السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بري: رئيس لبنان بالتوافق قبل 24 نوفمبر

بري: رئيس لبنان بالتوافق قبل 24 نوفمبر
25 سبتمبر 2007 01:19
تنعقد اليوم الثلاثاء اولى جلسات الانتخابات الرئاسية اللبنانية وسط أجواء تؤكد استبعاد انجاز هذا الاستحقاق مبكرا لا سيما في ظل اعلان المعارضة مسبقا المقاطعة وبالتالي افشال النصاب القانوني المطلوب والمتمثل بأغلبية الثلثين لأعضاء البرلمان (86 نائبا من اصل 127) ما لم يتم التوافق مسبقا على اسم الرئيس· لكن مع ذلك اطلق رئيس البرلمان نبيه بري احد ابرز قيادات المعارضة مؤشرات ايجابية بعد لقائه امس البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير حيث اكد ان رئيس الجمهورية سينتخب خلال المهلة الدستورية التي تنتهي في 24 نوفمبر المقبل، وقال '' قبل 24 نوفمبر سيكون للبنان رئيس جمهورية بتوافق كل اللبنانيين''· وقال بري ان الرئيس المقبل لن يكون ضد أي شخص او ضد اي قيادة وانه سيكون بتوافق الجميع بدون ان يستبعد ان يكون من احد الطرفين المتنافسين الأكثرية او المعارضة، وقال ''اذا تم التوافق على شخصية من قوى 8 مارس (المعارضة) انا معها، واذا تم التوافق على شخصية من قوى 14 مارس (الأكثرية) انا معها، واذا تم التوافق على شخصية لا تنتمي الى اي من الطرفين انها معها''، واضاف ''الجو تفاؤلي وليس تشاؤميا وهذه ليست مجرد كلمات تطمين''· واوضح بري ان هدفه من لقاء صفير محاولة السير بالمبادرة التي طرحها في سبيل التوصل الى توافق حول الاستحقاق الرئاسي عبر الطريق الصحيح· فيما قالت مصادر لـ''الاتحاد'' إنه سيكون جاهزاً اعتباراً من صباح اليوم في مكتبه في البرلمان وينتظر اكتمال النصاب القانوني وهو 86 نائباً ليعلن افتتاح الجلسة ولكن في حال لم يتوفر النصاب بين الساعة العاشرة والحادية عشرة والنصف سيعلن تأجيل الجلسة على الارجح الى 16 اكتوبر المقبل· ونقل القائم بالاعمال الفرنسي أندريه باران عن بري امس اصراره الحازم على مواصلة جهوده من دون كلل بهدف ايجاد مخرج للأزمة الحالية، وقال ''حان الوقت لكل المسؤولين السياسيين اللبنانيين ان يبرهنوا روح المسؤولية وليكونوا عمليين وليباشروا خطوات ملموسة للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الاصول والمهل المحددة في الدستور''· كما التقى بري السفير الاميركي جيفري فيلتمان وعرض معه التطورات· واستبعد وزير الاتصالات مروان حمادة (الاكثرية) بدوره حصول انتخاب في جلسة اليوم البرلمانية، مشيراً الى انها ستشكل فرصة ليس اكثر لاستئناف الحوار لأن ابرز النواب ورئيس البرلمان سيكونون في المقر، واضاف ان الاكثرية لن تقوم بالاقتراع اليوم التزاما بضرورة توفر الثلثين في الدورة الأولى لكنها لن تتخلى مطلقا عن حقها الدستوري بالانتخاب بالأكثرية المطلقة (النصف زائد واحد) ابتداء من الدورة الثانية حتى اذا لم يتم التوصل الى اتفاق· كما استبعد التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون ايضا حصول الاقتراع اليوم، وقال آلان عون ''بالتأكيد لن يتوفر النصاب··حتى الآن لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي على اي شيء··من الارجح ان تجري مشاورات عبر