انتفاضة الرهبان تمتد إلى ثاني أكبر مدن بورما

طالب الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون النظام العسكري الحاكم في بورما بوقف قمع المتظاهرين، فيما استمرت انتفاضة دعاة الديمقراطية في العاصمة رانجون لليوم اللحادي عشر على التوالي أمس وامتدت إلى ثاني أكبر مدن البلاد· ميدانيا، أغلقت معظم المحلات التجارية في رانجون أبوابها حيث ينتشر رجال الشرطة والجنود البورميون بكثافة، بينما تجوب الشاحنات العسكرية في شوارع المدينة· وشهد النشاط الاقتصادي تباطؤا شديدا اذ ان عددا كبيرا من الموظفين قرروا الغياب عن الدوام او تلقوا تعليمات بعدم التوجه الى مراكز عملهم· وتظاهر آلاف الشبان على متن دراجات هوائية في ماندلاي ثاني أكبر المدن في بورما، لكنهم تفرقوا عندما عمد جنود النظام الى اطلاق العيارات التحذيرية· وكان أفراد الجيش والشرطة قد قطعوا المحاور المؤدية الى معابد المدينة لمنع الرهبان البوذيين من المشاركة في مسيرات واعتقلوا 4 رهبان على الاقل· وأكد السفير الاسترالي في بورما بوب ديفيس ان عدد القتلى في التظاهرات الاخيرة اكبر بكثير من الرقم مما اعلنه النظام الحاكم· وقال ديفيس للاذاعة الاسترالية ان ''نظام الجنرالات تحدث عن سقوط 10 قتلى· لكن شهود عيان أكدوا أن عدد القتلى اكبر بعشرات المرات''· وأعلن البيت الأبيض أن بوش وبراون بحثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اهمية زيارة مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى بورما ابراهيم جمبري اليوم السبت وضرورة ان يواصل العالم ''إبلاغ السلطات العسكرية موقفه بوضوح ومفاده ان عليها ''التوقف عن اللجوء الى العنف والقبول بانتقال سلمي الى الديمقراطية''· وأدان براون قمع المتظاهرين وقال في بيان شديد اللهجة ''كنت آمل أن يهتم النظام البورمي بدعوات المجتمع الدولي إلى ضبط النفس، ولكنهم ردوا مرة أخرى بالقمع والقوة، ولابد أن يتوقف ذلك· وأضاف أنه يضغط من أجل اتخاذ إجراءات دولية ضد مجلس الحكم العسكري بما في ذلك عقوبات أكثر صرامة من جانب الاتحاد الأوروبي· وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الحديث عن فرض عقوبات على رانجون ''سابق لأوانه''· وقال في تصريح صحفي ''إن هذا الموضوع سيتم درسه بشكل خاص في الامم المتحدة''· وقال مدير إدارة حقوق الانسان في وزارة الخارجية الالمانية جونتر نوك ''ان الاساليب العنيفة للنظام العسكري ضد آلاف المتظاهرين المسالمين في بورما والتي اوقعت العديد من القتلى، يجب ان تدان بحزم شديد''· واضاف ''هذه التظاهرات تظهر بوضوح مجددا ان التطلع الى الحرية موجود في مناطق وثقافات العالم كافة ولا يملك اي نظام في العالم الحق في قمع هذا التطلع بالقوة''· وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي إنه بحث مع نظيره البرتغالي جوزيه سقراطس الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي إمكانية إرسال بعثة محتملة من الاتحاد إلى ''ميانمار'' لدعم مبادرة المبعوث الدولي الخاص إبراهيم جمبري الذي توقف أمس في سنغافورة، متوجها إلى رانجون· ودعت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر في حديث إذاعي الدول المجاورة لبورما، خصوصا الصين والهند ودول رابطة جنوب شرق آسيا ''آسيان'' الى التدخل للمساهمة في وقف اعمال العنف في رانجون· وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، ''إن الأزمة السياسية مازال من الممكن تحويلها إلى فرصة للاصلاح السياسي وفتح حوار سياسي شامل يأخذ في الاعتبار مختلف أصوات المجتمع المدني، موضحاً أنه من المقرر أن يثيرها الاتحاد الأوروبي خلال قمة الاتحاد والصين المقبلة يوم 28 نوفمبر المقبل في بكين· وأعلن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أنه سيعقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع في ''ميانمار'' يوم الثلاثاء المقبل بناء على طلب دوله الأعضاء وعددها 17 دولة· وأعرب رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا عن أسفه لمقتل صحفي ياباني في قمع التظاهرات المعارضة للطغمة العسكرية البورمية في رانجون، لكنه رفض تجميد المساعدات الانسانية اليابانية لبورما· وقال ''أشعر باسف كبير· انه لحادث مؤسف، وأقدم تعازي لعائلته''·