الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حاكم الشارقة: النمو الاقتصادي في الإمارة يسير جنباً إلى جنب مع نموها الفكري والثقافي

حاكم الشارقة: النمو الاقتصادي في الإمارة يسير جنباً إلى جنب مع نموها الفكري والثقافي
8 فبراير 2015 23:06
الشارقة (الاتحاد) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الشارقة بقيت بعيدة عن الصراعات الاقتصادية واستطاعت تحقيق مكانتها وتعزيز نموها الاقتصادي الذي يسير جنبا الى جنب مع نموها الفكري والثقافي وحققت قفزات نوعية، كونها أوجدت البنية التحتية المتكاملة حيث حظيت بتصنيفات ائتمانية متقدمة من كبريات الوكالات العالمية، لتصبح وجهة استثمارية آمنة كما هي وجهة العالم الثقافية والعلمية. جاء ذلك خلال افتتاح سموه للمنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر 2015 - حيث يلتقي الشرق والغرب - والذي عقد أمس وتستضيفه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق». وأشار سموه إلى أن الشارقة وفي الوقت الذي عانت فيه اقتصادات العالم تحديات كبيرة، أبرزها أزمة المال العالمية كانت بمنأى عنها كونها تبني اقتصادها برؤية بناء الإنسان جسديا وفكريا واقتصاديا، منوها سموه بأنه في الوقت الذي تتباطأ فيه خطى العديد من دول العالم نحو التعافي من اضطراباتها الإقليمية وأزماتها المالية تتسارع في الشارقة خطى البناء لتكون الملاذ الآمن للمستثمرين لما بنته على مدى سنوات طويلة من بيئة متكاملة وما لديها من قوانين تلبي رغبات وتطلعات المستثمرين ومؤسسات ومزايا استثمارية كثيرة ولديها مدن صناعية ومناطق حرة. وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «في عالم تكثر فيه الصراعات والحروب وتتكاثر فيه النزاعات وتصفية الحسابات وتتفاقم فيه مشاكل الفقر والبطالة عالم اختلطت فيه الأوراق وتناثرت وبات فيه الاقتصاد متأثرا ومؤثرا محركا وصانعا للسياسات محكوما منها ومتحكما فيها في آن كم تكون الحاجة إلى تحقيق تقارب بين أقطاب هذا العالم وإلى تباحث ماهية اقتصاد بناء يحقق آمال الشعوب ويرتكز على عنصر الشباب وهم أمل الحاضر وبناة المستقبل». وأضاف سموه: «من عالمنا الواسع نلتقي في هذه البقعة الصغيرة بحجمها والكبيرة بطموحاتها وأهدافها هنا في الشارقة التي لطالما جمعت أقطاب العالم من رواد الثقافة والعلم والفكر والإعلام تجمعكم اليوم لتعزيز رؤاها واستكمال بنائها الذي ترتكز فيه إلى الاستثمار في الإنسان، كونه حجر الأساس في بناء المجتمعات والمحرك الرئيس في تطويرها». وقال سموه: «هنا في عاصمة السياحة العربية التي ودعت عامها الماضي عاصمة للثقافة الإسلامية وقبل أعوام عاصمة الثقافة العربية، في الشارقة التي بدأت خطاها بالثقافة والعلم نحو بناء اقتصاد معرفي، تتواءم فيه الاهتمامات مع احتياجات العقل والفكر لا مجرد اقتصاد أرقام نحو تحقيق تنمية مستدامة انطلاقا من قناعات ثابتة ورؤى رصينة تستند على أسلحة العلم والمعرفة لصناعة مستقبل اقتصادي أكثر أمنا واطمئنانا واستقرارا». وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، أن «قرارنا الاقتصادي في الشارقة مرتبط بقيمنا الإنسانية التي عمادها الشفافية والعدل ونعمل وفق برامجنا وأهدافنا وخططنا من أجل تحقيق نمو شامل في إمارة الشارقة يستفيد منها كل فرد على أرضها حاضرا ومستقبلا ونمضي بخطواتنا بإصرار بتوجيه الطاقات الشابة نحو العمل والإنجاز والإبداع، وصولا إلى بناء اقتصاد آمن يوفر الرفاه لأبنائنا وأحفادنا». وأضاف سموه: «ندرك تماما في الشارقة أهمية الانفتاح على الآخر وعقد شراكات اقتصادية حقيقية تحقق مصلحة الجميع ونحن هنا نفتح أبوابنا لاستثمار ما لدينا من