28 سبتمبر 2007 22:23
الذين ينظرون إلى الأمور بواقعية، ويمشون بخطى ثابتة يبتعدون عن مواقع الزلل والحفر، هذا هو المنطق الذي أؤمن به، فالواقعية هي تخطيط للمستقبل والأجيال القادمة، فليس عليك أن تطلب المستحيل أو تطلب الغد وأنت لا تستطيع أن تعيش اليوم، كما أن الغلاء القادم إلينا بسبب أو بدونه، يجعلنا محبطين، وقد يتخلى البعض عن مبادئه ليحصل على مجموعة من المدخلات التي قد تكون ضرورية أو غير ضرورية·
إن التحديات صعبة على هذا الجيل الذي يكاد يحبو من ثقل المسؤولية التي أصبح يحملها على كاهله، فالانفجار المفاجئ في الأحداث قد يخلق لنا إشكاليات لا حصر لها، ويصعب حلها، فتمتلئ السجون بمن وقع في الشرَك، والمستشفيات بأصحاب الأمراض النفسية، وترتفع نسبة العنوسة، ساعتها قد نضطر للتنازل عن بعض قيمنا الاجتماعية أو حتى عن حفلاتنا الصاخبة، لأن التحديات التي يفرضها الواقع تؤدي إلى التنازل والقبول بالحلول التي تنجيك من الانحلال أو الذهاب أدراج الرياح، كما سنرضى بأقل القليل من الموجود من السكن، بعد أن كانت قصوراً يضيع فيها الناس، وبعد أن اعتدنا على الرفاهية المفرغة من الواقعية، لأنها على حد تفكيرنا مبدأ الفقراء والمتسولين والضعفاء، حتى جاء الوقت الذي اشتدت فيه المعضلات من كل جانب، وأصبح كل من في الأسرة يلتمس دوره الحقيقي فلا يجده··
فلنعش الواقعية، ولنتخذها طريقاً، فإعصارنا محوره الغلاء وسوف يجلي الكثير من العيوب الصعبة التي ترسخت في أفكارنا·
عبدالله حميد
رأس الخيمة
عدد اليوم
