الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول مستقبل تكنولوجيا المعلومات

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول مستقبل تكنولوجيا المعلومات
25 سبتمبر 2007 03:39
استضاف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه مساء أمس الأول محاضرة بعنوان ''مستقبل تكنولوجيا المعلومات'' ألقاها كريس موير مدير أنظمة المعلومات في شركة أنظمة المعلومات الإلكترونية لأوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا في المملكة المتحدة· وتأتي هذه المحاضرة في إطار البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه في شهر رمضان المبارك ويشارك فيها نخبة من المفكرين وعلماء الدين وشخصيات سياسية وعلمية مرموقة بهدف خلق مساحة مشتركة للحوار والتفاهم وتبادل الآراء وتداول الأفكار حول عدد من الموضوعات الهامة والقضايا الراهنة· واستعرض موير في المحاضرة التي قدمت لها مريم أميري مسؤولة الاتصال الاستراتيجي بجهاز الشؤون التنفيذية بأبوظبي ''الموجات الثلاث لتقنية المعلومات'' خلال الخمسين عاما الأخيرة، وملامح الموجة الرابعة التي ستشهدها البشرية، والمتغيرات التقنية التي تجري لتفعيل الموجة الرابعة· واستفتح في مقدمة المحاضرة حتمية تكنولوجيا المعلومات في حياة الإنسان في القرن الحادي والعشرين، مشيرا إلى أن أكثر من ثلث البشرية أصبحوا اليوم من مستهلكي التكنولوجيا، ويعتمدون عليه في كثير من أمور حياتهم بدءا من أجهزة الاتصال كالهواتف النقالة وغيرها من الوسائل والمبتكرات التكنولوجية الأكثر تطورا· وأوضح أنه بالرغم من كل التسهيلات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة للإنسان المعاصر، إلا أنه لا يمكن الاتكال عليه كليا، بسبب احتمال وقوع قصور أو أخطاء، إلا أنه أكد أن الإنسان يسعى دائما إلى تطوير التكنولوجيا لخدمته، ويستطيع التكيف واستيعاب كل جديد، لافتا إلى أن مستقبل التكنولوجيا لا يمكن الجزم به عند الحديث عنه، لا يخرج عن دائرة التنبؤات أو الاحتمالات، لأن مسار التطور التكنولوجي يحتمل التغيير في أي وقت· وأشار إلى أن مستقبل التكنولوجيا لا يمكن وصفه بالمصطلحات الحالية معتبرا أن مصطلح ''آي فون'' لتكنولوجيا الهاتف السمعي المرئي لم تكن معروفة قبل عام ونصف، إلا أنه أصبح اليوم شائع الاستخدام في عالم المهتمين بالأجهزة التكنولوجية الحديثة، لذا فمن الصعوبة وصف تكنولوجيا مستقبلية لم نتعرف حاليا على طبيعتها وخصائصها· الموجات الثلاث وتحدث موير عن تاريخ التطور التكنولوجي في حياة البشرية، عبر المراحل الثلاثة التي حددها معتبرا أن البداية كانت مع ظهور الحواسيب الشخصية التي نقلت الكمبيوترات من البنوك والمؤسسات الكبرى إلى المنازل وغرف النوم، فيما كانت الموجة الثانية مع دخول التكنولوجيا جميع مجالات العمل المؤسسي بعد أن كان مقتصرا على أقسام تكنولوجيا المعلومات، مما سرع من عملية ''الأتمتة'' في بيئة العمل، وحسّن الأداة والإنتاجية وزاد من كفاءة العاملين وأتاح للأفراد العاديين استخدام الكمبيوترات بشكل أكبر وأوسع بعد أن كان مقتصرا على المختصين، واستمرت هذه المرحلة عشر سنوات· أما الموجة الثالثة فأشار موير إلى أنها تلك التي نعيش فيها حاليا وهي موجة ثورة المعلومات والإنترنت والاتصال بالعالم حيث أصبحت مشروعاتنا عالمية ودولية بالإمكان متابعة الأعمال والمشاريع من أي مكان في العالم، وإمكانية إصدار التعليمات في أي وقت ومن أي مكان في العالم· وأضاف أن الشخص أصبح الآن بإمكانه التنقل في المنزل أو المكتب أو حتى الأماكن العامة حاملا الكمبيوتر الجيبي وقادر على إرسال وتلقي البريد الإلكتروني أو التجول في