الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نقص المياه يهدد مستقبل الوقود الحيوي الأميركي

نقص المياه يهدد مستقبل الوقود الحيوي الأميركي
20 ابريل 2009 00:54
حل وقت زراعة الذرة في السهول الأميركية وهذا يعني أن مزارعي الذرة في كانساس يشعرون بالقلق إزاء الأحوال الجوية ويأملون أن تتوفر المياه الكافية· ويعتزم ميرل ريكسفورد؛ أحد مزارعي كانساس؛ البدء في زراعة الحبوب في أرضه ومساحتها سبعة آلاف فدان قرب ميد في كانساس وهو سعيد بالعاصفة الثلجية الكبيرة التي هبت في الآونة الأخيرة وأحدثت منسوباً من المياه تشتد الحاجة إليه، ومثله مثل مزارعي الذرة في شتى أنحاء الولايات المتحدة يأمل ريكسفورد في زراعة محصول جيد هذا العام· ومعظم محصوله سينتهي به الأمر عند محطة لاستخراج الإيثانول، وبذلك يجد ريكسفورد نفسه (65 عاماً) وسط انقسام مرير بسبب الوقود الحيوي خاصة الإيثانول المستخرج من الذرة· وأفادت مؤسسة الطاقة المتجددة بأن الولايات المتحدة قادت العالم في إنتاج الإيثانول خلال عام ،2008 وقامت بتوليد تسعة مليارات جالون أو 52 بالمئة من الانتاج العالمي بارتفاع عن 6,5 مليار جالون من الإيثانول الأميركي عام ،2007 وتأمل الولايات المتحدة إنتاج 15 مليار جالون بحلول عام ·2015 ويقول منتقدون إن كحول الإيثانول يستنزف موارد المياه الثمينة في وقت تزداد فيه أزمة نقص المياه، ويقولون إن التفويض الاتحادي الذي يشجع على إنتاج المزيد من كحول الإيثانول لا يقدم أي مساعدة· أما المؤيدون يقولون إن الإيثانول المستخرج من الذرة ليستخدم كوقود لوسائل النقل أفضل بكثير للبيئة والأمن القومي والاقتصاد عن النفط كما أنه الخطوة الأولى تجاه وقود أنظف· وقال برينت اريكسون نائب الرئيس التنفيذي بمنظمة صناعة التكنولوجيا الحيوية التي تدعم الإيثانول ''علينا بحق أن نسأل أنفسنا هل نريد أن نقود سياراتنا بوسائل طاقة متجددة أم ببنزين من مشتقات البترول''؛ ومستقبل كحول الإيثانول المستخرج من الذرة تحوم حوله مخاوف من أنه يتطلب كمية كبيرة من الطاقة لانتاجه كما أن تزايد الطلب يجعل من الذرة سلعة غذائية مكلفة بالنسبة للانسان والحيوان· وفي ظل تزايد المخاوف من التغيرات المناخية وتحول الجفاف إلى مشكلة ملحة في العديد من المناطق أصبح الاستهلاك الكبير للمياه لاستخراج الإيثانول نقطة مثيرة للقلق بشكل متزايد· والمحطات التي تحول نشا الذرة إلى وقود تستهلك أيضا المياه، ووفقا لمعهد الزراعة والتجارة فإن محطة استخراج الإيثانول العادية تستهلك نحو 4,2 جالون من المياه لانتاج جالون واحد من الإيثانول، وتقدر صناعة الإيثانول ذلك بنحو ثلاثة جالونات من المياه لانتاج جالون واحد من الوقود· ويشجع أعضاء الكونجرس الأميركي والبيت الأبيض استخدام الإيثانول كوقود بديل للمساعدة في تقليل اعتماد البلاد بشكل مكلف على النفط الأجنبي، ولكن هذه الخطوات تواجه معارضة من العديد من الجماعات التي تشعر بالقلق من امتزاج النمو السكاني بالتغيرات المناخية بطريقة ستجعل ليس فقط الولايات المتحدة ولكن العالم أجمع يعاني من نقص في المياه· وتقع العديد من محطات إنتاج الإيثانول في المناطق الزراعية القريبة من مزارع الذرة ولكنها قريبة أيضاً من مستخدمين آخرين يحتاجون إلى الكثير من المياه مثل مربي الماشية· وقال مارك مولر بمعهد الزراعة والتجارة ''نسير في الاتجاه الخاطئ وهذه المشكلة لن تنتهي·· قضية المياه هذه مثل الأزمة المالية·· وأخشى أن أمراً سيئاً سيحدث''، وأضاف جيم كلينشميت بالمعهد ''استخدام المياه قد يكون عاملاً يحد من إنتاج الإيثانول إذا لم نطبق ونساند المزيد من تكنولوجيا توفير المياه''· وقال بن ليبرمان المحلل البارز لشؤون الطاقة والبيئة بمؤسسة هريتيدج ''المياه مصدر قلق·· نرى استهلاكاً متزايداً للمياه ليس فقط من أجل محطات الانتاج ولكن أيضاً لزراعة الذرة''· ولا يشكك مؤيدو انتاج الإيثانول في حقيقة أن هذه الصناعة تستهلك كمية كبيرة من المياه ولكنهم يقولون إن محصول الذرة يعتمد على الأمطار ولا يستخدم المياه التي تضخ من الأرض وحتى وسائل الري تتحسن لخفض استهلاك المياه بنحو النصف·
المصدر: كانساس سيتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©