محادثات ثنائية بين زعماء الموالاة والمعارضة''· وقال النائب ابراهيم كنعان من كتلة عون ''اليوم هناك تشاور كي نضع آلية لهذا الاستحقاق وهذا من مصلحة كل الاطراف··الواضح ان عملية التأجيل هي مخرج للكل الى منتصف الشهر المقبل''· وقال النائب علي حسن خليل (حركة أمل) ''اذا لم يحصل توافق على الرئيس الجديد فلن نحضر الجلسة''· وتوقع النائب علي بزي (حركة أمل) ان تعقد جلسة لاحقة بعد عيد الفطر، وقال ''سيجتمع النواب على الارجح في 16 او 17 اكتوبر''· فيما قال نائب ''حزب الله'' حسين الحاج حسن ان كتلة الحزب المؤلفة من 14 نائبا لن تحضر الجلسة في ظل عدم وجود توافق، واضاف ''كتلة الوفاء للمقاومة تطرح التوافق على الانتخابات الرئاسية على قاعدة نصاب الثلثين فاذا لم يحصل هذا الأمر حتى الجلسة فمن البديهي ألا يحضر نواب المعارضة ليؤمنوا النصاب كي ينتخب فريق الأكثرية فريقا منهم''· الى ذلك، قال زعيم الغالبية البرلمانية سعد الحريري ''اننا ذاهبون الى جلسة اليوم بروح الحوار والاتفاق والتوافق لفتح باب الحل''· فيما اعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان قوى 14 مارس في جلسة اليوم تسعى لمواجهة محاولات تعطيل الاستحقاق وهذا واجبها وحقها الدستوري، مشيرا الى ان المشاركة في الجلسة لا تسقط حق الاكثرية بانتخاب رئيس وفق قاعدة النصف زائد واحد في الجلسات اللاحقة لأن التخلي عن حق الانتخابات وفق هذه القاعدة يعني الرضوخ للشروط المسبقة من قبل الذي يهددون بالمقاطعة ما لم يتم التوافق سلفاً وهذا نموذج عن سلوكهم وادائهم وهو سيرهن الاستحقاق الرئاسي لمصالحهم واهوائهم وهذا ما لا نقبل به· وقال رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع من جانبه ان قوى 14 مارس تريد رئيساً للجمهورية يكون بالنسبة اليها، كما هو رئيس البرلمان بالنسبة الى قوى 8 مارس· وشدد على ان الصراع ليس على الاشخاص بل على استراتيجية وعلى سياسة لبنان الخارجية وعلى ان قوى 14 مارس لن تتخلى عن حقها في انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد اذا لم يتم التوافق مع المعارضة· وجدد اتهام سوريا بالوقوف وراء اغتيال النائب انطوان غانم، مشيراً الى ان البعض يحاول تبرير الاغتيال بأشياء سخيفة، واعتبر ان كل من يؤخر الانتخابات الرئاسية يعرض لبنان للخطر· وكانت الحكومة اللبنانية كلفت الجيش حماية أمن النواب ومقر البرلمان تمهيدا للجلسة المقرر عقدها اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية· وقال وزير الاعلام غازي العريضي في ختام جلسة طويلة مخصصة للشؤون الأمنية ''طلبت الحكومة من قيادة الجيش اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بضمان أمن النواب ومقر المجلس ومحيطه لتأمين سلامتهم من أجل القيام بواجبهم الانتخابي''· وبدأ الجيش اللبناني اعتباراً من امس تنفيذ خطة أمنية في وسط بيروت لتأمين الحماية اللازمة للنواب طوال الشهرين المقبلين وهي الفترة المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية· وتقضي الخطة بإنشاء منطقتين أمنيتين معزولتين الاولى في محيط البرلمان حيث سيمنع دخول أي شخص إليها الا سيراً على الاقدام وسيسمح الدخول فقط للسيارات التي