رفض عراقي رسمي لقرار الشيوخ حول التقسيم

أعلن نوري المالكي رئيس وزراء العراق أمس أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي الداعي لتقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم اتحادية منفصلة لكل من السنة والشيعة والأكراد سيكون كارثة على بلاده بينما استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي تصويت الكونجرس على هذا القرار· وقال المالكي لتلفزيون العراق وهو في طريق عودته من نيويورك حيث حضر دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنهم يجب ان يقفوا الى جوار العراق ويعززوا وحدته وسيادته بدلاً من ان يقترحوا تقسيمه فهذا سيكون كارثة لا على العراق فقط بل على المنطقة· ودعا المالكي البرلمان العراقي للاجتماع والرد رسمياً على قرار غير ملزم مرره مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء الماضي، دعا الى قيام ''نظام حكومي اتحادي وأقاليم اتحادية''· وحث قرار الشيوخ الأميركي الرئيس جورج بوش على حشد التأييد الدولي لهذه التسوية السياسية والدعوة لعقد مؤتمر مع العراقيين لمساعدتهم على التوصل الى هذا الحل· وقال المالكي: ''نرفض هذا القرار''· من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لتلفزيون العراقية إن ''هذا قرار ترفضه الحكومة·· لكن من الضروري ان يعبر البرلمان أيضاً عن رفض كامل له''· من جهته، دان مجلس التعاون الخليجي واليمن أمس قرار الشيوخ الأميركي غير الملزم والقاضي بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات· وقال بيان للمجلس في بيان لأمينه العام عبدالرحمن العطية إن ''مثل مشاريع التقسيم التي يتحدثون عنها ستضيف تعقيدات جديدة على الأوضاع العراقية المعقدة أصلاً وباعتبار ان ما يجري في العراق يسوء يوماً بعد يوم''· وأضاف البيان ''بدلاً من اطلاق شعارات التقسيم لابد من معالجة الأسباب التي أدت الى هذه الأوضاع والمتمثلة في وجود الاحتلال واعتماد المحاصصة الطائفية والعرقية وغياب القانون والفلتان الأمني وشلل الإدارة والخدمات ودور الميليشيات التي لا يوازيها في المقابل الا تصرفات الشركات الأمنية مثل بلاك ووتر''· كما انتقد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء القرار مضيفاً ''أود التوجه بالدعوة الى جميع الاخوة سواء كانوا من المسؤولين والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الكيانات الدينية والثقافية بعدم الإصغاء والالتفات لأي مشروع يتضمن تقسيم العراق على أساس طائفي أو عرقي'' داعياً كل الدول العربية وخصوصاً دول جوار العراق الى الوقوف في وجه هذا المشروع· وندد رجال دين شيعة وسنة بالقرار أثناء خطبة صلاة الجمعة أمس· وتباينت ردود فعل الجماعات العراقية الأخرى من القرار إذ رفضه العرب السنة بجميع كتلهم والتيار الصدري بينما أثنى عليه الأكراد الذين يتمتعون أصلاً بالحكم الذاتي· من جانبه، قال وزير شؤون المناطق المتنازع عليها في حكومة كردستان العراق محمد إحسان: ''إنه لا خيار للعراقيين سوى القبول بالفيدرالية كشكل جديد لدولتهم''· كما اعتبر في تصريحات لقناة ''الجزيرة'' الفضائية أن العراقيين الذين يرفضون المشروع الفيدرالي ''يريدون العودة بالبلد إلى أيام الدكتاتورية''· وشدد الوزير على ''أن المشروع لم يأت بالشيء الجديد بالنسبة للعراق، لأن الدستور العراقي يعرف البلاد بأنها دولة فيدرالية اتحادية·· إذا ما تم اللجوء لتطبيق قرار مجلس الشيوخ فإن دعم الحكومة العراقية متوفر ولن تعارض الأمم المتحدة خياراً يتبناه العراقيون، وأن رفض بعض الدول الإقليمية للمشروع لن يؤثر على تطلعات العراقيين إلى تشكيل الكيانات الفيدرالية''· الى ذلك، جددت فرنسا أمس تأكيد تمسكها بوحدة العراق· وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فريديريك دوزانيو في رد على سؤال ''فرنسا تؤيد وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته''·