومات الـ28 في الاتحاد الأوروبي، والشخصية المحورية بسبب الطبيعية الجغرافية الألمانية. وتوقفت ميركل عن النظر إلى بوتين باعتباره شخصاً حكيماً، حسبما أفاد مسؤولون في الحكومة الألمانية، لكنها تعتبره أقرب إلى شخص محاور. وبينما تصل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى موسكو لإجراء محادثات، وتتصاعد وتيرة القتال، ستصبح الجبهة المتحدة ضد بوتين معرضة للخطر في خضم الخيارات المتضائلة التي تشمل: عقوبات أشد يعارضها كثير من زعماء الاتحاد الأوروبي، وتسليح الحكومة في كييف، أو الاستسلام لتفكك أوكرانيا. وأكد مصدر مطلع أن قرار ميركل بالذهاب إلى العاصمة الروسية كان رد فعل آني على المنعطف شديد الانحدار للأحداث، وليس نتيجة أية محادثات من المتوقع التوصل فيها إلى اتفاقية تاريخية. وقال أولاند في باريس يوم الجمعة الماضي: «هناك احتمالات وتوجد أيضاً مخاطر!». جيمس هيرتلينج -برلين يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©