الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات من التراث طرائف

حكايات من التراث طرائف
25 سبتمبر 2007 00:10
جحا ويكنى أبا الغصن، روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء، إلا أن الغالب عليه التغفيل، وقد قيل: إن بعض مَن كان يعاديه وضع له حكايات، والله أعلم· عن مكي بن إبراهيم أنه قال: رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً، وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه· وعن أبي بكر الكلبي أنه قال: خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة، إذا أنا بشيخ جالس في الشمس، فقلت: يا شيخ أين منزل الحكم؟ فقال لي: وراءك، فرجعت إلى خلفي، فقال: يا سبحان الله! أقول لك وراءك وترجع إلى خلفك، فقلت: أبو من؟ قال: أبوالغصن، فقلت: الاسم؟ قال: جحا· وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذه الصفة· وعن عباد بن صهيب قال: قدمت الكوفة لأسمع من إسماعيل بن خالد، فمررت بشيخ جالس فقلت: يا شيخ، كيف أمرُّ إلى منزل إسماعيل بن خالد؟ فقال: إلى ورائك، فقلت: أرجع؟ فقال: أقول لك وراءك وترجع! فقلت: أليس ورائي خلفي؟ قال: لا، قلت: بالله من أنت يا شيخ؟ قال: أنا جحا· عن أبي الحسن، قال رجل لجحا: سمعت من داركم صراخاً، قال: سقط قميصي من فوق، قال: وإذا سقط من فوق، قال: يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه؟ وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال: تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها: ليس يعرفك إلا سليمان بن داود عليه السلام حيث حبسك· وحكي: أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال: والله لا تبخرت إلا عرياناً· وهبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم، لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن· وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره، فقال أبوه: الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب وأحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن، فما أدري ما أعمل به، فقال له جحا: إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شيء تحسن؟، فقال أبوه: فعلمنا أنت ما تصنع به· فقال: يحفر له آبار ونكبسه فيها· ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً، فاشتراه وجلس في الطريق، فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه، وحمل باقيه إلى أبيه، فقال: ويحك ما هذا؟ فقال: هو الرأس الذي طلبته، قال: فأين عيناه؟ قال: كان أعمى، قال: فأين أذناه؟ قال: كان أصم، قال: فأين لسانه؟ قال: كان أخرس، قال: فأين دماغه؟ قال: فكان أقرع، قال: ويحك، رده وخذ بدله، قال: باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب· وحكي: أن المهدي أحضره ليمزح معه، فدعا بالنطع والسيف، فلما أقعد في النطع، قال للسياف: أنظر لا تصب محاجمي فإني قد احتجمت· ومر بقوم وفي كمه خوخ، فقال: من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخةٍ، فقالوا: خوخ، فقال: ما قال لكم هذا· ومر يوماً بصبيان يلعبون ببازٍ ميت، فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت، فقالت أمه: ويحك ما تصنع به وهو ميت؟ فقال لها: اسكتي فلو كان حياً ما طمعت في شرائه بمائة درهم· وخرج أبوه مرة إلى مكة فقال له عند وداعه: بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©