واشنطن: محادثات دارفور تواجه تحدياً هائلاً

اعلنت الولايات المتحدة امس ان محادثات السلام في دارفور ستشهد ''تحديا هائلا'' يستلزم من جميع الأطراف تقديم تنازلات من أجل حسم الصراع في غرب السودان· وقال ألبرتو فرنانديز القائم بالأعمال الأميركي إن مبعوث الولايات المتحدة أندرو ناتسواز سيبدأ أول زيارة له للسودان هذا الأسبوع ستشمل رحلة إلى دارفور وتشمل دفع عملية السلام المنفصلة بين الشمال والجنوب حيث تصاعدت التوترات بشكل يثير قلق واشنطن· ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في ليبيا في 27 أكتوبر من أجل إنهاء العنف الذي تصفه واشنطن بأنه أعمال قتل جماعية· وأضاف فرنانديز أنه من أجل إنجاح المفاوضات يتعين أن يتوحد المتمردون وأن يتفقوا على موقف تفاوضي واضح وأن على الحكومة أن تكون مرنة· وقال لرويترز ''إنه تحد هائل·· إذا كان المرء صادقا بشأن السلام في دارفور فإنه يتعين أن يقدم كثير من الناس تنازلات''· وقال فرنانديز إن وسطاء الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بحاجة للدخول في المحادثات ''وأعينهم مفتوحة تماما'' وأن يكونوا على دراية بنواقص اتفاق العام الماضي· وأضاف ''إن التوصل لاتفاق غير حاسم يعرض الاتفاق للفشل والتلاعب''· واضاف إن الولايات المتحدة قلقة من بطء التقدم في نشر قوة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة على الرغم من موافقة الخرطوم على قوة قوامها 26 ألف جندي· ومضى يقول ''إن آلية الأمر هي التنفيذ وسرعة التنفيذ·· هذه هي القضايا محل القلق''·وقال فرنانديز إن ناتسواز سيتطرق أيضا لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب والذي أبرم في يناير عام 2005 والذي أشار إلى أنه نقطة تحول· وأضاف ''إننا في مفترق طرق حيث يتعين أن تتحسن الأمور وإلا ستتدهور بصورة أكبر·· إن مستوى التوتر الشعبي قد تصاعد بصورة مزرية على مدى الأسابيع القليلة الماضية وهذه قضية مثيرة للقلق بالنسبة لنا''· وفي القاهرة أعرب مصدر دبلوماسي بالخارجية المصرية عن استعداد مصر لزيادة حجم قواتها المقترحة ضمن القوات المختلطة التي سترسلها الأمم المتحدة إلى إقليم دارفور · وقال المصدر إن العرض المصري للمشاركة في قوة حفظ السلام بدارفور بإرسال 2500 ''بكامل معداتهم والذي تم إبلاغه إلى بان كي مون سكرتير الأمم المتحدة قابل للزيادة''· وأكد أن العدد النهائي للقوات ستحدده العروض التي ستطرحها الدول الأفريقية الأخرى على الأمم المتحدة بالنسبة لإعداد قواتها المشاركة ضمن القوة التي سترسل إلى دارفور· ويتضمن العرض المصري المشاركة في قوة حفظ السلام بدارفور بكتيبتي مشاة ميكانيكية وسرية مهندسين وسرية نقل وسرية إشارة ، إضافة إلى مستشفى ميداني وثلاث وحدات للشرطة وعدد كبير من المراقبين العسكريين· وأشار المصدر إلى أن القوة التي حددتها الأمم المتحدة قوامها 26 ألف جندي وأن مصر تحرص على أن يكون معظمها من القوات الأفريقية · من جانب آخر قال مسؤول جنوبي إن حكومة شمال السودان تقاضت 6,51 مليون دولار من عوائد النفط في الجنوب قائلة إنها نظير إعفاء من الجمارك التي منحت فيما يتعلق بالمعونة التي تهدف لإعادة إعمار المنطقة التي مزقتها الحرب· وقال أجري تيسا وكيل وزارة المالية بالإنابة في حكومة الجنوب ''ليس من المنطقي فرض جمارك على مثل هذه الواردات لأن تمويلها مصدره الجهات المانحة وهي لأغراض إنسانية'' ·وأشار إلى أن توقيت هذه الخطوة سيء مع استمرار الفيضان الذي يؤثر على مئات الآلاف من الجنوبيين· من جانب آخر قالت المنظمة العربية لحقوق الانسان ان السودان يحتجز بطريقة غير مشروعة 25 من شخصيات المعارضة دون توجيه اتهام وحثت الامم المتحدة على اتخاذ اجراء لتأمين الافراج عنهم على الفور· ومنذ شهرين اعتقلت قوات الامن السودانية تحت تهديد السلاح مبارك الفاضل وعبد الجليل الباشا زعيمي حزب الامة-الاصلاح والتجديد السوداني المعارض وعلي محمود حسنين من الحزب الوحدوي الديمقراطي وضباطا متقاعدين من الجيش والشرطة وقوات الامن من منازلهم· وقالت المنظمة العربية لحقوق الانسان ان المنظمة تود ان تعرض الموقف الراهن فيما يتعلق بالاعتقال التعسفي والاعتقال غير القانوني المستمر لنحو 25 شخصا·