حريق يلتهم مستودعات للكيماويات والملابس والأوراق في صناعية الشارقة

اندلع حريق ضخم صباح أمس في المنطقة الصناعية الخامسة عشرة في الشارقة، وأتت النيران على خمسة مستودعات تضم مواد كيماوية وملابس وأوراقاً وأخشاباً تتبع شركات متعددة، وغطت سماء المنطقة سحابة سوداء انتشرت لمسافات بعيدة، كما سمع دوي انفجار كبير ناجم عن انفجار خزانات الزيوت والكيماويات• كما نتجت عن الحريق إصابة عاملين آسيويين بحروق في الوجه واليد، حيث نقلا على إثرهما الى مستشفى الكويت في الإمارة لتلقي العلاج، كما احترقت حافلة وشاحنة كانت بجوار موقع الحريق حيث التهمتهما النيران بصورة كاملة• وأفاد العقيد وحيد عيسى السركال مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة، بأن غرفة العمليات المركزية تلقت بلاغ الحريق في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، وفي أقل من خمس دقائق تمكن فريق من الدفاع المدني من الوصول الى الموقع والتعامل مع الحريق الذي شب في مصنع ''انكور آلاي للكيماويات''• وأضاف أن دوريات الأنجاد ووحدات الإنقاذ والإسعاف ووحدة الطوارئ في شرطة الشارقة وصلت إلى المكان في أقل من عشر دقائق، وتعاملت مع الحريق، حيث قامت بإخلاء المستودعات والشركات المجاورة من العاملين فيها ونقل المصابين إلى المستشفى وتطويق المكان للحفاظ على أرواح الأهالي• وأوضح السركال، أنه ولضخامة الحريق وطبيعة المواد التي يحتويها المستودع والمستودعات الأخرى المجاورة، تمت الاستعانة بوحدات الدفاع المدني في كل من دبي وعجمان وأم القيوين والقوات المسلحة وكذلك بلدية الشارقة، والتي وصلت إلى المكان في أقل من نصف ساعة• ولفت إلى أن وحدات الدفاع المدني المختلفة قامت بضخ كميات كبيرة من الرغوة والماء على ألسنة اللهب المتصاعدة وعلى الخزانات المجاورة للخزان الملتهب والمصانع والمستودعات الأخرى لمنع امتداد الحريق إليها• وبين أن النتائج الأولية تشير إلى أن الحريق شب في البداية في مصنع للكيماويات، ثم انتقل إلى مستودع الملابس الجاهزة، حيث التهم، حتى عصر أمس، خمسة مستودعات متنوعة بين ملابس وأقمشة وشركة طباعة ونشر وتوزيع ومصنع للورق ومصنع للمواد الخشبية ومخزن للغاز، حيث أصابها احتراق جزئي• ووصف مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة، الحريق بأنه ''متطور'' أي كبير اندلع في مكان وانتقل الى أماكن أخرى، مشيراً إلى أن وحدات الدفاع المدني المتواجدة في الموقع حاصرت النيران ومنعت انتشارها للأماكن المجاورة الأخرى، كما أن سرعة الرياح أمس ساعدت على انتشار النيران• وأضاف أنه لا يمكن تحديد وقت الانتهاء بصورة كاملة من عملية الإطفاء، وأن عمليات التبريد ستستمر لفترات، خاصة أن المواد كانت سريعة الاحتراق، مشيداً بتضافر الجهود والتنسيق المحكم بين وحدات الدفاع المدني في الدولة، مما يساعد على سرعة التعامل مع مثل هذه الأحداث• وذكر أن أصوات الانفجارات في الحريق ناجمة عن خزانات المواد الكيماوية، وأن عددها لم يحدد بعد• من جانبه أشار أحد مفتشي لجنة التفتيش الطارئ على المنشآت في الشارقة إلى أنه سبق وأن تم خلال الفترة الماضية إنذار شركة الكيماويات وكذلك شركة الملابس لوجود بعض التجاوزات المخالفة لشروط السلامة، وأن اللجنة ستحدد لاحقاً ما إذا كانت هناك مخالفات أخرى عليهما• وقال السركال: ''إن فريقاً من المختبر الجنائي باشر التحقيق في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اشتعال النيران في خزان الزيوت الأولية والمستودعات والشركات الأخرى، وأنه سيقدم تقريره خلال الفترة المقبلة، كما أن هناك فريقاً سيحدد قيمة الخسائر المادية التي نجمت عن الواقعة''• وأشار إلى أن إدارة الدفاع المدني في الإمارة ستقوم بعدة إجراءات في الفترة المقبلة تتضمن زيادة الحملات التفتيشية على المستودعات والشركات في كافة مناطق الإمارة وخاصة في المناطق الصناعية، وستحاسب المخالفين وغير الملتزمين بشروط السلامة والأمن الصناعي، وذلك لمنع تكرار الحرائق وخاصة أنها تتزايد مع دخول أشهر الصيف• من جانبه أشار مصطفى محمد، مدير في المصنع المحترق، الى أن الحريق شب خلال ساعات العمل، وأن إدارة المصنع قامت على الفور بإخلاء العمال منه، مشيراً إلى أن سرعة اشتعال النيران في المصنع وطبيعة المواد التي يصنعها حالت دون السيطرة على الحريق في بدايته• وأضاف أنه لا يملك تحديد الأسباب الرئيسية للحريق وكذلك نسبة الخسائر المادية بالتقرير، إلا أنها تصل الى ملايين الدراهم