الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملف النووي والمزايدات

الملف النووي والمزايدات
8 فبراير 2015 21:29
يقول د. سلطان محمد النعيمي : يتلخص المطلب في أن يكون للشعب الإيراني الحق في الحصول على برنامج نووي سلمي، والحق كل الحق للمجتمع الدولي أن يضمن سلمية ذلك البرنامج. يفصلنا شهران عن موعد الوصول إلى إطار سياسي يمهد بدوره للوصول إلى اتفاق شامل مع نهاية المهلة المحددة لمباحثات البرنامج النووي بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو القادم. وفي ظل القراءات المتباعدة بين الطرفين، تعتبر المدة المتبقية قصيرة، وهو ما يحتاج بدوره إلى تضافر الجهود ومزيد من اللقاءات. نسير هنا مع القارئ لمعرفة مستجدات تلك المباحثات، وما هي تلك المزايدات التي لا يفتأ المسؤولون الإيرانيون يرددونها. برابرة العصر تقول أمل عبدالله الهدابي: كشفت جريمة إحراق الطيار الأردني أننا أمام تنظيمات لا تمتّ إلى الإنسانية بشيء، وتشكل خطراً داهماً على الحضارة الإنسانية برمتها. لا يمكن وصف جريمة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلا بأنها بربرية مقيتة نفذها برابرة هذا العصر من تنظيم «داعش» الإرهابي وأمثاله، ضاربين بكل الأعراف والقيم الإنسانية والحضارية عرض الحائط، في مشهد جرت استعادته بكل تفاصيله الوحشية من عصور مظلمة طوت الإنسانية صفحتها منذ قرون طويلة، وتم تبريره بفتاوى دينية جاؤوا بها من غياهب الفكر المنحرف لبعض منظري التطرف، تتعارض جملة وتفصيلاً مع ما جاء به الدين الحنيف من قيم سمحة تدعو إلى الرحمة وحفظ كرامة البشر وآدميتهم في أوقات السلم كما في أوقات الحرب. وسقط اليمن استنتجت عائشة المري أن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع طائفي جديدة تضاف إلى العراق وسوريا حيث اصطبغت الحروب الأهلية بصبغة طائفية. أصدر الانقلابيون الحوثيون في اليمن، إعلاناً دستورياً فحل البرلمان وشكلت مؤسسات حكم مؤقتة تدير الأمور في البلاد لسنتين. لقد ظهرت ملامح المشروع الحوثي التوسعي في الاستيلاء على مفاصل السلطة في صنعاء بعد تجميد كل سلطات الدولة ودفع الرئيس والحكومة للاستقالة. إن التطورات المتسارعة في صنعاء تطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل اليمن، فما هو مستقبل الدولة اليمنية في ظل الانقلاب الحوثي؟ وهل تقبل الأطراف السياسية والقبلية اليمنية التفرد الحوثي بمستقبل اليمن السياسي؟ وما هو دور العامل الخارجي في تحديد مسار الأحداث على الساحة اليمنية؟ كان الخلاف حول تقاسم السلطة هو النقطة المحورية في المعضلة اليمنية، فبعد ما سُمي «الربيع العربي» وخروج المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبالإصلاحات السياسية والاقتصادية، تقدمت دول الخليج بمبادرة أدت لاستقالة الرئيس اليمني عام 2012 وفتح حوار وطني بين الأطراف المتنازعة على السلطة في اليمن، وطرحت فكرة الفيدرالية كمخرج للأزمة اليمنية، خاصة أن المناطق الجنوبية أرادت الاستقلال عن باقي اليمن. استراتيجية الحرب على «داعش» يرى د. عبد الله خليفة الشايجي أن بقاء الاستراتيجية الأميركية دون تعديل سيؤثر على مشاركة دول التعاون الخليجي في التحالف. فمنذ إعلان الرئيس أوباما استراتيجية الحرب على «داعش»، وقيادته تحالفاً دولياً لإلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإرهابي، برز العديد من الثغرات والثقوب في تلك الاستراتيجية، التي ارتكزت في أحد أركانها على مشاركة دول المنطقة للتأكيد على أن التحالف الإقليمي بقيادة دول سُنية يشارك ضد التنظيم المتطرف، مع اشتراط ألا يكون لإيران التي ساهمت سياساتها ومشروعها، عبر حلفائها، في خلق مناخ طائفي بالوقوف في خندق واحد مع نظام الأسد ضد شعبه، وبتشجيع طائفية نظام المالكي الذي عمل -بترتيبات بين طهران وواشنطن- على استبعاد المكون السُّني في العراق، بل حاربه بكل الطرق. وهذه السياسات الطائفية الإيرانية، والصمت والتواطؤ الأميركي من إدارة أوباما المهووسة بالتوصل لاتفاق نووي مع طهران ولو على حساب مصالح وأمن حلفاء واشنطن الإقليميين، فاقم خطر «داعش» في المنطقة، وخلق بيئة حاضنة له، انطلاقاً من سوريا والعراق، تحت مشروع استخباراتي يضع المجتمع الدولي أمام خيار بقاء الأسد ضعيفاً منهكاً مجرداً من السلاح الكيماوي، أو تنظيم يقطع الرؤوس ويحرق الأسرى أحياء. ومرة أخرى نحصد في المنطقة نتائج تداعيات وعدم حسم الحرب المسعورة في سوريا التي دخلت عامها الرابع، وقبل ذلك احتلال أميركا للعراق، ونستمر في تسديد فواتير التخبط والأخطاء الأميركية المتراكمة. حريق «داعش» يقول د. السيد ولد أباه إن جريمة إعدام الطيار الأردني حرقاً، مثّلت خروجاً على كل الأحكام الإسلامية في الحرب . بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً يكون تنظيم «داعش» قد تجاوز حدود الفظائع الإرهابية، التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة، وأصبح من الضروري العاجل تنسيق الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على هذا الكيان الذي يختلف من حيث الخطورة عما سبقه من تنظيمات متطرفة. وغني عن البيان أن «داعش» يسيطر اليوم على ثلث العراق وثلث سوريا، على مسافة تزيد على عشرين ألف كيلومتر مربع، من محور حلب -دمشق غرباً إلى المناطق القريبة من بغداد شرقاً، مما يعني السيطرة على كتلة سكانية من عشرة ملايين فرد. مساحة سيطرة «داعش» تضم مدناً كبرى مثل «الرقة» والفلوجة وتكريت، على امتداد الشريان المائي الحيوي (دجلة والفرات) والأراضي الزراعية الخصبة (40 بالمائة من المناطق الزراعية في العراق)، في حين تذهب بعض التقديرات إلى أن التنظيم يتحكم في ستين بالمائة من إنتاج النفط السوري، وما بين عشرة وعشرين بالمائة من الإنتاج النفطي العراقي بعد السيطرة على مصافي النفط والغاز في الحسكة ودير الزور وفي إقليمي الأنبار وصلاح الدين. وقد أتاحت هذه المواقع الاستراتيجية لتنظيم «داعش» حضوراً غير مسبوق لأي من الجماعات الإرهابية الأخرى التي ظلت محصورة في مناطق معزولة وهامشية (كحركة «طالبان» الباكستانية، وحركة «الشباب» الصومالية، وجماعة «بوكو حرام» النيجرية)، بينما اعتمدت «داعش» استراتيجية التركز على الأرض من خلال التحالف مع الزعامات القبلية وقيادات الجيش العراقي السابق والضباط المتمردين على حكومة بشار الأسد في سوريا، مستفيدةً من مسالك التهريب والتبادل التجاري على الحدود بين سوريا وتركيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©