الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصرفيون: تأسيس بنك عربي لتسوية المدفوعات العربية البينية العام المقبل

مصرفيون: تأسيس بنك عربي لتسوية المدفوعات العربية البينية العام المقبل
20 ابريل 2009 01:14
كشف خبراء مصرفيون عن اتجاه الدول العربية لتأسيس أول بنك عربي لتسوية المدفوعات بين الدول العربية خلال العام المقبل بعد اكتمال الدراسات التي يقوم بها صندوق النقد العربي منذ عدة سنوات والتي تهدف إلى بلورة آلية إقليمية لمقاصة المدفوعات البينية، كبديل لبنك التسويات الدولية في بازل السويسرية· وأكد خبراء لـ''الاتحاد'' أهمية هذه الخطوة بالنسبة للمصارف العربية،لافتين إلى أن عمليات المقاصة عبر سويسرا ونيويورك تمثل حاجزا أمام سهولة وانسيابية انتقال الأموال بين بنوك المنطقة حيث تستغرق هذه العمليات أياما عدة· ويأتي ذلك في وقت قلل فيه اتحاد المصارف العربية من تداعيات الأزمة المالية العالمية على القطاع المصرفي العربي بشكل عام حيث لم تتجاوز الخسائر التي تكبدتها المصارف العربية نسبة 1% فقط من مجموع إجمالي استثمارات محافظها في الخارج أو ما يوازي 2,8 مليار دولار· وأكد مسؤولون في الاتحاد خلال افتتاح أعمال مؤتمر المصارف العربية الذي ينعقد في دبي بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، نجاح المصارف العربية في احتواء الأزمة إلى حد بعيد بعد أن قفز أجمالي الأرباح المجمعة للبنوك العربية خلال العام الماضي إلى 35 مليار دولار وارتفاع الأصول إلى 2,01 تريليون دولار والقروض إلى 1,8 تريليون دولار، وسط توقعات بأن تسجل البنوك العربية نموا في أرباحها العام للعام الحالي بنسبة تصل إلى 9%· وقال عدنان أحمد يوسف رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية إن الأزمة لم تؤثر بشكل بالغ في أداء البنوك العربية التي سجلت معدل نمو جيدا خلال العام الماضي في الأرباح التي بلغت 35 مليار دولار، متوقعا أن تواصل البنوك العربية نموها في العام الحالي بالرغم من استمرار الأزمة المالية العالمية بنسبة تصل إلى 9%· وقال يوسف إن الميزانية المجمعة للبنوك العربية التي يزيد عددها عن 490 مؤسسة تضم 375 ألف موظف زادت بنهاية العام 2008 عن تريليوني دولار· وكشف يوسف لـ''الاتحاد''عن اتجاه الدول العربية إلى تأسيس أول بنك عربي لتسوية المدفوعات البينة خلال العام المقبل، مؤكداً أهمية هذه الخطوة للبنوك العربية· وأضاف أن اختيار دبي مقرا للمؤتمر جاء بفضل الإنجازات الكثيرة التي شهدتها والتي جعلت المفكرين يهتمون بدراسة تجربتها التنموية الفريدة التي نجحت في تشييدها في فترة وجيزة واستطاعت أن تحقق خلال السنوات العشر الماضية من الإنجازات المتميزة ما عجزت عن تحقيقه دول أكبر في الإمكانيات في 50 سنة · وأوضح أن محاور المؤتمر تتناول مدى ارتباط أزمة القطاع المالي والمصرفي بأزمة القطاعات الحقيقية وبلورة التحديات والمخاطر والفرص التي تكتشّفت من جراء استمرار الأزمة على النظام المالي والمصرفي العربي ومدى إنخراطه في النظام المصرفي والمالي الدولي والعمل على بلورة دور أكثر فاعلية لأجهزة الرقابة والإشراف على القطاعات المالية والمصرفية والأسواق المالية وشركات التأمين · وانطلقت اعمال المؤتمر المصرفي العربي للعام 2009 في دبي أمس تحت عنوان الأزمة : رؤية للغد وينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع جمعية مصارف الإمارات والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ومركز دبي المالي العالمي وتستمر فعالياته لمدة يومين بمشاركة نحو 300 شخص من 22 دولة عربية من بينهم وزراء مال واقتصاد واستثمار ومحافظو بنوك مركزية وقيادات المصارف العربية والعربية الأجنبية المشتركة ومؤسسات مالية واستثمارية واقتصادية وممثلو كبريات المنظمات الاقتصادية وخبراء العمل المصرفي والمالي العربي والأجنبي علما بأن اتحاد المصارف العربية يضم في عضويته 330 مصرفا عربيا · من جانبه، قال الدكتور جوزيف طربيه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك الإعتماد اللبناني إن المؤتمر يركز على تبادل الأفكار حول مستقبل المنطقة واقتصاداتها على ضوء ما عكسته الأزمة المالية العالمية التي وصفها بأنها واحدة من أقسى الأزمات المالية التي هزت أقوى الكيانات الاقتصادية وضربت