الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السخاء (1-3)

السخاء (1-3)
25 سبتمبر 2007 00:12
روي عن نافع قال: لقي يحيى بن زكريا عليه السلام إبليس لعنه الله فقال: أخبرني بأحب الناس إليك وأبغضهم إليك، قال: أحبهم إلي كل مؤمن بخيل، وأبغضهم إلي كل منافق سخي· قال: ولم ذاك؟ قال: لأن السخاء خلق الله الأعظم فأخشى أن يطلع عليه في بعض سخائه فيغفر له· وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''السخي قريب من الله قريب من الناس بعيد من النار والبخل بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل وأدوأ الداء البخل · وقال صلى الله عليه وسلم: ''ما أشرقت شمس إلا ومعها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الجن والإنس- وهما الثقلان-: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً''، وملكان يناديان: أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى''· وعن الشعبي قال: قالت أم البنين ابنة عبدالعزيز أخت عمر بن عبدالعزيز وكانت زوجة الوليد بن عبدالملك: لو كان البخل قميصاً ما لبسته أو طريقاً ما سلكته، وكانت تعتق كل يوم رقبة، وتحمل على قريش في سبيل الله، وكانت تقول: البخل كل البخل من بخل على نفسه بالجنة· وقيل أعتقت هند بنت عبد المطلب في يوم واحد أربعين رقبة· وقال بعض الحكماء: ثواب الجود خلف ومحبة ومكافأة، وثواب البخل حرمان وإتلاف ومذمة· وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ''يا علي كن شجاعاً فإن الله يحب الشجاع وكن سخياً فإن الله يحب السخي وكن غيوراً فإن الله يحب الغيور''، ''يا علي: وإن إنسان سألك حاجة ليس لها بأهل فكن أنت أهلاً لها''· وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''السخاء شجرة في الجنة من أخذ منها بغصن مد به إلى الجنة''· وقال عبدالعزيز بن مروان: لو لم يدخل على البخلاء في لؤمهم إلا سوء ظنهم بالله عز وجل لكان عظيماً وقال صلى الله عليه وسلم: ''تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر''· وقال بهرام جور: من أحب أن يعرف فضل الجود على سائر الأشياء فلينظر إلى ما جاد الله به على الخلق من المواهب الجليلة والرغائب النفيسة والنسيم والريح، كما وعدهم الله بالجنان، فإنه لولا رضاه الجود لم يصطفه لنفسه· وقال الموبذان لأبرويز: أكنتم تمنون أنتم وآباؤكم بالمعروف وتترصدون عليه بالمكافأة؟ قال: لا، ولا نستحسن ذلك لخولنا وعبيدنا، فكيف نرى ذلك وفي كتاب الله ديننا من فعل معروفاً خفياً وأظهره ليتطول به على المنعم عليه فقد نبذ الدين وراء ظهره، واستوجب ألا نعده من الأبرار ولا نذكره في الأتقياء والصالحين؟ قيل: وسئل الإسكندر: ما أكبر ما شيدت به ملكك؟ قال: ابتداري إلى اصطناع الرجال والإحسان إليهم· وكتب ارسطاطاليس في رسالته إلى الإسكندر: واعلم أن الأيام تأتي على كل شيء فتخلقه وتخلق آثاره وتميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس، فأودع قلوبهم محبة آبدة تبقي بها حسن ذكرك وكريم فعالك وشرف آثارك· ولما قدم بزرجمهر إلى القتل قيل له: إنك في آخر وقت من أوقات الدنيا وأول وقت من أوقات الآخرة فتكلم بكلام تذكر به· فقال: أي شيء أقول؟ الكلام كثير ولكن إن أمكنك أن يكون حديثاً حسناً فافعل· قيل: وتنازع رجلان أحدهما من أبناء العجم والآخر أعرابي من الضيافة، فقال الإعرابي: نحن أقرى للضيف، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن أحدنا ربما لا يملك إلا بعيراً فإذا حل به ضيف نحره له، فقال له الأعجمي: فنحن أحسن مذهباً في القرى منكم، قال: وما ذاك؟ قال: نحن نسمي الضيف مهمان ومعناه أنه أكبر من في المنزل وأملكنا به· وقال بعض الحكماء: بلغ الجود من قام بالمجهود· وقيل الجواد من لم يضن بالموجود·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©