سعد بن عبادة.. حامل لواء الأنصار

هو سعد بن عبادة الخزرجي -رضي الله عنه- صحابي جليل من أهل المدينة، وكان سيد الخزرج وأسلم وشهد بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار، وبعد إسلامه وضع ثروته الطائلة في خدمة الاسلام، وكان مشهورا بالقوة والصلابة ويجيد الرمي، وحسبه فخراً أن النبي كان يعطيه راية الانصار، وكانت راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه، وقد كان كريما بطبيعته، فلما هاجر المسلمون والرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة حشد كل ما لديه لإكرام إخوته المهاجرين، فقد كان الرجل من الانصار ينطلق الى داره بالواحد من المهاجرين أو بالاثنين أو بالثلاثة وكان هو ينطلق بالثمانية يكفلهم ويقوم برعايتهم ومن ثم استحق دعاء النبي له: ''اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة''· وشهد سعد بن عبادة أحدا والخندق وكثيرا من الغزوات وأظهر فيها الشجاعة والبطولة، وفي غزوة حنين لما انتهى المسلمون منها منتصرين راح الرسول يوزع على المسلمين غنائمها وقد اهتم بنصيب المؤلفة قلوبهم الذين دخلوا الاسلام حديثا أما السابقون فلم يعطهم الرسول من هذه الغزوة شيئا، وقد رأى ابن عبادة ان هذا تكريم قد حُرم منه قومه وأن من حقهم أن ينالوا حظا منه فقال للرسول: يا رسول الله إن هذا الحي من الانصار قد وجدوا عليك من انفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت· فسأله الرسول: ''وأين أنت من ذلك يا سعد؟''، فأجاب بصراحته المعهودة: ما أنا إلا من قومي· وطلب منه الرسول أن يجمع قومه فخطب فيهم قائلا: ''أوجدتم يا معشر الانصار في انفسكم لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم الى اسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الانصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا انتم برسول الله الى رحالكم؟·