الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متعة مترو دبي

16 فبراير 2014 00:27
عندما كنت في كلية الألسن بإحدى الدول الاشتراكية السابقة في شرق أوروبا نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم، كانت تلح علينا المدرسة أن ننصت لحديث الآخرين في رحلتنا اليومية في الحافلة حيث كان النظام الاشتراكي يعتمد على الحافلات اليومية كوسيلة أولى في التنقل حتى نكتسب مهارة اللغة والأحاديث العفوية، ونتعرف على الاهتمامات اليومية للناس. وشاءت الظروف حاليا أن يكون عملي في مدينة دبي الجميلة، وشاءت الظروف أيضاً أن يتطلب عملي التنقل يوميا لعدة مرات، ولعدة أماكن، وبما أني اكره السيارات، ولا اجيد القيادة ودخلي لا يساعد على التنقل بسيارات الأجرة فكان الحل الحلم «المترو». ومن خلال تنقلي اليومي تشاء الظروف أن يكون هنالك أجانب دوما في المترو اغلبهم سياح أو مقيمون أو مشاركون في مؤتمرات ومعارض، ونظراً لأنى اجيد عدة لغات أجنبية بجانب العربية، وعفويا بدأت أمارس نصيحة مدرستي في الكلية بالانصات لأحاديث الآخرين حباً للاستطلاع أو التعلم أو اطلق عليه ما شئت لكنى احرص دائما أن لا الفت الانتباه أو لا اكون فضوليا قليل الذوق. الغريب والعجيب (كما هو اسم احد المحال في ديرة القديمة) إن أحاديث السياح رغم انهم جاؤوا من دول متقدمة ودول ذات تاريخ عريق، هو استغرابهم وتعجبهم من هذا التقدم السريع في إحدى دول الشرق الأوسط، واعجابهم بهذا التنوع الثقافي والسكاني الذي لا تتوقع أن تجده إلا هنا في دبي، فقد أصبحت المدينة- كما يقول الأطباء- «حالة خاصة». ناصر محمد الحاج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©