الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متظاهرو العراق يطالبون برحيل المالكي وتغيير الدستور

متظاهرو العراق يطالبون برحيل المالكي وتغيير الدستور
9 فبراير 2013 00:06
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - نظم مئات الآلاف من العراقيين أمس تظاهرات حاشدة للأُسبوع السابع على التوالي في بغداد ومدن بمحافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى والتأميم (كركوك) ذات الأغلبية السنية غرب ووسط وشمال العراق، مطالبين بتعديل الدستور ورحيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعوى استبداده وتهميشه السنة في العملية السياسية العراقية واستخدامه قانوني «مكافحة الإرهاب» و«المساءلة والعدالة» لملاحقتهم وقمعهم. وجدد المتظاهرون تحت شعار «جمعة لا للحاكم المستبد» المطالبة بإجراء إصلاحات شاملة وإلغاء القوانين التي تحرم السنة من المشاركة في العملية السياسية والتمتع بحقوقهم التقاعدية وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء. ونددوا بشروع زعيم مايُسمى «حزب الله- النهضة الإسلامية في العراق» المدعو واثق البطاط بتشكيل ميليشيا «جيش المختار» لتصفية السنة بزعم أنهم «البعثيون» والمنتمون إلى «الجيش العراقي الحر» وتنظيم «القاعدة». ورددوا هتافات «بالروح بالدم نفديك ياعراق»، و«إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». كما رفعوا لافتات عليها عبارات «لا للحاكم المستبد ومحكمته الاتحادية»، و«نطالب برحيل الحكومة»، و«نطالب بتغيير الدستور»، و«حان موعد استعادة الحقوق»، و«يا جيشنا أحقن دمي أنا أخوك فاحمني»، و«أطلقوا سراح المعتقلين»، وهم يلوحون بأعلام العراق في عهد نظامه السابق ورايات ملونة. وأعلن أئمة صلاة الجمعة في ساحات الاعتصامات وعلماء السنة ووجهاء العشائر ومرجع شيعي أمام جماهيرهم أن التظاهرات ستستمر حتى تلبية جميع المطالب المشروعة للشعب العراقي دون تمييز، داعين المجتمع الدولي للتدخل لحماية الشعب العراقي من حكومة المالكي. وأكدوا أن شعب العراق واحد لايمكن أن يتفرق وتعهدوا بالعمل على تحقيق «تطلعاته المشروعة». ومنعت قوات الجيش والشرطة المحتجين في بغداد من الوصول إلى عدد من المساجد في حيي المنصور والجهاد، لإقامة صلاة الجمعة والخروج في تظاهرات حاشدة وأحاطت أماكن التظاهرات بإجراءات أمنية مشددة. وواصل مئات الآلاف من أهالي الأنبار، بينهم زعماء عشائر وعلماء ونواب، اعتصامهم على الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن وسوريا غرب الرمادي وتظاهر جزء منهم في «ساحة الكرامة» وسط المدينة. وقال ممثل المرجع الشيعي جواد الخالصي في كلمة قصيرة أمام المتظاهرين لقد «حانت الآن فرصة التلاحم بين أبناء الشعب العراقي وعلى الجميع رص الصفوف من أجل إحقاق الحق». وقال محتج اسمه عمر الفاروق «إني اعتصم هنا منذ 45 يوماً وأشارك في التظاهر بانتظار أن يتحقق حلمي بأن يُحاكم المالكي كما حوكم (رئيس النظام العراقي السابق الراحل) صدام حسين». كما تظاهر عشرات الآلاف من أهالي الأنبار في الفلوجة، وقرر متظاهرو المحافظة إقامة صلاة الجمعة المقبلة في مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان بضاحية الاعظمية شمالي بغداد. وتظاهر مئات الآلاف من أهالي صلاح الدين في سامراء. وقال