الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولائم المتطفلين

28 سبتمبر 2007 23:05
أعرف صديقي هذا جيداً، فهو ليس بالكريم ولا بالبخيل، غير أن أحواله لا تسمح له بأن يدعوني كل يوم الى وليمة طعام، لكنه منذ أن دخل علينا الشهر الفضيل وهو يدعوني كل ليلة وأنا أرفض دعواته بعذر وبدون عذر، ذلك أنني أعرف أحواله ولم أكن أريد تكليفه فوق طاقته، ضارباً بعشقي القديم للطعام والولائم عرض الحائط· غير أنني قبلت الدعوة أمس، فقد استحييت من كثرة أعذاري واعتذاراتي، وكان صديقي هذا دعاني الى وليمة عشاء في أفخر فنادق أبوظبي· وحرص أن نذهب سوياً وأن نلتقي في مكان محايد قبل الانطلاق بسيارته الى مكان الدعوة، رغم أنني أفضل الذهاب بسيارتي حتى أكون حراً في البقاء أو الانصراف متى ما شئت·· ليس هناك ما يدعوني للشك في الأمر، ولا للاعتقاد بأنني قد أكون ضحية للكاميرا الخفية أو لبرنامج حقك علينا، غير أنني ما أن استويت في الجلسة حتى اكتشفت أن الوليمة أقامتها شركة ما لموظفيها وعملائها، وأعرف أن صاحبي لا هو من عملاء الشركة ولا من موظفيها لكنه متطفل وقد اصطحبني لوليمة عشوائية لأتطفل مثله، يبدو انه حفظ أسماء الشركات والبنوك التي تقيم أمسيات من هذا النوع للعملاء والموظفين· الله ستر ولم يعرف أحد أننا لا من العملاء ولا من الموظفين ونجينا من الطرد أو التوبيخ أو على الأقل من السخرية·· ولكنني بقيت واجما خجلا وفي ''نصّ هدومي'' ورغم ذلك لم أستطع مقاومة إغراء الطعام والشراب، فتناولت شيئا، فاتحاً عيناً على المكان تحسباً لأي حركات مشبوهة، وعيناً على صديقي أراقبه وهو يزدرد الطعام ازدرادا· وبرغم أن الفكرة أعجبتني وربما أنفذها منفردا في المرات القادمة غير أن صديقي كرهني لإفسادي أمسيته، فقد ألححت عليه ما إن أنهى طعامه أن يوصلني الى سيارتي ويعود هو لإكمال سهرته التي لا تنتهي عندما تخمد نار الأرجيلة التي يجر أنفاسها حتى تنقطع أنفاسه·· ذكرني صديقي هذا بقصة سمعتها عن الطفيليين مفادها أن طفيليا أراد الدخول إلى عرس فمنعه البواب من الدخول، فابتعد قليلا عن المكان ليبحث عن حيلة يحتال بها ليدخل، فعاد حاملا فردة حذائه في يده وقد خبأ الأخرى داخل كمه، وقد أمسك بمنديل يمسح به فمه، ثم اقترب من البواب قائلا: لقد أكلت في الفوج السابق وخرجت مسرعاً فنسيت فردة حذائي في الداخل فهل يمكن أن تتفضل وتخرجها لي؟ فرد البواب: إني مشغول الآن، ادخل فأخرجها بنفسك· فدخل الرجل وأكل الى أن شبع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©