كورنيش البحيرة.. ملتقى ليالي السهر الرمضانية

يتحول كورنيش البحيرة في الشارقة مساء كل يوم رمضاني إلى لوحة حية تلونها حركة ''الشرقاويين'' الذين يتصفون بكرم الضيافة والأخلاق العربية الأصيلة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف، وأيضاً المقيمين الذين ينتمون إلى أعراق مختلفة تنعكس من محياهم وملامحهم التي تدلل على أصولهم وجذورهم· ويخرج هذا الخليط البشري الجميل ليستمتع بكافة طقوس الشهر الفضيل التي تحولت إلى عرف سنوي، حيث المصابيح تنير الأماكن، والقطار الذي ينطلق مساء كل يوم في رحلة قصيرة على امتداد الكورنيش، والجلسات الجماعية، والأكشاك التي لا نراها إلا خلال الشهر الفضيل، تبيع بعض المشروبات التي لا تحلو إلا في هذه الأيام· يقول فادي القصير (يعمل مهندساً): على الرغم من أن رمضان هذا العام لم يأت في فصل الشتاء كعادته في السنوات الماضية، إلا أن فكرة الخروج مساءً برفقة زوجتي أمر حتمي لا غنى عنه وخصوصا أن شهر رمضان يحب السهر واللمة· وتصف سلام درويش شهر رمضان بالفرصة التي لا تتكرر على مدار العام للم شمل الأهل والأسرة والأصدقاء· معتبرة كورنيش البحيرة المكان الأنسب للتجمع في نهاية الأسبوع· وقالت: إن العائلة تتجمع كل يوم جمعة لتناول طعام الإفطار على كورنيش البحيرة بصحبة الأفراد المقربين، حيث تحضر كل عائلة نوعاً من الأطعمة لتمتلأ المائدة الرمضانية بما لذ وطاب من الأطباق المتنوعة، ومن ثم يفترش الحاضرون الأرض لتناول طعام الإفطار· أما محمد عمرة فيعتبر شهر رمضان أجمل شهر في السنة، حيث نشهد فيه نوعاً من الانقلاب في كافة نواحي الحياة، وأبرزها أن جميع المسلمين يتناولون طعام الإفطار في لحظة واحدة بصورة تتجسد فيها معاني الوحدة والألفة والود والأخوة والمساواة· وأضاف عمرة: ''أعشق ليالي رمضان وأحييها بالصلاة والقرآن، ثم أخرج مساء إلى الكورنيش برفقة صديقي في الشقة الذي يؤنسني في وحدتي وغربتي عن الوطن، إلا أن عزائي الوحيد هو أن الامارات تجعل المرء جزءا من تركيبتها وتكوينها''· ويتحدث رفيقه كريم قائلاً: على الرغم من تشابه ليالي رمضان، وعلى الرغم من تكرارها سنوياً إلا أن رمضان يبقى محافظاً على قدسيته وروعته وجماليات معانيه التي تتدفق منها روحانيات لا نألفها ولا نلمسها إلا في هذا الشهر المبارك الذي هو خير من ألف شهر، مشيراً إلى أنه اعتاد الخروج ليلاً مع رفيقه للتنزه على كورنيش البحيرة الذي تدب فيه الحركة بشكل لافت مساء كل يوم عقب صلاة التراويح، حيث يخرج العامة للمشي أو للجلوس على المقاعد المرصوصة على الكورنيش· ويرى حمد المرزوقي أن شهر رمضان هو الصبغة التي تميز الإسلام والمسلمين وتضيئه بروح التفرد عن باقي الأمم والشعوب، موضحاً أنه اعتاد مساء كل يوم عقب تناول الإفطار مع أسرته المكونة من والديه وإخوته الأربعة الخروج إلى المسجد لصلاة التراويح، ثم العودة للمنزل لاصطحاب شقيقتيه ووالدته للتنزه على كورنيش البحيرة والجلوس تحت النخيل لشرب الشاي وتناول الحلويات الرمضانية، أما والده فيذهب إلى مجلس العائلة·