الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرارة الخيانة

20 ابريل 2009 00:46
المشكلة عزيزي د.مصبح: لا أعرف لماذا كان الخوف من الخيانة الزوجية هاجسي الدائم منذ اليوم الأول الذي أصبحت فيه زوجة ؟ لم أكن أتصور أن أواجه المشكلة التي روعتني كثيرا قبل الزواج! لم تمهلني أسرتي لكي أكمل تعليمي الجامعي، وتزوجت ابن عمي، الذي اقتصرت معرفتي به على الزيارات القليلة التي كان يقوم بها لموطني في بلد آخر مجاور، ولم أكن أتصور يوما أنني سأكون زوجة لهذا الشاب الذي لا حديث له سوى السهرات، أو المغامرات العاطفية التي كان بطلها، وكنت أسمع أطراف هذه «البطولات» من أشقائي، أو بشكل غير مباشر على نطاق العائلة. لم يكن بامكاني الرفض، وسقت إلى بيت الزوجية، وانتقلت للإقامة معه هنا كما تساق الإبل! ومرت الأيام بروتينها اليومي دون مشاكل في البداية، وحاولت أن أجتهد في التكيف والتأقلم مع الوضع الجديد. مرت الأيام، وأنجبت ثلاثة أطفال، شغلوني الى حد كبير، وتكررت زياراتي لوالدتي واستلزم ذلك بقائي لديها لفترات طويلة أحيانا تتعدى الشهر في كل زيارة لظروف مرضها، وبدأت أشعر أمام هذه المتغيرات بفتور في علاقتي الزوجية من ناحية زوجي، ولم يعبأ كثيراً بانشغالي، أو بسفري الدائم، وغيابي عن بيتي ما دام الأطفال بصحبتي. شعرت بأن كرامتي بعثرت، في الوقت الذي وقف فيه الجميع موقف المتفرج دون تدخل، أو حتى محاولة الإصلاح، لافتقادهم الأمل في إمكانية التأثير على زوجي. وأصبح كل همي ألا تكون إحدى شريكات الخيانة مع زوجي أجمل مني، حتى لا يفوتني، ويقرر الزواج منها، وكأنه اعتراف ضمني بالخيانة. ساءت أحوالنا الزوجية، ولا أعرف كيف أتصرف، هل انفصل عنه، أم أستمر راضية أبتلع مرارة الخيانة وحدي؟ وما مصير أولادي؟ أم سارة النصيحة سيدتي: إنه قدرك ونصيبك الذي لم يكن لك خيار فيه أن تكوني زوجة لمثل هذا النوع من الرجال، وبكل أسف، قد أسهمت دون قصد منك في إعادته لسيرته الأولى، وهيأت له مناخا ساعده الى العودة الى سلوكياته المفضلة، وحياة الاستهتار والفوضى واللامسؤولية، بغيابك المتكرر، والطويل عن البيت، فضلا عن انشغالك بأولادك على حد قولك مما أتاح له فرص الاستغراق في الملذات المحرمة، ولم يكن همك إبعاده عن بئر الخيانة بقدر تركيز همك على ألا تكون شريكة خيانته أجمل منك، في الوقت الذي وقف فيه الأهل موقف المتفرجين على مسرحية هزلية ينتظرون فصولها الباردة. أنا اعتقد أن زوجك وصل مرحلة من بلادة الشعور، والاستهتار الى حد لا يفيد معه النصيحة، أنت وحدك من يقرر ذلك، فلا حل سوى أن تشكو همك إلى الله سبحانه وتعالى، وتتجرعي مرارة الخيانة رغم قساوتها، وتدعو له بالهداية، وتخرجيه تماما من حساباتك حتى يعود إلى بيته وعقله، مع تجنب أية انعكاسات سلبية عن الأبناء قدر المستطاع، مع الاهتمام بنفسك، وبيتك، وزوجك، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في نفسك، وفي تصرفاتك، وطريقة تعاملك معه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©