ستقل النواب، اما المنطقة الثانية فستكون خلف المنطقة الاولى وستشهد تدابير مشددة كالحواجز والتفتيش الدقيق وحصر المرور في شوارع معينة لتأمين سلامة النواب الذي يتوجهون الى البرلمان من مناطق بعيدة· وانتشرت ناقلات الجيش المدرعة وسيارات الإطفاء والاسعاف حول البرلمان وحول السرايا الحكومية القريبة المطوقة بالاسلاك الشائكة لفصلها عن المخيم الذي اقامته المعارضة · مرشح جديد للرئاسة بيروت-الاتحاد:اعلن رجل الاعمال اللبناني ميلاد محروس كيروز ترشحه لرئاسة الجمهورية خلال مؤتمر صحافي عقده امس في نادي الصحافة في بيروت، وقال كيروز انه تقدم بترشيح نفسه كحل توافقي يجمع بين اللبنانيين ويعيد الثقة بينهم ويؤمن الازدهار· ورأى ان منصب رئيس الجمهورية شأن كل مركز او عمل في الدولة وجد فقط لخدمة الشعب وليس ليعمل لصالح مؤسسات او مجموعات محلية او خارجية او لمكاسب شخصية· جلسة جس نبض بيروت-وكالات الانباء: اعتبرت صحف لبنانية ان اول جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم سيكون الهدف منها جس النبض والتشاور بين الفرقاء لأن المعارضة ستقاطعها بما يحول دون تأمين نصاب الثلثين الضروري، متوقعة ان يتم ارجاؤها الى ما بعد منتصف اكتوبر المقبل· واشارت صحيفة ''السفير'' المعارضة الى وجود ميل لدى الجميع لجعل الجلسة مجرد جلسة جس نبض للموالاة والمعارضة· وكتبت صحيفة ''المستقبل'' التابع لزعيم الاكثرية النيابية سعد الدين الحريري ''مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس ستحضر الاكثرية وسط توقعات ألا يفتتح رئيس المجلس نبيه بري الجلسة بفعل مقاطعة نواب المعارضة، وتوقعت اسوة بصحف اخرى ان يرجئ بري الجلسة الى 17 اكتوبر اي بعد عطلة عيد الفطر· 11 رئيسا للجمهورية بيروت-ا ف ب: بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي اميل لحود في 24 نوفمبر المقبل يكون لبنان قد شهد منذ استقلاله 11 رئيسا للجمهورية جرى اغتيال اثنين منهم ومددت ولاية ثلاثة آخرين ثلاث سنوات اضافية على المدة الاصلية المحددة بـ 6 سنوات· وفيما يلي اسماء الرؤساء: بشارة الخوري-21 سبتمبر 1943 -18 سبتمبر 1952 (9 سنوات)، كميل شمعون-23 سبتمبر 1952- 23 سبتمبر 1958 (6 سنوات)، فؤاد شهاب-31 يوليو 1958-23 سبتمبر 1964 (6 سنوات)، شارل حلو-18 اغسطس 1964-23 سبتمبر 1970 (6 سنوات)، سليمان فرنجية-17 اغسطس 1970-23 سبتمبر 1976 (6 سنوات)، الياس سركيس-8 مايو 1976-23 سبتمبر 1982 (6 سنوات والوحيد الذي انتخب قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق بعدة اشهر لكنه تسلم مهامه في موعدها)، بشير الجميل- 23 اغسطس 1982- 14 سبتمبر 1982 واغتيل قبل تسلمه مهامه، امين الجميل-21 اسبتمبر 1982-23 سبتمبر 1988 (6 سنوات) وللمرة الاولى لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية فعين الجميل بالنيابة قائد الجيش ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية انتقالية بقي فيها حتى خلع من منصبه بعملية عسكرية سورية لبنانية في 13 اكتوبر عام ،1990 رينيه معوض-5 نوفمبر 1989-22 نوفمبر1989 واغتيل بعد 17 يوما على تسلمه مهامه، الياس الهراوي-24 نوفمبر1989-24 نوفمبر1998 (9 سنوات