إمام صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام هناك الشيخ محمد جمعة «إن المالكي سلب حقوق العراقيين واستولى على مناصب وزارات الدفاع والداخلية». وتظاهر مئات من أهالي بعقوبة عاصمة ديالى أمام جامع السارية وسط المدينة. وقال أحد المتظاهرين وهو أحمد الجبوري «سنواصل التظاهر حتى الحصول على حقوقنا». ونظم عشرات الآلاف من أهالي نينوى تظاهرة حاشدة في «ساحة الأحرار» وسط الموصل. وقال شهود إن قوات الشرطة اعتدت على شيخ عشيرة اللهيب الشيخ حربي العماش أثناء توجهه بسيارته إلى ساحة الاعتصام». وتظاهر أهالي الحويجة جنوب غرب كركوك في «ساحة الغيرة والشرف» وسط المدينة، مطالبين برحيل الحكومة وتغيير الدستور العراقي.? وقال أحد المتظاهرين «إن الدستور الحالي كُتب في ظل الاحتلال الأميركي وفي ظروف غير جيدة تسببت باعتقال الكثير من العراقيين وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب والزج بالنساء في السجون، فضلاً عن إقصاء وتهميش مكون رئيسي من الشعب العراقي»، وأضاف أن المتظاهرين طالبوا أيضا بكشف «المفسدين الذين يسرقون قوت الشعب العراقي منذ عشر سنوات من دون تقديم الخدمات والكهرباء». في غضون ذلك، استبعد زعيم «التيار الصدري» الشيعي العراقي مقتدى الصدر تسلل أفراد «القاعدة» والإرهابيين إلى صفوف المتظاهرين. وقال، في بيان صحفي، «لست ممن يخاف على التظاهرات في الأنبار وقريناتها من اختراق القاعدة والإرهابيين، بل جل الخوف عليها من العاطفة الهوجاء والعقائد المنحرفة والميول الطائفية». وأضاف «آمل في أن يعتذر القائمون على التظاهرات المشروعة لإخوانهم وعشائر الجنوب (الشيعة) بعد أن أعتدى عليهم أصحاب النفوس الضعيفة». وانتقد المرجع الشيعي محمد تقي المدرسي «التراجع الكبير الذي يمر به العراق بسبب المشاكل المستعصي حلها لدى الوزارات والدوائر الحكومية». وقال في بيان أصدره أميس «ان البلاد تعاني من مشكلات كثيرة في الأمن والماء والكهرباء والإدارة ووجود مشكلة أخرى جديدة وهي عدم فهم العراقيين بعضهم لبعض»، وأضاف «منذ متى كان العراق ممزقاً ومقسماً تقسيماً طائفياً؟ كنا شعباً واحداً ولم يكن في يوم من الأيام فرق بين سني وشيعي، ولم نشهد إلا العمل المشترك». وتابع «إنها الطامة الكبرى، حيث يتفرق الشعب العراقي بسبب هذه المسميات الطائفية البغيضة، الذين بإمكانهم تغيير الواقع في العراق إلى الأفضل هم علماء الدين والأكاديميون والشباب المخلص المثابر. من جانب آخر، أعلن «حزب الله- النهضة الإسلامية في العراق» أنه بدأ توزيع استمارات التطوع في «جيش المختار» في منطقة الكسرة شمال بغداد. وقال المتحدث باسم الميليشيا عبدالله الركابي في حديث لعدد من وسائل الإعلام «الإقبال جيد جداً من العراقيين كافة خاصة خارج بغداد من ديالى والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء وتم توزيع ثمانية آلاف ومائة وعشرين استمارة لمنتسبي جيش المختار». وأضاف «هذا الجيش سلمي ويعاون الأجهزة الأمنية تحت لواء الحكومة، حيث إن الأمن يبدأ من المواطن، والمتطوعون سيعملون للقضاء على الفساد الموجود في مجلس النواب والوزارات وإلقاء القبض على البعثيين الموجودين في الأجهزة الأمنية، والأمين العام للحزب واثق البطاط يؤكد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©