الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انخفاض منسوب المياه وارتفاع ملوحتها بخزان أم غافة في العين

19 ابريل 2009 02:29
أظهرت دراسة علمية حديثة لخصائص الخزان الرباعي للمياه الجوفية بمنطقة أم غافة في العين وتمت مناقشتها بمؤتمر البحث العلمي بجامعة الإمارات الأسبوع الماضي أن هناك عدة عوامل تؤثر في كمية ونوعية المياه فيها تتعلق بعمليات التبخر واستنزاف المخزون الجوفي نتيجة للسحب الجائر وزيادة الأنشطة الزراعية وطبيعة الترسبات الحاملة للمياه ووقوع المنطقة ضمن نطاق المناخ الجاف • وبينت الدراسة التي أجراها المهندس الكيميائي سعيد راشد الراشدي وهو احد أبناء المنطقة أن تدفق المياه ذات الملوحة العالية في الاتجاه الرأسي ساهم بدوره في ارتفاع ملوحة المياه في الآبار الجوفية العذبة في المنطقة وضاعف من تركيزات عنصرالكروم بمعدلات مرتفعة تفوق المعدلات الطبيعية نتيجة عمليات التعرية التي تتعرض لها صخورالبيروكسين والالوميت المكونة لجبال عمان التي تتمتد بمحاذاة المنطقة• وأشارت الدراسة الى أن أسباب انخفاض منسوب المياه الجوفية في المنطقة وارتفاع ملوحتها جراء المد العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة• وارتفع إجمالي عدد المساكن من 200 مسكن فقط قبل سنوات قليلة إلى ما يتجاوز عدة آلاف مسكن الآن في المناطق الثلاث المتلاصقة أم غافة والظاهر ومزيد والتي تمددت عمرانيا بسرعة كبيرة باتجاه الغرب نحو الصاروخ باتجاه مركز المدينة• ولفت صاحب الدراسة الحائز على درجة الماجستير في مصادر المياه من جامعة الإمارات إلى أنه لوحظ كذلك أن هناك تباينا واضحا بين مستويات مناسيب المياه الجوفية في المنطقة مما يؤكد احتواء المنطقة على أحواض صخرية مختلفة للمياه تتغذى من مصادر مختلفة نظرا لأنها تقع في نطاق مياه متجدد يمتد من خطم الشكلة إلى المنطقة المحازية لسلسلة جبال عمان • وأشار الباحث الى أنه قام وفي إطار الجهود البحثية الهادفة الى تحديد خصائص الخزان الجوفي الرباعي بمراجعة نتائج الدراسات السابقة التي أجريت على المنطقة من الناحية الجيولوجية والهيدروجيولوجية سعيا نحو دراسة جيوفيزيائية المنطقة بشكل اعم واشمل باستخدام طريقة المقاومة الكهربائية حيث تم اخذ 30 عينة من أبار مياه جوفية وتمت مناقشة المواصفات الفيزيائية كالأس الهيدروجيني والتوصيل الكهربائي ومجموع الأملاح الذائبة فيها • وقد تم التركيز على عنصري النترات والكروم باعتبارهما من أهم ملوثات المياه نتيجة المبيدات الزراعية، وأوضحت الدراسة الجيوفيزيائية أن هناك اختلاف في التتابع الهيدروجيولوجي الطبقي في الخزان الجوفي الضحل بمنطقة أم غافة كما لوحظ وجود آثار عدم توافق في أسطح قاعدة الخزان الرباعي تؤكد تعرضه لعوامل التعرية• وتأخذ أسطح عدم التوافق شكل قنوات مائية قديمة في الصخور تكونت بفعل عوامل جيولوجية قديماً في الأودية القديمة مؤكدا أهمية الدراسة في توفير المعلومات التي تساعد متخذي القرار فيما يتعلق بالخطط والبرامج المستقبلية التي تهدف لتطوير المنطقة • وقال الباحث إن مجموعة من الخبراء المتخصصين من جامعة ميتشجان الأميركية ناقشوا دراسته باستفاضة ضمن فعاليات المؤتمر في يومه الثاني واثنوا عليها وأجازوها بعد أن ابدوا ملاحظاتهم عليها لافتا الى أن ذلك سوف يمنحه دفعة كبيرة باتجاه مواصلة دراساته لهذا الموضوع الحيوي بشكل اكثر شمولية للحصول على درجة الدكتوراه• وأوصى الباحث بعمل مزيد من الدراسات حول مستقبل المياه الجوفية في المنطقة باعتبارها من أكثر مناطق العين احتواء للأحواض المتجددة من المياه وذلك من خلال القيام بعمل متابعات وقياسات مستمرة لمستويات المياه الجوفية في الأحواض من حيث النوع والكم وتحديد المصادر الأصلية التي يتغذى منها الحوض الرباعي في أم غافة والمناطق المجاورة• وطالب بإيجاد الضوابط والضمانات اللازمة لحماية حوض المياه من الآثار المترتبة على المد العمراني وما يترتب عليه من أعمال إنشائية وغيرها من المشروعات الخدمية التي قد تؤثر على الحوض المائي ومخزون المياه الجوفية في المنطقة وأوضح الباحث أن اختياره لهذا الموضوع الحيوي تجسيدا للأهمية القصوى لمشكلة نقص المياه والحاجة الملحة للمزيد من الدراسات والابحاث التي تسعى الى الحفاظ عليها وايجاد مصادر جديدة للمياه العذبة لتلبية احتياجات بسبب الاستخدام الجائرة لها في شتى المجالات كما إن توفرها بالكمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمحليةفي دولة الأمارات التي تقع ضمن أكثر المناطق جفافا بالعالم مما جعل عملية إدارة مصادرالمياه من اكبر التحديات• وتقع منطقة أم غافة الى الشرق من مدينة العين وتتميز بنمو سكاني عال وكانت تعد ومنذ ثمانينات القرن الماضي المصدر الرئيسي للمياه العذبة في مدينة العين الا أن الوضع اختلف كثيرا في السنوات القليلة الماضية حيث أدى النمو السكاني والأنشطة الزراعية المتزايد وما ترتب على ذلك من سحب جائر للمياه إلى انخفاض المنسوب وزيادة الملوحة وتلوث الخزان المائي الضحل بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية والمبيدات الزراعية التي تتسرب متبقياتها إلى باطن الأرض نظرا لعدم تماسك التربة
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©