الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شواب دبا: رمضان زمان أول أجمل وأصفى

شواب دبا: رمضان زمان أول أجمل وأصفى
28 سبتمبر 2007 23:04
يحن الرعيل الأول للزمن الماضي، ويكنون له كل التقدير، ويتذكرونه باعتزاز وفخر على الرغم من قسوة الحياة وشظف العيش خلال تلك الفترة، بل إن الكثير من كبار السن يمني النفس بالعودة اليه ويزداد الشوق الى الزمن الجميل كلما لاح هلال شهر رمضان في الأفق وما يحمله هذا الشهر الفضيل من نفحات وذكريات عن تلك الفترة التي عاشها الناس ببساطة متناهية بعيدا عن تعقيدات الحياة العصرية التي بددت -كما يقول الشواب- الكثير من المعاني الجميلة والصفات الحسنة التي كانت تتجسد بأبهى صورها خلال هذا الشهر الكريم· مواقف وعبر وذكريات يحكيها عدد من كبار السن الذين عاشوا تلك الفترة بحلوها ومرها وكابدوا المشاق في سبيل العيش الكريم واللقمة الحلال· يؤكد الوالد عبيد بن علي الضنحاني -في العقد السادس من العمر- أن الانسان في الماضي كان يعيش حياة صعبة وقاسية للغاية، ومع هذا كان يحرص على التمسك بالقيم الأصيلة والصفات النبيلة ولم يتزعزع إيمانه يوما بربه والرضا بما قسم الله له من رزق· وقال: كانت هذه المعاني تزداد في الماضي وتتقوى مع قدوم شهر رمضان المبارك، حيث يتجه الانسان الى ربه ويتفرغ للعبادة طوال ايام الشهر، والاستعداد لرمضان يبدو مع قرب نهاية شعبان، حيث ترتسم الفرحة على وجوه الناس بقدوم هذا الضيف العزيز، وفي آخر يوم من شعبان يخرج الناس بعد أن تغرب الشمس لمشاهدة الهلال وعندما يرونه تعم الفرحة·· وينادي الناس بدخول أول أيام الشهر، والبعض يشعل النار لإبلاغ أصحاب المناطق البعيدة· الرضا والقناعة وأضاف الضنحاني: أما الحياة فكانت بسيطة جدا، فالذي كان يمتلك القليل من التمر والماء شكر الله على هذه النعمة العظيمة والقليل من المواد الغذائية الاخرى التي كانت تصنع محليا من القمح والشعير والحنطة والبر ويصنع منها الخبز واللبن· وقال: إذا جاء رمضان في أشهر الصيف تزداد أحوال الناس صعوبة، نظرا لقلة المياه، وكان الرطب حاضرا على مائدة الإفطار بكميات بسيطة وليس بمقدور الجميع توفيره فهو يتوفر مع أصحاب المزارع· وأكد أنه بالرغم من الظروف الصعبة في الماضي كان الجميع يتحلى بالقناعة والرضا بالمقسوم، وفي ليالي شهر رمضان تتحول المساكن والديار والمساجد الى منابر تتلألأ بالنور من قراءة القرآن وترديد التهاليل والتسابيح والاستغفار حتى وقت السحور، وبعد السحور يتجه راعي البحر الى الصيد والمزارع الى النخيل بعد ان يأخذ قسطاً من الراحة· أول·· أفضل من جانبه يؤكد سعيد سالم الصريدي أن الزمن الأول أفضل من الزمن الحالي نظراً لترابط الناس وقوة العلاقات الأسرية وغياب الظواهر السلبية والمدنية المادية التي بددت الكثير من المعاني الأصيلة·· وكان الناس تهب للوقوف مع بعضها في أوقات المحن عكس الزمن الحالي الذي لا يسأل فيه الشخص عن صديقه ولا عن جاره وأصبح كل فرد مشغولا بأعماله وهمومه اليومية· ويرى الصريدي أن الجيل الأول كان يتمتع بالعفوية والبساطة وكانت لشهر رمضان قدسية ولا توجد مجالس للعب الورق أو متابعة الفضائيات في خيم للدخان والشيشة، فكان لهذا الشهر حرمته الكاملة، وانتقد الصريدي بشدة ظاهرة الشيشة ولعب الورق في رمضان، معتبرا انها من العادات السيئة والدخيلة على مجتمع الإمارات وليست من طقوس هذا الشهر الذي هو شهر القرآن، حيث كان الناس إما يسهرون على تلاوة القرآن على ضوء ''الفنر'' أو يخلدون الى النوم مبكرا حتى يتمكنوا من النهوض وقت السحور· مسحراتي في دبا وكان في دبا مسحراتي ينادي في الناس وهو يطوف بين الطرقات وينادي ''قوموا للسحور'' ويقرع الطبل ويردد بعض العبارات التي تتماشى مع روحانية هذا الشهر مثل ''قوم يا نايم وحد الدايم''· وقال الصريدي: كان أحد كبار السن في مدينة دبا وهو سلطان السلامي ''رحمه الله'' يطلق المرفقعات للإعلان عن دخول وقت السحور· ويؤكد في السياق نفسه محمد بن سالم أن الحياة في الماضي كانت صعبة وكان الرجل والمرأة على حد سواء يواجهان هذه الصعوبة بالجلد والصبر والإصرار والقناعة والسعي الدائم نحو كسب الرزق، فالزوجة في البيت تقوم بكافة أعمال المنزل وتشرف وتعمل بدون تذمر كما هو حاصل مع نساء اليوم اللاتي سلمن شؤون البيت للخدم، كانت المرأة تشارك الرجل حتى في بعض أعماله خارج المنزل· التجار في الماضي أما عبدالله عبايد فإنه يرى على الرغم من صعوبة الحياة في الزمن الماضي إلا أن القلوب كانت صافية والتكافل كان في افضل صوره وكان المجتمع تسوده المودة· ويضيف: في الوقت الراهن وفي عصر المدنية تعقدت الأمور وازدادت المشاكل والهموم وارتفعت اسعار السلع بشكل لا يصدق وأصبح هم التاجر تحقيق الأرباح الفلكية على حساب المستهلك· أما التاجر في الزمن الماضي فكان يراعي أحوال الناس وظروف معيشتهم وكان يرضى بالربح اليسير ولا يبالغ في الأسعار، ويرى ان المبالغة في الأسعار عيب في حقه كتاجر وهو يربط مصلحته بمصلحة المجتمع الذي يعيش فيه، وكان الناس يراعون ظروف بعضهم·
المصدر: دبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©