بعد غياب عشرين عاماً عن البلاتوهات يعود المطرب إيمان البحر درويش ممثلاً من خلال شخصية ''الإمام الشافعي'' في المسلسل الرمضاني الذي يحمل نفس الاسم وتعرضه عدد من الفضائيات حالياً·
عشرون عاماً من الغياب عن التمثيل، فلماذا ابتعدت؟ ولماذا العودة الآن؟
في السنوات الأخيرة ابتعدت عن الساحة الفنية بسبب الشائعات التي انتشرت حولي ومفادها أنني قلت إن الفن حرام، وتلك الشائعات زعمت أنني أطلقت لحيتي ولبست الجلباب مما أدى الى ابتعاد المنتجين عني، فلم تعرض عليَّ أدوار طوال السنوات الماضية، وكنت أظهر في الحفلات وأقدم أغنياتي القديمة أو الجديدة كما هي، لكن الشائعات لم تتركني وظلت تطاردني حتى الآن، وأنا لست من النوع الذي يكذب كل خبر تنشره الصحف، كما أنني قليل الظهور في البرامج والحفلات العامة، وعندما عُرض عليَّ دور هادف يقدم قيمة فنية للجمهور لم أتردد في قبوله· وأعترف بأن المدة طالت، لكن قرار الابتعاد لم يكن بيدي، فأنا لا أعرض نفسي على منتج أو مخرج، بل أنتظر من يطلبني للعمل، وهو الأمر الذي لم يحدث لفترة طويلة منذ أن قدمت آخر مسلسل لي وهو ''حبيبي الذي لا أعرفه'' مع الفنانة نيللي عام 1989 وقبله بعامين كان آخر أعمالى للسينما فيلم ''طير في السما''· وما تعرضت له كان بسبب شائعة روجها البعض عن اعتزالي ثم تطورت حين قالوا إنني لا أقدم إلا أعمالا دينية، رغم أنني في ذلك الوقت قدمت ألبوم ''إحساس بريء'' آخر عام ،1999 وقبله قدمت ''ولا عمرك وحشتيني''، وتجاهل النقاد الألبومين وركزوا على ألبوم ''الجرح الأليم'' الذي كانت به أعمال تتناول ما يحدث في فلسطين·
شخصية ثرية
كيف تم اختيارك لتجسيد شخصية الامام الشافعي؟
لم أكن مرشحاً لتأدية شخصية الإمام الشافعي، وإنما لتأدية دور الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود؛ وكان الدور جيداً من حيث الكتابة، خصوصا أن صوته في تلاوة القرآن الكريم كان جميلاً حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''من أراد أن يستمع للقرآن كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبدالله''، لكن أثناء القراءة وجدت رواية تقول: إن عبدالله بن مسعود حين كان يتسلق النخل كان الصحابة يضحكون من ضآلة جسده وضعف ساقيه فقال النبي: ''إن قدميه في الجنة أثقل من جبل أحد''، فوجدت أن المواصفات الشكلية للشخصية لا تناسبني، فاعتذرت عن الدور، ثم وجدت المنتجة تتصل بي وترشحني لدور الإمام الشافعي فلم أتردد·
وما الذي جذبك لشخصية الامام الشافعي؟
الإمام الشافعي شخصية ثرية ومليئة بالصفات الجميلة، ويكفي أن تعرف أن لقبه الأساسي هو إمام الوسطية، لأنه كان يميل دائما لتفسير الأشياء بشكل بسيط حتى يتقبلها العامة فهو صاحب مقولة ''إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب''· وكان صوته جميلا ومحبا للشعر وبحثت في الكتب القديمة عن سيرة الشافعي حتى أرسم ملامح الشخصية من الخارج والداخل·
تقول إن صوته كان جميلا هل تغني في المسلسل؟
هذه النقطة بالتحديد كانت مثار نقاش كبير بيني وبين المؤلف والمخرج وتوصلنا في النهاية إلى أن الإمام الشافعي لن يغني في العمل نظراً لأهمية الشخصية وإنما سيشدو بالأشعار فقط، أما بالنسبة لي فاكتفيت بغناء تترات البداية والنهاية للمسلسل·
على أي محور من شخصية الشافعي يكون تركيزك؟
أجسد شخصيته منذ أن تتلمذ على يد الإمام مالك، وتجواله في عدد من البلاد إلى أن استقر في مصر، وجلوسه بين تلاميذه يعلمهم، وكيف كان نجاحه في التوفيق بين المالكية والحنفية وحربه لأعداء الإسلام والزنادقة، وأجسد نجاحه في محاربة الفتن بأرض العراق·
هل قرأت سيرة الشافعي أم اكتفيت بالسيناريو؟
قرأت عدة كتب، واستهوتني شخصيته التي كانت تجمع بين حلاوة الصوت وقوة التأثير والوسطية في إصدار الفتوى، ولابد لمن يجسد شخصية أحد أن يتجاوز قراءة السيناريو إلى قراءات أخرى متعددة عنه، وإلى التأمل والاستغراق في الشخصية·
معايير
ما معايير قبولك للعمل الفني؟
أن يكون هادفا ويقدم جمالا ويبتعد عن القبح، وخالصا لوجه الله تعالى، فالإخلاص سر نجاح الأعمال، وسبب تردي الساحة الغنائية اليوم هو عدم الإخلاص، لقد حاربت أجيال عديدة لتصل للجماهير، في وقت لم تكن فيه تسجيلات صوتية إلا في أحوال نادرة، ولم يكن هناك تليفزيون أو إذاعة·
هل قيامك بدور الامام الشافعي يؤكد تخصصك في الادوار الدينية؟
كل ما أتمناه أن اكون على قدر المسؤولية، فالامام الشافعي شخصية رائعة، وأتصور أن الذي يريد أن يروج شائعة لا يحتاج لذلك، ولو استسلمت لما يقال عني لتوقفت عن العمل، والدين ليس عبادات فقط فهو يشمل كل جوانب الحياة الى جانب انه أساس المعاملة·
الأعمال الدينية والتاريخية المصرية تعاني عثرات كثيرة؟
عندما تحمست للعمل كنت أرى عناصر نجاحه ومنها نص جيد مكتوب بصياغة راقية حريصة على جذب الجمهور وفريق عمل متجانس لديه رغبة في إنجاح العمل لذا يبذل كل منا ما لديه من جهد، والعمل الجيد يفرض نجاحه ويخلق جمهوره·
الدراما الدينية والتاريخية السورية احتكرت السوق؟
الدراما السورية حققت نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية خاصة الدينية منها والتاريخية، لاهتمامها بأكثر تفاصيل العمل كالنص والديكورات وأماكن التصوير التي تكاد تتطابق وأماكنها الحقيقية وهذا ما نجتهد لتحقيقه·
لماذا ترفض العروض المتكررة للوقوف على خشبة المسرح؟
تجربتي مع المسرح أكدت أنه يضر المطرب، حيث يضطر للغناء يوميا وهذا مرهق، كما أنه يحتاج لإمكانيات كبيرة وحتى مسرح القطاع الخاص ليست لديه هذه الرؤية·
ماذا عن مشروع فيلمك السينمائي الذي تعد له؟
أقوم حاليا بالإعداد لفيلم أرفض الحديث عن تفاصيله أو جهة انتاجه، كما أقرأ أكثر من عمل ربما أعود للسينما بأحدها·
عدد اليوم