أدوات وبلورة تلك الشراكات نحو تحقيق نمو شامل يستفيد منه الجميع على أمل أن يكون هذا المنتدى فاتحة خير للابتكار والبناء وتعزيز التعاون بيننا جميعا». وقال سموه: «هناك من يعتقد بأن الاقتصاد والثقافة خطان لا يلتقيان، هذا اعتقاد خاطئ، فالاقتصاد والثقافة لا يلتقيان فحسب بل يتكاملان أيضا فالاقتصاد من دون ثقافة أرقام جافة مملة لا ابتكار فيه ولا إبداع والثقافة من دون اقتصاد معادلات نظرية تبحث عن واقعية، ولضمان اقتصاد ناجح لا بد من نفحات ثقافية تضاف إليه لتأكيد نجاحه ومن هذه النفحات التفاؤل، فالمتشائمون رسامون يحولون الشمس إلى بقعة صفراء أما المتفائلون فيحولون البقعة الصفراء إلى شمس». وأوصى صاحب السمو حاكم الشارقة بالابتكار والإبداع «فالتكرار أكبر مخاوفي. والأفكار الصحيحة تؤدي إلى اقتصاد صحيح فحذار من الأفكار الخاطئة لأنها تؤدي الى اقتصاد عليل»، لافتا سموه إلى أن الاقتصاد من دون فضائل يصبح اقتصادا متوحشا والفضيلة الكبرى هي العدالة. واختتم سموه كلمته بقوله: «هناك مفتاح واحد لفتح إقفال الثقافة والاقتصاد هو العلم.. إنه الزينة في الرخاء والملاذ في الشدة ومع العلم لا بد من شيء من المغامرة، الصيادون يعرفون أن البحر خطر والعاصفة شديدة لكنهم لم يظنوا قط أن هذه الأخطار سبب كاف للبقاء على الشاطئ.. غامروا وثابروا على تحقيق أحلامكم وجددوا ولا تدعوا التكرار ينخر يومياتكم وعلى الكتاب أن يكتبوا واقفين فإنهم حينها سيتقنون كتابة الجمل القصيرة «. حضر الافتتاح بجانب سموه، كل من الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ خالد بن سلطان القاسمي رئيس مجلس التخطيط العمراني، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، ومعالي المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، واللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله بن سلطان العويس رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعلي بن سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وسلطان بن هدة السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، وسعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبدالله علي المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والمسؤولين في الدولة. وقال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، إن شعار المنتدى «حيث يلتقي الشرق والغرب» يعكس حقيقة ما تمثله الإمارات من جامعة للحضارات والثقافات، وهي التي تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، وآلاف الشركات، والمصالح التجارية، والمشاريع متعددة الجنسيات. وأضاف أن الشارقة تعتبر إحدى أعمدة التنوع في الاقتصاد الوطني الإماراتي، ويرجع النجاح الذي حققته الإمارة من بعد الله عز وجل إلى القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث نجح سموه في تمكين إمارة الشارقة من أن تكون جزءاً أساسياً من النهضة الشاملة التي تشهدها الإمارات، حيث إن للنجاح عناصر وعوامل عدة، فقد كانت رؤية سموه الثاقبة في إنشاء كيان حكومي متقدم يشرف على تعزيز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية وسياحية وتجارية إحدى أهم العناصر التي أسهمت في وصول الإمارة إلى ما هي عليه اليوم. وأشار إلى التزام الوزارة بتهيئة المناخ المناسب لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، عاماً تلو الآخر، إيماناً منها بدورها الحيوي في سير العملية التنموية بدولة الإمارات، مضيفاً أن الإمارات تعد وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية لكبرى الشركات العالمية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك نظراً لعدة عوامل منها موقعها الاستراتيجي، والمقومات الاقتصادية الضخمة التي تمتلكها، والسياسات الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها والمبنية على مفاهيم الانفتاح والتنوع والمرونة. من جانبها، أشارت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» إلى أنه رغم التحديات التي يواجهها الاستثمار الخارجي المباشر في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه يقدم فرصاً غير مسبوقة ليس في مجال التنمية الاقتصادية والازدهار فقط، ولكن أيضاً من أجل التفاهم والتواصل بين الثقافات. وقالت: «نؤمن في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بدور الاستثمار والتعاون الاقتصادي في بناء جسور التعاون والتفاهم، ولذا فإن موضوع المنتدى اليوم «حيث يلتقي الشرقُ بالغرب» يأتي في فترة لحظة تاريخية فاصلة نحتاج فيها إلى مزيد من التعاون المتبادل في منطقتنا والعالم أجمع». وقالت رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»: «ندرك في إمارة الشارقة أن تدفق الاستثمار الخارجي يتأثر بالعديد من العوامل، بما فيها البيئة التنظيمية والتشريعية، وجودة التعليم، والحواجز أو الحوافز التجارية إلى جانب الأمن والاستقرار، والبنية التحتية إضافة إلى اليد العاملة والمواهب المؤهلة والانطباعات سواءً السلبية أو الإيجابية على الدول التي تستقبل رؤوس الأموال». وأشارت إلى أن الموقع الإستراتيجي ليس هو السبب الوحيد في ثقة المستثمرين الخارجيين باقتصاد الشارقة، بل أيضاً انتهاج الحكومة لسياسة تنويع اقتصادية صارمة إلى أن أصبح اقتصاد إمارة الشارقة الاقتصاد الأكثر تنوعاً في المنطقة، حيث لا يمثل أي قطاع أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يمنح هذا التنوع العديد من الفرص للمستثمرين في قطاعات متنوعة مثل البيئة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والسفر والترفيه، والرعاية الصحية. وافتتحت جلسات المنتدى بكلمة ألقاها السير تيم بيرنرز لي، مخترع شبكة الإنترنت، وتناولت الجلسة الافتتاحية موضوع «الشرق يلتقي الغرب: «الجغرافية السياسية والاستثمار الأجنبي المباشر»، وعرضت دور الدبلوماسية في المعاملات التجارية عبر الحدود، ولاسيما في المناطق التي تعاني من الاضطرابات، وانخفاض مستوى الشفافية،. توأمة بين الشارقة وطنجة الشارقة (الاتحاد) شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التوقيع على اتفاقية توأمة بين مدينة الشارقة ومدينة طنجة المغربية، حيث وقعها راشد سلطان بن طليعة، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وفؤاد العماري، محافظ مدينة طنجة. ونصت الاتفاقية على التعاون بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المبادرات والبرامج والمشاريع الدولية، ومشاريع التنمية الاقتصادية، وتشجيع التبادل الثقافي والرياضي والشبابي بين المؤسسات الخاصة والعامة في الشارقة وطنجة. تكريم رعاة المنتدى الشارقة (الاتحاد) كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي رعاة المنتدى: هيئة المناطق الحرة في الشارقة (المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي والمنطقة الحرة بالحمرية) عن فئة التيتانيوم، والرعاة الذهبيون: غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، وتلال العقارية، وجلف تينير، والراعي الرسمي للمواصلات: مواصلات الإمارات، والناقل الرسمي: سي إن بي سي العربية، والشركاء الإعلاميون: مؤسسة الشارقة للإعلام، ومجموعة نيون الإمارات، ومجلة «بلومبيرغ بينزنس وويك»، وملتقى الاستثمار السنوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©