الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى يكرم ميحد حمد؟

19 ابريل 2009 02:19
في منتصف الثمانينات جاءنا صوتا مختلفا في الشكل الغنائي والمفردة الإماراتية المغرقة في محليتها، ولفت انتباه الجميع حيث أجبرنا على البحث عنه وكانت أغنيته «حد مثلي» هي شرارة الانتشار التي أشعلت قناديل ساحة الأغنية الإماراتية في الخليج حتى أصبح هذا الصوت إضاءة حقيقية في عالم الفن. واستطاع أن ينشر الموروث الإماراتي خارج الحدود بشكل واسع حتى ارتبط اسمه بهذا الشكل الغنائي الذي بدأت من بعده أصوات أخرى تسير على خطاه، حتى أصبح لها حضور رائع على المشهد الفني الخليجي والعربي رغم أنهم لم يستفيدوا من مدرسته التي انطلق منها، حيث سبقه فيها الفنان علي بن روغه أحد الأسماء الغنائية في تلك الفترة. كما انه لمع عربيا من خلال ألبوم خمس الحواس وهي الأغنية التي ضربت بأطنابها في كل بقعة أرض في العالم العربي. من هنا بدأ يتوافد نجوم الغناء تباعا إلى الإمارات إذ باتت الألوان الإماراتية من ناحية الكلمة والإيقاع عنصرا أساسيا يبحث عنه الفنانون من مختلف البلدان العربية. لذلك يعتبر الفنان ميحد حمد هو سفير الأغنية الإماراتية الحقيقي الذي خلق لها شكلا وحضورا مميزا استفاد منه العديد من المهتمين في شؤون الأغنية والموسيقى من الماء إلى الماء، حيث استطاع أغلبهم أن ينسج من هذا الطور الغنائي أعمالا بدأت تشكل لهم بعداً موسيقيا آخر ومتنفسا في عالمها حتى باتت علامة فارقة بين الألوان الغنائية السائدة في منطقة الخليج، وأثبت ميحد حمد قوة شعبيته الطاغية في الخليج من خلال الإمكانيات الفنية والصوتية التي يتمتع بها فهو صاحب حنجرة مثقفة غنائيا تحمل حسا مختلفا عن جميع الأصوات الموجودة في ساحة الأغنية الإماراتية. رغم كل تلك المعطيات والمنجزات الفنية التي قدمها على مدى أكثر من ربع قرن من العطاء وتحمله مشقات العناء في نقل الموروث الشعبي الإماراتي من المحلية إلى العربية وإعادة صياغته بقالب موسيقي راقٍ، يبقى السؤال الأهم متى يكرم هذا النجم الذي رسم خارطة الطريق للأغنية الإماراتية الحديثة عربيا.. أعتقد أن فنانا بحجم ميحد حمد يستحق ذلك !!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©