الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأرشيف البريطاني: عرفات لم يكن واثقاً بشأن الدولة الفلسطينية

29 سبتمبر 2007 01:26
أظهرت وثائق رفعت عنها السرية ، أن فلسطينيين بارزين حثوا الرئيس الراحل ياسر عرفات ، على عدم إعلان دولة مستقلة في السبعينات ،لأنهم كانوا يخشون من ان هذا الاجراء سيسمح لاسرائيل بالاحتفاظ بالسيادة على كل الاراضي الفلسطينية· وتظهر برقيات وزارة الخارجية البريطانية التي نشرت حديثا، ان دبلوماسيين بريطانيين أمضوا معظم الوقت في بلورة رأي بين الفلسطينيين المؤثرين في محاولة لفهم ما إذا كان عرفات مصمما على إعلان دولة فلسطينية مستقلة، وكيف سيكون رد فعل الاردن ودول أخرى مجاورة إذا حدث ذلك· وتسجل برقية نشرها الأرشيف الوطني أمس الجمعة، اجتماعا عقده دبلوماسي مع رشاد الشوا، وهو زعيم فلسطيني في قطاع غزة في فبراير عام 1974 بعد فترة قصيرة من اجتماع الشوا مع عرفات لبحث الاستقلال· وكتب الدبلوماسي يقول ''رفض الشوا الاقتراح الذي قدمه له ياسر عرفات ،على أساس أن أي محاولة لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة ستوفر للاسرائيليين فرصة للإصرار على الاحتفاظ بسيادتهم على كل فلسطين لأسباب أمنية''· وأضاف الدبلوماسي ''قال رشاد ان الغالبية العظمى من الشعب في قطاع غزة والضفة الغربية تؤيد تشكيل دولة فلسطينية مستقلة بسبب كراهيتهم لنظام الاردن ، لكنهم لا يدركون ان مثل هذه الدولة لن يكتب لها البقاء دون مساعدة أجنبية·'' وفي عام 1974 كانت اسرائيل تحتل بالفعل الضفة الغربية وقطاع غزة منذ سبع سنوات، منذ انتصارها في حرب عام 1967 وكانت قد خاضت حربا ضد تحالف من الدول العربية بزعامة سوريا ومصر في حرب عام ·1973 وكان بعض الزعماء العرب في ذلك الوقت وبصفة أساسية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يشجعون عرفات على إعلان دولة مستقلة لكن الشوا حذر عرفات من أن مصر كانت تحاول فقط ،أن تتحلل من أي التزام إزاء الفلسطينيين· ونقل الدبلوماسي عن الشوا قوله ''السادات وزعماء عرب آخرون ضاقوا ذرعا بالفلسطينيين وأصبحوا مهتمين فقط برفاهية شعوبهم·'' وفي نفس الوقت كان الأردن الذي تولى حكم الضفة الغربية حتى عام 1967 واستقبل مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين تحت جناحه ، يخشى من ان يتصرف عرفات بطريقة مستقلة ويسبب اضطرابات بين شعبه· وقال الأمير الحسن شقيق الملك حسين عاهل الأردن الراحل لدبلوماسيين بريطانيين، إنه لن يحضر قمة إسلامية كان من المتوقع أن يحضرها عرفات· وقال الأمير الحسن ''طلب الملك حسين من (الأمير) الحسن أن يحضر القمة لكن الملك قرر الآن انه يجب ألا يذهب الأمير الحسن· لن يكون هناك جدوى لأن الأمير الحسن سيمضي الوقت وهو يحتج على معاملة (رئيس الدولة) التي ستمنح لعرفات''· وكان رجال الأعمال الفلسطينيون الأقوياء في الضفة الغربية غير مقتنعين بأن عرفات يجب ان يعلن الاستقلال وكانوا يفضلون بدلا من ذلك، ان يعلن الوحدة بين الضفة الغربية والاسرة الملكية الهاشمية في الأردن نظرا للعلاقات الوثيقة بين الجانبين· وقال سامي جودة وهو فلسطيني من الضفة الغربية لدبلوماسي بريطاني يدعى ملويش، إن قيام الأردن بدفع رواتب الفلسطينيين جعل الهاشميين يتمتعون بشعبية· وكتب ملويش يقول ''هو نفسه لم ير أي مستقبل للضفة الغربية المستقلة ،وكان يفضل إما الوحدة مع الأردن أو أي حل فدرالي''·وقال ''إذا أصبح واضحا أن مستقبلهم المادي والسياسي سيكون مضمونا أكثر مع الملك حسين أكثر مما هو في ظل ياسر عرفات فإنهم (أي الفلسطينيين) سيصوتون لصالح الوحدة أو لصالح رباط فدرالي (بالأردن)''·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©