النفط يقف وراء تفوق اللوني الكندي على الدولار الأميركي

يبدو أن الدولار الكندي آثر في نهاية المطاف أن يتخلى عن طول اقترابه من الدولار الأميركي ليتجاوزه في الأسبوع الماضي ولأول مرة في 31 عاماً وبشكل بات يسلط الأضواء على النشاط الدؤوب الذي يسود الاقتصاد الكندي والأهمية المتعاظمة التي باتت تكتسبها هذه الدولة كمنتج للنفط· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز فان العملة الكندية حققت انتعاشاً مدهشاً منذ أن تراجع ''اللوني'' - وهو الاسم الذي يطلق على الدولار الكندي نسبة لطائر اللوني البحري الذي تتربع صورته على ورقة العملة الى أدنى مستوى له طوال التاريخ الى قاع 62 سنتاً أميركياً في فبراير من عام ·2002 أما في الأسبوع الماضي فقد لامس مستوى 1,0004 دولار أميركي· وفي الوقت الذي حقق فيه طفرته الأخيرة بسبب ضعف العملة الأميركية إلا أنه استفاد أيضاً من ارتفاع أسعار النفط والقمح والذهب وجميعها سلع تساهم فيها كندا بأحجام مقدرة من الصادرات· وكذلك فقد تلقت العملة الكندية دعماً من بيانات مبيعات الجملة القوية غير المتوقعة لشهر يوليو المنصرم· وعلى خلاف ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية فإن كندا لديها حساب جار قوي لا يشكو من العجز وفوائض مقدرة في الميزانية، كما أن سوق المنازل ظل يتمتع بالمرونة في شمال الحدود· وكما يقول إيان شيفردسون في معهد هاي فريكوينسي ايكونوميكس في نيويورك ''إن الاقتصاد الكندي الآن في أفضل صورة له مقارنة بالاقتصاد الأميركي، حيث أصبح الدولار الكندي الآن دولاراً بترولياً''، مشيراً أيضاً الى ارتفاع الإنتاج من الرمال النفطية في شمال شرق البرتا· أما بريندان لوكستون رئيس إدارة التعاملات في أسعار الصرف الأجنبية في أسواق سكوتيا كابيتال في تورنتو فقد لاحظ من جانبه أن البنك المركزي الكندي (بانك أوف كندا) على خلاف الاحتياطي الفيدرالي لم يعمد الى خفض أسعار الفائدة وليس من المتوقع له أن يفعل ذلك، وهو الأمر الذي يعني دعماً وإسناداً تجارياً الى ''اللوني'' في الوقت الذي سيفضل فيه المستثمرون العالميون قطف ثمار العائدات من أسعار الفائدة الكندية العالية· والى ذلك، فقد أدت قوة عملة ''اللوني'' الى إشعال جدل كبير بين الفائزين والخاسرين، فقد ظل المصنعون الذين يعتمدون على الصادر يناضلون من أجل الاحتفاظ بهوامش أرباحهم، بينما عمدت شركة ''إس اف كيه بالب'' المنتجة لأخشاب صناعة الورق في كويبك الى خفض توقعات أرباحها الى أكثر من النصف في هذا الأسبوع نظراً لقوة الدولار الكندي·