فيما ضربت مؤسسات طالما اعتقد الجميع أن متانتها أقوى من أي خضات مفاجئة أو غير محسوبة· ووصف الحراك الكبير الذي يشهده العالم أوطاناً وتجمعات إقليمية وعبر القارات وعلى كل المستويات بفعل الإعصار المالي بأنه حراك غير مسبوق حجماً ونوعاً، مؤكدا أن ما تم صرفه أو تخصيصه حتى الآن بهدف وقف الانهيار وليس الانقاذ الفعلي بلغ أرقاماً غير مسبوقة مما يعكس عنف الأزمة داخل هيكل النظام المالي الدولي · وقال إن ما أفرزته الأزمة من نتائج كارثية يصعب حتى الآن حصرها واستبيان مداها وعمقها وانعكاساتها القادمة وخير إثبات لذلك السباق العكسي للخروج من العولمة كخشبة خلاص بعدما كان الانغماس فيها مظهراً للتقدم والازدهار خاصة وأن المشهد الحاضر يظهر أن الأسواق الأكثر إنفتاحاً هي الأكثر تضرراً والأكثر تعرضاً للانعكاسات · ووصف الأوضاع التي تمخضت عن الأزمة بإنها محطة تاريخية فاصلة أدت الى تغييرات شاملة في المفاهيم والرؤى وانقلابات جذرية في المهام والأدوار وعودة دراماتيكية للحكومات لتكون اللاعب الأساسي في الأسواق فيما تتهاوى المؤسسات ويصمت اللاعبون الكبار المتهمون بخيانة القيم والمثل التي تحكم مبدأ الاقتصاد الحر وبالانجرار الى التلاعب والغش وسلب أموال الناس ومدخراتهم · ودعا في خضم هذا الإعصار وتداعياته الى تكثيف التحركات العربية في ساحاتها وأسواقها الوطنية وعبر الحدود بهدف تبادل الافكار والخبرات وتنسيق الجهود الهادفة الى إبعاد الاضرار ومعالجة ما يعني العالم العربي من الأزمة وتداعياتها حتى لا نصبح من ضحاياها أو كبش فداء لدول أو تجمعات تسعى الى تحميل الآخرين أوزار تهور وتلاعب أفراد ومؤسسات كانوا الى يدعون الريادة والاحتراف في إدارة الاعمال والاموال · واستعرض بعض الدروس المستقاة من الأزمة التي أنهت عدة سنوات من النمو السريع في العالم العربي نتيجة ارتفاع أسعار النفط والإصلاحات الاقتصادية، مؤكدا أن محاربة الأزمة يكون بتفعيل المؤسسات وتنشيط الاستثمار في الاقتصاد والاستثمار في البنية التحتية واقتصاد المعرفة والسعي إلى تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتذليل ما يعتري التجارة بين دول العربية من معوقات والعمل على ايجاد بيئة استثمارية مشجعة للاستثمار في البلاد العربية · وحذر من أن العالم العربي قد يتأثر بتداعيات الأزمة العالمية لجهة ما قد يتأتى عن الاحتمالات الكبيرة لدخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود الاقتصادي بحيث يشكل الهبوط المتسارع في أسعار النفط إحدى أولى نتائجه · وفي بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القى سليمان المزروعي عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية عن دولة الإمارات كلمة تقدم فيها بالشكر الى سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي على تفضله بإفتتاح أعمال المؤتمر وقال إن انعقاد المؤتمر المصرفي العربي تحت عنوان '' الأزمة - رؤية للغد'' يأتي والعالم بأسره يمر بأسوأ مرحلة اقتصادية تاريخية لم يشهد مثلها منذ 80 عاما وهي اليوم تهدد النظام الاقتصادي العالمي بالإنهيار وتجبر المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات وقرارات جذرية لمحاولة الحد من هذا التدهور ذي التبعات الاجتماعية والسياسية المدمرة · وأكد أن المؤتمر المصرفي العربي يأتي في المكان والوقت المناسبين ليلقى الضوء على جذور الأزمة ومسبباتها ودراسة إمكانية التصدى للأزمة من خلال اختيار مختلف الحلول سواء أكانت الإسلامية منها أم التقليدية داعيا الى التطرق إلى الاستراتيجيات والخطط التي وضعت ومازالت تدرس للإستفادة منها في التعامل مع الأزمة إلى جانب مختلف المحاور النقاشية الأخرى والتي من شأنها أن تساهم في التوصل إلى توصيات واضحة وفاعلة لمسيرة المستقبل التي من المؤمل أن ينتهجها الاقتصاد العربي · وتوجه في كلمته بالشكر لاتحاد المصارف العربية لاختيار دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لهذا المؤتمر الهام وكذلك إنعقاد مجلس الإدارة والجمعية العمومية للاتحاد بدبي هذه المدينة الديناميكية التي تقف شامخة تتحدى الأزمة العالمية بتعدد مصادرها وتنوع خصائصها وعظم إنجازاتها معربا عن شكره لكل من ساهم في تنظيم المؤتمر.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©