بينها تمديد 3 سنوات)، اميل لحود-17 اكتوبر 1998-24 نوفمبر2007 (9 سنوات بينها تمديد 3 سنوات)· التدخلات الخارجية بيروت-ا ف ب: لم يشهد لبنان منذ استقلاله عام 1943 انتخاب رئيس بدون تدخل اقليمي ودولي وذلك لأسباب ابرزها موقعه الجغرافي وتركيبته الطائفية· وقال المحلل السياسي الصحافي نقولا ناصيف كل استحقاق رئاسي كان فيه وحي خارجي قريب وآخر بعيد··كثرت التدخلات لأن لبنان هو سوء تفاهم تاريخي وجغرافي في محيطه لوقوعه بين اسرائيل وسوريا''، واضاف ''يرتكز لبنان على تركيبة طائفية سياسية منقسمة مما سهل تحويله الى ساحة تقاطع مجموعة مصالح اقليمية ودولية''· فمنذ الاستقلال مر على لبنان احد عشر رئيسا للجمهورية استند اختيار ثمانية منهم الى ثنائية اقليمية دولية وواحد الى خيار لبناني اقليمي، فيما الدور في اختيار آخر رئيسين وقع على سوريا التي هيمنت على لبنان لمدة نحو ثلاثة عقود''· ويتساءل المحللون اليوم من سيكون الناخب الأكبر في الاستحقاق الذي بدأت مهلته الدستورية ومدتها شهران؟، ويتساءلون ايضا هل سيكون الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة وفرنسا مع حلفاء مثل السعودية ومصر ام انها ستكون سوريا ومن خلفها ايران اللتان تساندان ''حزب الله'' والمعارضة· وعزا المحلل السياسي مايكل يونغ التدخلات الخارجية المستمرة خصوصا في الانتخابات الرئاسية الى التركيبة اللبنانية، وقال ''دائما كانت هناك مشكلة داخلية بين الاطراف التي درج كل منها على الارتباط بأحلاف خارجية للتقدم على حساب الاخرين وتحقيق مكاسب''· فيما رأى الصحافي سركيس نعوم ان الدور الخارجي من عربي واجنبي كان دائما موجودا، وقال ''هذا الدور كان يتحول حاسما ومقررا عندما تكون اوضاع لبنان غير مستقرة ومضطربة سياسيا وأمنيا وكان يتحول ناصحا او مرجحا عندما كانت أوضاعه مستقرة سياسيا وأمنيا''· وشرح ناصيف ان التدخل الخارجي تميز بثنائية اقليمية دولية''منذ الاستقلال وحتى اغتيال رينيه معوض اول رئيس انتخب بعد اتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) الذي انهى الحرب الاهلية، باستثناء انتخابات أول رئيس (بشارة الخوري) عندما كانت الثنائية فرنسية بريطانية· فمع كميل شمعون كان العراب سوريا بريطانيا، ومع فؤاد شهاب حل الدور الاميركي المصري، اما انتخابات شارل حلو فشهدت اضعف تأثير خارجي لأن اختياره تم بالتوافق بين شهاب والزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومع سليمان فرنجية دخل الاتحاد السوفياتي على خط الانتخابات الرئاسية، ثم أمنت سوريا انتخاب إلياس سركيس، فيما امنت إسرائيل انتخاب بشير الجميل بدعم اميركي ليأتي شقيقه امين الجميل بتقاطع سوري اميركي، وتدخلت السعودية بدعم اميركي باختيار رينيه معوض، وبعد ذلك تفردت سوريا بالتحكم في الانتخابات الرئاسية على مدى 18 عاما خلال ولايتي إلياس الهراوي التي مددتها ثلاث سنوات ثم ولاية إميل لحود التي مددتها كذلك ثلاث سنوات اضافية، واضاف ''اصبح القرار محض سوري خلافا لمعادلة تاريخية سابقة مبنية على تسوية بين الدولة الاجنبية النافذة في المنطقة والدولة الاقليمية الاكثر تأثيرا''
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©