دعا الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية إلى الحكمة والعقلانية في إدارة الأمور والبعد عن المزايدات التي من شأنها تحقيق المصالح الشخصية. واكد ضرورة تغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار مع ضرورة قيام الشعب المصري بدوره في الحفاظ على امن واستقرار البلاد من خلال العمل والإنتاج والبعد عن الشائعات والأكاذيب التي تعرقل مسيرة الوطن نحو البناء والوصول بمصر إلى بر الأمان.
واكد عنان ان القوات المسلحة غير طامعة في السلطة وتسعى جاهدة إلى تسليمها لسلطة مدنية منتخبة من خلال خريطة الطريق التي سبق الإعلان عنها.
واتسعت دائرة الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية الرافضة لدعوة العصيان المدني التي دعت إليها عدد من الحركات السياسية غدا “السبت” في ذكرى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. فقد انضم حزبا “الوفد” و”الوسط” إلى حزبي “الحرية والعدالة” الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين و”النور” السلفي في رفضهم المشاركة في العصيان وانضمت الكنيسة القبطية ووزارة الأوقاف والجماعة الإسلامية إلى مشيخة الأزهر ودار الإفتاء في تحريم الدعوة للإضراب والعصيان.
وقرر حزب “الوفد” عدم المشاركة في العصيان المدني انطلاقا من حرصه على استقرار مصر وسلامة شعبها ونجاح ثورتها في ظل ما شهده الوطن من أحداث ومناخ عام يسوده الانقسام والفرقة. وارجع “الوفد” عدم مشاركته الى عدة أسباب من بينها أن التحول الديمقراطي الذي بدأ بالانتخابات البرلمانية قد أوشك على الانتهاء بقرار فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية يوم 10 مارس القادم، كما أن البرلمان بمجلسيه سيجتمع يوم 4 مارس لاختيار الجمعية التأسيسية التي ستضع دستورا جديدا للبلاد تم التوافق على مبادئه الأساسية والتي كانت محل خلاف من خلال توقيع كافة الأحزاب على وثائق الأزهر والتحالف الديمقراطي من أجل مصر.
وقرر حزب “الوسط” عدم المشاركة في العصيان انطلاقا من انه ليس من ضمن الآليات الاحتجاجية التي سينتهجها “الوسط” لأنه يعطل المستشفيات ووسائل المواصلات والمصالح الحكومة وهذا كله فيه ضرر بالغ بمصالح المواطنين. ووصف المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب “الوسط” الدعوة للعصيان “بالضبابية”. وقال انها جاءت من جهات “غامضة” ولم تفسر في دعواها مدة العصيان وشكله، متسائلا هل سيكون إضرابا عن العمل فقط أم إضرابا عاما؟
وأدانت الكنيسة القبطية الدعوة للعصيان المدني. وقال البابا شنودة الثالث إننا نرفض الدعوة للعصيان المدني في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضاف “العصيان المدني لا يقبله الدين ولا تقبله الدولة، والآيات في الكتاب المقدس التي تحض على طاعة الحاكم كثيرة”.
ودعا وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي جميع فئات المجتمع الى عدم الانسياق وراء الدعاوى الهدامة التي تستهدف شل حركة الوطن وإيقاف مسيرته تحت دعوى الإضراب أو العصيان المدني. وقال “إن الإسلام يرفض تعطيل مصالح الناس والفرقة والتشرذم. ومن ثم فإن الإضراب أو العصيان المدني دعوة مرفوضة تستهدف النيل من وحدة الأمة وتماسكها في وقت أحوج ما نكون فيه إلى العمل الدؤوب والتماسك البناء من أجل تجاوز التحديات التي تشهدها مصر خلال هذه المرحلة”.
ورفضت الجماعة الإسلامية الدعوة للعصيان قائلة إن هذه المرحلة هي من أحرج الأوقات التي مرت بمصر وإن هذه الإضرابات لا يتم اللجوء إليها إلا إذا وجد خطر داهم على شعب مصر أو نكوص من المجلس العسكري عن تسليم السلطة في الموعد المحدد. وقال مجلس شورى الجماعة إن العصيان يهدد بكثير من المخاطر منها تحطيم ما بقي من اقتصاد مصر، وإشعال الفتنة في البلاد، وزيادة التوتر الأمني وأعمال البلطجة والنهب. ورفضت حركة “صوت الأغلبية الصامتة” الدعوة إلى العصيان المدني، معتبرة إن تلك الدعوة هدفها ضرب الأمن واستقرار البلاد حتى نصل الى مرحلة إسقاط الدولة المصرية. واعتبرت أن تلك الدعوات خيانة للوطن وللثورة المصرية التي قدمت الشهداء من أجل استقرار الدولة، مشيرة الى أن القوات المسلحة التي تسعى تلك الدعوة لهدمها قدمت مئات الآلاف من الشهداء للدفاع عن أراضي ومقدسات الوطن على مر العصور.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه 39 حركة سياسية وائتلافا ثوريا تأييدها ودعمها الكاملين لكل القوى العمالية والطلابية التي أعلنت غدا السبت بداية للإضراب عن العمل والدراسة. ودعت جموع الشعب المصري لمساندة هده الإضرابات ودعمها لإنهاء حكم العسكر وبناء وطن يسوده العدل والحرية والكرامة. واعلنت هذه الحركات عن تنظيم مسيرات اليوم الجمعة باتجاه مقر المجلس العسكري بوزارة الدفاع بالعباسية، بعد صلاة الجمعة مباشرة. وبدأت عناصر من القوات المسلحة والشرطة العسكرية في الانتشار حول محيط ومداخل ومخارج مطار القاهرة الدولي في إطار الخطة الموضوعة لتأمينه. وتم نشر عدد من الدبابات والعربات المدرعة بأطقمها على الطريق المؤدي للمطار وفي المطارين القديم والجديد وحول المباني والمنشآت لمعاونة قوات الأمن بمطار القاهرة في تأمين المطار. كما تواجد عدد من ضباط وجنود الشرطة العسكرية حول مبنى وزارة الطيران والمباني الحيوية الأخرى. وأعلنت وزارة الصحة عن خطة شاملة لتأمين العصيان المدني بجميع مستشفيات الجمهورية ومرافق الإسعاف. وقررت رفع درجة الاستعداد في المستشفيات وأقسام الطوارئ والتأكيد على انتظام العمل بجميع المستشفيات وتوفير الأدوية والمستلزمات وأكياس الدم وتجهيزات فرق الانتشار السريع. كما قررت رفع درجة الاستعداد بهيئة الإسعاف في جميع محافظات الجمهورية وتجهيز العيادات الميدانية وتزويدها بالفرق الطبية والأدوية والمستلزمات.
عدد اليوم