الإنترنت بحرية كاملة بل أكثر من ذلك حيث أصبح بإمكان المسافرين على متن الطائرات استخدام الكمبيوتر المحمول للاتصال بالإنترنت· وفرة المعلومات وأوضح أن الاختراع لم يعد مقتصرا على عدد قليل من الدول التي توفر التعليم وأنظمة المعلومات فمع توفر الإنترنت لما يزيد عن ملياري شخص أصبح الوصول إلى المعلومات متوفرا ونسبة التعليم تتزايد ومقدرات التصميم والاختراع متوفرة في كل مكان· وتوقع المحاضر أن يشهد المستقبل ظهور أجهزة أكثر تطورا ولذلك نحن بحاجة لتطوير ما نتسلح به من أدوات وعلم لنكون قادرين على مواجهة كل ما هو غير متوقع وكل المتغيرات المستقبلية المتسارعة، وسيكون على الأجيال القادمة التأقلم مع التغيير بصورة أسرع من الأجيال الحالية· وحول سبل التأقلم مع التغييرات السريعة في التكنولوجيا قال: ''إن الشعوب في أمس الحاجة إلى تجنب التعقيد واللجوء إلى البساطة من أجل التمكن من التعامل مع ما يخبئه المستقبل، في ظل تعرضها للتغيرات السريعة ومواجهتها لتدفقات هائلة من المعلومات وتعاملها مع ملايين الأشياء·'' وطالب موير بالتبسيط في التعامل وقال إن البساطة في المستقبل تعني أتتمة الأشياء بحيث تتولى الآلات اتخاذ القرارات والتصرف بدون تدخل الإنسان· وقال إن عملية تواصل الإنسان مع الآلة تمر في مرحلة متطورة حاليا وتحقق نجاحا كبيرا في كثير من المجالات مثل أنظمة الطيران التي تقوم فيها أجهزة الكمبيوتر بالجزء الأكبر من المهام، لافتا إلى أن المستقبل سيشهد انتشار هذه الخاصية في كثير من أمور الحياة الأخرى حيث سيكون عالمنا خلال عام 2012 أي خلال السنوات الخمس القادمة مختلفا تماما من الزاوية التقنية من حيث التفكير بالبنى التحتية المتعلقة بفضاء المعلومات والخصوصية والمهارات وغيرها· الأمن المعلوماتي حول دور التكنولوجيا في تطوير وتنمية حياة الشعوب أكد كريس موير أهمية تكنولوجيا تقنية المعلومات في تطور الشعوب، وأهمية الثورة المعلوماتية والتقنية في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات وغيرها· واعتبر أن العمل الأمني على عتبة تحول كبير جدا ويمكن مقارنة التطور المرتقب في العمل الأمني بانهيار القلاع الأوروبية الحصينة عندما اخترعت المدافع، منوها إلى أن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات أطاحت باليات الأمن والدفاع القائمة مما يستدعي إعادة نظرة شاملة للعملية الأمنية· الحضور حضر الأمسية سمو الشيخ سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة ومعالي العقيد ركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في المؤسسات العسكرية والأمنية ومدراء الهيئات والمؤسسات الحكومية وجمع من سيدات المجتمع· صناعة المعلومات قال موير إن صناعة المعلومات والبرمجيات من أهم ركائز اقتصادات الدول خلال القرن الحادي والعشرين، مشيرا إلى أن كافة الصناعات المتعلقة بالحاسب الآلي بما فيها من البرمجيات ونظم التشغيل وكل المكونات التي تدخل في صناعة وتجميع الحاسبات ولا تظهر أهمية هذه الصناعة في الطلب العالمي المتزايد عليها فقط، وإنما ينعكس أيضا على حجم السوق العالمية الهائل المستعدة لامتصاص مخرجات هذه الصناعة· وأضاف: ''إن الصناعة المتعلقة بالحاسب الآلي والبرمجيات توفر سلعة قادرة على تقديم البديل لعدد من السلع والخدمات لأن العالم يتجه حاليا لاستخدام الحاسب الآلي على أوسع نطاق وفي كافة مجالات الحياة والتعاملات والخدمات ذات الصلة الوثيقة بالمستهلكين مما يؤدي إلى زيادة الطلب على صناعة المعلومات والبرمجيات ويفتح أمام هذه الصناعة آفاقا واسعة وأسواقا هائلة وفرصا استثمارية كبيرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©