الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الإيرانية... عقبة أمام المفاوضات النووية

8 فبراير 2013 23:22
بعد توقف دام ثمانية أشهر للمساعي الدبلوماسية رفيعة المستوى، تستعد إيران والقوى العالمية لاستئناف المحادثات في وقت لاحق من هذا الشهر في كازخستان. ويأتي ذلك بعد أن تم التغلب على عقبة كأداء: إذ كان يُنظر إلى الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أواخر نوفمبر الماضي من قبل محللين من كلا الجانبين على أنها تُحد من قدرة واشنطن على تقديم أي تنازلات قد تعبد الطريق لحل مع طهران. ولكن اليوم هناك عقبة جديدة تلوح في الأفق: ذلك أن الانتخابات التي ستجرى في إيران في يونيو المقبل ستشهد سجالاً حول نجاد. ولكن التنافس على التشدد والمزايدات، بدأ منذ بعض الوقت يهيمن على المشهد السياسي الإيراني. وفي هذا السياق، يقول محمد علي شاباني، الباحث بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن: «إن الموضوع النووي مرتبط بالانتخابات الرئاسية بشكل معقد، لأنه في الوقت الراهن هناك عدد كبير جداً من الفصائل المعارضة لأي اتفاق». ويضيف شاباني، العائد مؤخرا من زيارة إلى طهران: «إن الانقسام الذي يشل عملية صنع القرار في إيران لن يرحل في يونيو المقبل». الموضوع الرئيسي خلال المحادثات هو مطالب ما بات يعرف بمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بأن تقبل إيران بحدود لبرنامجها النووي المتقدم، وذلك حتى لا تمتلك أبداً الأدوات لصنع سلاح نووي. ولم تؤكد إيران بعد رسمياً المشاركة في اجتماعي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير، مثلما اقترحت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي «كاثرين آشتون»، التي تقود المفاوضات باسم مجموعة 5+1. ولكن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قال إن التاريخ المقترح يمثل «خبراً ساراً». كما أكد «صالحي» في برلين أنه «متفائل» بأن المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة ممكنة، مثلما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء التي نقلت عنه قوله أيضاً: «أشعر بأن إدارة (أوباما) الجديدة هذه تسعى فعلا هذه المرة إلى الابتعاد، على الأقل، عن مقاربتها التقليدية السابقة تجاه بلدي»، مضيفاً «أعتقد أن الوقت قد حان لينخرط كلا البلدين في الحوار فعلا لأن المواجهة بكل تأكيد ليست هي الحل». إيران تقول إن رغبتها الوحيدة هي إنتاج الطاقة النووية بشكل سلمي، وتطالب بالتالي بالاعتراف بـ»حقها» في تخصيب اليورانيوم - وبرفع عدد من العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل. وحتى الآن لم تتغير المواضيع الرئيسية: مصير مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصب، والتعاون مع الوكالة النووية المعنية التابعة للأمم المتحدة، وتخفيف العقوبات، ومنشأة مبنية عميقاً تحت الأرض جنوب طهران في «فوردو» منيعة على أي هجوم أميركي وإسرائيلي. وقد جرت ثلاث جولات بارزة من المحادثات خلال الربيع الماضي ولكنها باءت بالفشل وسط شروط متطرفة طالبت بها في البداية إيران، ثم عرض قدمته مجموعة 5+1، وينص على أن تتخلى إيران عن جوانب رئيسية من برنامجها النووي قبل بحث أي إمكانية لتخفيف العقوبات. وفي هذا الإطار، يقول علي فائز، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني بمجموعة الأزمات الدولية في واشنطن: «إن واشنطن تبدو حائرة بشأن تلكؤ إيران بخصوص المحادثات النووية»، مضيفاً «إن التأويلات تختلف: فالبعض يعزوها ذلك إلى انقسامات (إيرانية) داخلية والحسابات السياسية للموسم الانتخابي، في حين يعتقد آخرون أنها تعزى إلى عدم رغبة إيران في إبداء الضعف عبر الظهور بأنها جد تواقة للمفاوضات». ويشار هنا إلى أن كلا من أميركا وإسرائيل سبق لهما أن أعلنتا أن «كل الخيارات تظل مطروحة على الطاولة»، بما في ذلك ضربات عسكرية، وذلك تجنباً لأي محاولات إيرانية تروم تطوير سلاح نووي. ويقول فائز: «من المرجح أن تعرض الولايات المتحدة وحلفاؤها على إيران تخفيفاً للعقوبات خلال الجولة المقبلة من المفاوضات»، مضيفاً «غير أن هذه التدابير من غير المرجح أن تنهي التوتر، نظراً لأن الجانبين مازالا مختلفين جداً بشأن تسلسل الخطوات وكيفية الرد على كل خطوة بخطوة من الطرف الآخر». ومما يزيد من تعقيد المشكلة «افتقار جوهري للفهم بشأن كيف يمكن للعقوبات المساهمة في نتيجة إيجابية»، يقول فائز، مضيفاً «إذا كانت واشنطن تعتقد أن تخفيف العقوبات الرمزي سيُظهر جدية مجموعة 5+1 ، فإن طهران تنظر إلى مثل هذا العرض على أنه خطوة تكتيكية لفرض صفقة غير عادلة عليها». ويضيف فائز قائلا: «إذا لم يتم تفكيك وتحويل مطالب مجموعة 5+1 إلى خطوات فردية ومكافأتها برفع للعقوبات بقيمة معادلة، فإن العقوبات ستصطدم بالحائط من جديد، والسباق المفرغ للعقوبات مقابل أجهزة الطرد المركزي سيستمر». غير أن كلا الجانبين أشرا إلى استعداد للالتقاء مجدداً. فخلال مؤتمر أمني في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في ميونخ الألمانية، أعاد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد على استعداد واشنطن لإجراء محادثات مباشرة إذا كانت إيران «جادة». وقال بايدن في هذا الصدد: «إن زعماء إيران ليسوا مضطرين للحكم على شعبهم بالحرمان الاقتصادي والعزلة الدولية»، مضيفاً «مازال هناك مجال للدبلوماسية المدعومة بالضغوط حتى تنجح. والكرة الآن توجد في ميدان الحكومة الإيرانية». ومن جانبه، رحب صالحي، بكلمات بايدن وقال: «أعتقد أن هذه خطوة إلى الأمام ولكن… في كل مرة كنا نأتي فيها من أجل التفاوض، فإن الطرف الآخر للأسف هو الذي لم يكن يفي بالتزاماته». سكوت بيترسون اسطنبول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©