الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة هروب

قصة هروب
28 سبتمبر 2007 23:09
روي أن حكيم بن عثمان الأعور الكلبي، كان مولعاً بهجاء مضر، وكان شعراء مضر يردون عليه فلم يفعلوا شيئاً، وكان الكميت بن زيد يقول لهم: هو والله أشعر منكم، فقالوا للكميت: إذاً ردَّ أنت عليه واهجه كما هجا قومك، فقال إن من قومه خالد بن عبدالله القسري وقد أحسن إليّ· فما زالوا به يسمعونه هجاء حكيم بن عباس في قوم الكميت حتى حمي الكميت وتجرد لهجائه فذمّه وقومه بقصيدة طويلة، فعلم خالد بن عبدالله، وتلوا عليه قصيدة الكميت وفيها هجاء خالد وقومه فغضب وقال: إذا فعلها، والله لأقتلنه· ثم اشترى ثلاثين جارية بأغلى الأثمان وتخيرهن من ذوات العقل والفهم والأدب وحفّظهن قصائد قيلت في ذم بني أمية كما حفظهن قصائد تسمى الهاشميات وهي للكميت في مدح بني هاشم، ودس أولئك الجواري مع جوار أخريات ليعرضن على الخليفة هشام بن عبدالملك، فلما اختبرهن هشام تلون القرآن فأجدن، ثم استنشدهن شعراً، فألقين تلك القصائد فاكفهر وجه هشام وقال لهن: ويلكن، من قائل هذا الشعر؟ قلن: الكميت بن زيد الأسدي، قال: وفي أي بلدة هو؟ قلن: بالكوفة في العراق، فكتب إلى واليه بالعراق خالد بن عبدالله القسري أن يبعث اليه برأس الكميت بن زيد، وهذا الذي كان يرجوه خالد· فبعث خالد إلى الكميت وقبض عليه وأودعه السجن، وفي اليوم التالي بعث الى مضر وتلا عليهم كتاب الخليفة بقتل الكميت واعتذر لهم أن الأمر من الخليفة ولا بد من تنفيذه، وكان ضمن الحاضرين أبان بن الوليد البجلي وكان صديقا للكميت، فتحيل إلى أن بعث إلى الكميت بن زيد بكتاب في سجنه قال له فيه: سأبعث لك زوجتك لزيارتك فالبس ملبسها واخرج من السجن وأتقن مشيتها حتى لا يستريب السجانون، وبعث لزوجة الكميت، وكانت تدعى ''حبي'' وأفهمها الخطة فسارعت تطلب السلام على زوجها توديعاً له، ولما دخلت عنده أعطته ملابسها فلبسها، وجعلت تقول له: أقبل وأدبر، حتى جعلته يتقن مشيتها، ثم قالت له: ما أنكر عليك شيئا إلا يبساً في كتفك، فاخرج على بركة الله تعالى· فخرج بين أيدي السجانين فلم يأبه به أحد لأنهم يعلمون أنها زوجة الكميت، حتى دخل منزل رجل يدعى أبا وضاح حسب الخطة المرسومة· أما سجانه فلما طال عليه الأمر نادى الكميت فلم يرد، فدخل ليعرف خبره فوجد حبي موثقة ولما رأته صاحت به قائلة: مكانك لا أم لك، وإنما أغمض عينيك وفك وثاقي، فشق الرجل ثوبه وخرج صارخاً إلى خالد بن عبدالله وأخبره الخبر، فدعا حبي وقال لها: يا عدوة الله، تحيلت ضد أمر أمير المؤمنين وتهددها فاجتمع شيوخ بني أسد وقالوا له: ما سبيلك على امرأة منا خُدعت وأكرهت كما خدع سجانوك· وإنما أمر أمير المؤمنين خاص بالكميت: بالتسعــــة المتابعيــــ ـن خلائفاً وبخير عاشر وإلى القيامة لا تــزا ل لشافـــــعٍ منكم وواتر قال هشام: أولى لك! أو لست القائل: لاكـعـبـــــد المليــــــــك أو كــــــوليـ ـدٍ أو سـليمان أو كهشــــــــــامِ من يمت لا يموت فقيدا ومـن يحـيا فلا ذو إلٍّ ولا ذو ذمام قال الكميت: فـالآن صرتُ إلى أمـيــــــة والأمـور إلى المصاير والآن صرتُ بها المصـب كمهتد بالأمس حــــائر يا بن العقائل للعقائـــــــد والجحاجحة الآخاير من عبد شمس والأكابر من أمـيــــــــة فالأكــــــابر فطرب هشام لهذا الشعر وأعجبه أكثر، ما فهمه من أنه ارتجله ارتجالا فعفا عنه وأجازه· ولما خرج الكميت هرع إليه من كان حاضراً يسألونه إملاء الشعر عليهم فقال: والله ما حفظت منه حرفا ولكنه شعر أملاه عليّ ما كنت فيه! وكانوا لم يحفظوا مما سمعوه شيئا إلا نقل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©