السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الملوخية المصرية تشق طريقها إلى العالمية

28 سبتمبر 2007 01:46
الملوخية، وهي من الخضروات التي تنتمي للفصيلة الخبازية، تعد من أقدم الوجبات التي يتناولها المصريون، ويتم إعداد الملوخية بعد خرطها في شكل حساء أخضر، وجميع المصريين يعشقون طعمها، وما إن تذكرها حتى تثير مشاعر الحنين للماضي، لدى المصريين الذين يعيشون في الخارج· ويشبه سام حبيب، وهو استرالي مولود في مصر، إعداد الملوخية بأنه ''يشبه رائحة القاهرة في أحد أيام الجمعة''· ويرى آخرون أن حساءها اللزج والمتماسك إلى حد ما ورائحة الثوم المختلطة به هي ما يكسب هذا الطبق مذاقه المميز· وكثير من المصريين قد يشعرون بالإهانة إذا ما تعرض أحد لطبقهم المفضل، مثلما يغضب الفرنسي لتعرض أحدهم أطباقه الشهيرة، من الجبن أومن القواقع· ويقدر اليابانيون والكوريون الملوخية لاحتوائها على مستويات من البروتين وحمض الفوليك أكثر من أي نبات ورقي أخضر آخر· وتحتوي الملوخية أيضاً على مستويات أكبر من الكالسيوم والحديد والمغنسيوم والمعادن الأخرى قلما تجدها في السبانخ أوالخضر المماثلة· وكان المصريون القدماء يقسمون بها لأنها تقوي القدرة الجنسية، في حين يعد اليابانيون والكوريون الجنوبيون الآن من الملوخية، التي ينطقونها ''المروكية''، نوعاً من المشروبات الساخنة بل ومن المرطبات· وأصبحت الملوخية موضة منتشرة لا سيما في الشرق الأقصى خلال السنوات العشر الماضية، وعلى الرغم من أن الملوخية يرجع أصلها إلى مصر، إلا أنها انتشرت في منطقة شرق المتوسط أو الشام· وتقول فلسطينية في تباه مشيرة إلى تفوق الملوخية الشامية على غيرها: إن ''طريقتنا في صنع الملوخية أفضل من الطريقة المصرية''، وتشرح ذلك قائلة: ''إن الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين يطهون الملوخية في صورتها الورقية بنفس الطريقة التي يطهون بها السبانخ، الأمر الذي لا يجعلها حساء لزجاً''· ويشعر المغتربون المصريون بالراحة لأنهم لم يعودوا يحرمون من طبقهم المفضل· وفي الماضي كان من الصعب الحصول على الملوخية في عدة دول، أما الآن فإن المحلات، من لوس أنجلوس حتى سيدني، يوجد بها الملوخية المجمدة· والمصريون الذين يعيشون في اليابان وكوريا الجنوبية أفضل حظاً، حيث يمكنهم أن يشتروا الملوخية الطازجة التي تزرع هناك الآن· ولكن أسامة صالح، الذي يعيش في طوكيو منذ خمس سنوات، يزعم أن الملوخية اليابانية، مثلها مثل كل شيء في اليابان، تفتقر إلى النكهة والمذاق الذي تتميز به الملوخية المصرية· وهناك عدة روايات حول أصل طبق الملوخية التقليدي مشكوك في صحتها، ويقال إن هناك وصفاً لصنع الخبيزة على حوائط إحدى المقابر المصرية القديمة، وإن إحدى اللوحات في مقبرة أحمس تتضمن وصفاً لطريقة إعداد الملوخية· وتقول نيفين مدحت، وهي طالبة تدرس علم المصريات: إن المؤرخ والكاتب الروماني الذي كتب في التاريخ الطبيعي جايوس بليني ذكرها، على أنها الطبق المفضل لدى المصريين· وهناك أسطورة بأن الاسم الحديث يرجع إلى أن أحد الملوك العرب كان مريضا، ووصف له الطبيب الملوخية وسميت ''ملوكية'' ثم حرف الاسم· ولكن هناك رواية مؤكدة وهي أن الحاكم بأمر الله، وهو حاكم غريب الأطوار، حكم مصر زمن الدولة الفاطمية في القرن الحادي عشر منع المصريين من تناول الملوخية· ويقول البعض إن الحاكم بأمر الله أمر بمنع هذا الطبق إدراكاً منه للخصائص المقوية للملوخية لكي يحول دون انغماس الرجال والنساء في الملذات·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©