28 سبتمبر 2007 00:15
يروى أن الشاعر كثير عزة طارت شهرته فتشوق الخليفة عبدالملك بن مروان أن يراه فبعث له· ولما دخل عليه فإذا هو قصير القامة لا يتمتع بشيء من الوسامة أو القسامة·· فتعجب الخليفة واقتحم كثيراً بنظره· وقال له في لهجة لا يخفى منها الازدراء: أنت كثير؟! قال نعم·· قال: تسمع بالمعَيْديّ خير من أن تراه! فرد كثير في الحال قائلاً:
يا أمير المؤمنين·· كل امرئ عند نفسه واسع الفناء·· شامخ البناء·· عالي السناء· ثم أنشد في الحال متمثلاً بشعر للعباس بن مرداس يقول:
ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصـــــــــــــــور
ويعجبـــك الطريــــــر فتبتليـــــــــه فيخلف ظنك الرجل الطريـــــر
بغاث الطير أطولهــــــا رقـــابــــا ولم تطل البزاة ولا الصقـــور
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا وأجرؤها اللواتي لا تزيـــــــــــــــر
وقد عظـم البعــــير بغـــــير لــب فلـــــم يستغن بالعظــــــم البعــــير
يصرفه الصبي بكـــــل أرض ويصرعه على الجنب الصغـير
فما عظم الرجال لهـــــــم بزين ولكـــــــن زينهــــــــــم كـــــــــرم وخـير
فأعجب به عبدالملك حتى قال: لله دره! ما أطول لسانه·· وأمد عنانه·· وأجرأ جنانه·· وإني أحسبه والله كما وصف نفسه·· ثم أكرمه وحباه·· وأجازه وأعطاه·
عدد اليوم
