الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مالكوم إكس.. خطيب مفوّه يدعو بلغة يفهمها الأميركيون

مالكوم إكس.. خطيب مفوّه يدعو بلغة يفهمها الأميركيون
24 سبتمبر 2007 23:58
في بدايات القرن العشرين ولد ليعيش حياة الذل والعجز والعنصرية كطفل أسود وسط أغلبية من البيض في المجتمع الأميركي· انحرف كثيراً ودخل السجن مرات عديدة في صباه وشبابه، لكن من داخل السجن نفسه انبثق نور الإيمان· اعتنق ''مالكوم إكس'' الإسلام وتحول إلى داعية إسلامية يملك مهارات خطابية مثيرة للإعجاب! في البداية لم يكن يعرف بشكل دقيق مفردات الصلاة والعبادات، لكنه سرعان ما استكمل هذا النقص، وقام برحلة الحج، وانضم إلى جماعة ''أمة الإسلام''·· وأصبح المتحدث الرسمي باسمها، لكن المفارقة أن نهايته جاءت على يد المتطرفين داخل الجماعة نفسها حين اختلف معهم واتخذ نهجاً معتدلاً· هو مالكوم إكس، أو الحاج مالك شاباز، ولد في 19 مايو 1925 وتوفي في 21 فبراير ·1965 شغل منصب المتحدث الرسمي لمنظمة ''أمة الإسلام'' وهو أيضاً مؤسس كل من ''مؤسسة المسجد الإسلامي'' و''منظمة الوحدة الإفريقية الأميركية''· يعد من أشهر المناضلين السود فى الولايات المتحدة، فقد 4 من أعمامه على يد العنصريين البيض، وأطلق عليه ''أشد السود غضباً فى أميركا''، كما أن حياته كانت سلسلة من التحولات؛ حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرف الأفكار العنصرية، ثم إلى الاعتدال والإسلام· ولد مالكوم في مدينة أوماها بولاية نيبراسكا، والده ''أورلي ليتل'' كان قسيسا أسود من أتباع ''ماركوس كافي'' الذى أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده فى إفريقيا· أما والدته فكانت من جزر الهند الغربية، لكن لم تكن لها لهجة الزنوج، وكان مالكوم المولود السابع فى الأسرة؛ فقد وضعته أمه وعمرها ثمانية وعشرون عاما، كانت العنصرية فى ذلك الوقت فى الولايات المتحدة ما زالت على أشدها، وكان الزنجي الناجح في المدينة التي يعيش فيها مالكوم هو ماسح الأحذية أو البواب· عاش مالكوم حياة غريبة مليئة بالمفارقات، تدعو للتأمل، حيث بدأ جائعاً للعلم وظمآن للمعرفة، والغريب أن كل ذلك حدث وهو فى السجن، حيث زاره أخوه ''ويجالند'' الذي انضم إلى حركة ''أمة الإسلام'' بزعامة ''الياجا محمد'' الذي بدأ مالكوم يراسله، كما بدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام ليدعوهم إلى الإسلام، وفي أثناء ذلك بدأ في تثقيف نفسه، ثم حفظ المعجم، حيث كان السجن له مرحلة اعتكاف علمي، وهنا المفارقة الأخرى في حياة هذا الداعية، فكان يقرأ في اليوم خمس عشرة ساعة، وعندما تُطفأ أنوار السجن في العاشرة مساء، كان يقرأ على ضوء المصباح الذي في الممر حتى الصباح، فقرأ ''قصة الحضارة'' وبدأ يدعو غيره من السجناء السود إلى حركة ''أمة الإسلام''· كما بدأ يدعو الشباب السود فى البارات إلى هذه الحركة، فتأثر به كثيرون؛ لأنه كان خطيبا مفوهًا ذا حماس شديد، فذاع صيته حتى أصبح فى فترة وجيزة إماما ثابتا فى مسجد دترويت، وأصبح صوته مبحوحا من كثرة خطبه فى المسجد· ومثلما كانت حياته مغرقة في مأساويتها، وحافلة بالأحداث القاسية والتجارب المريرة، كانت نهايته مؤلمة، إذ يبدو أن هذا الرجل كان قدره طوال الوقت أن يكون مختلفاً عن الآخرين، لقد كان مختلفاً عن البيض، فعانى الاضطهاد والعنصرية، وفي الوقت نفسه كان يتهم السود بالسلبية والضعف· وحين اهتدى إلى الإسلام اختلف مع جماعة معروفة بتطرفها وعنصريتها فى تفسيرها للدين الحنيف· صاغ مالكوم أفكاراً جديدة تدعو إلى الإسلام الصحيح، الإسلام اللاعنصري، وأخذ يدعو إليه، ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود، وأسس ''منظمة الاتحاد الإفريقى الأميركي''، وهي أفكار تتعارض مع أفكار أمة الإسلام؛ لذلك هاجموه وحاربوه، وأحجمت الصحف الأميركية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان، فقال: ''عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير لمن يحرضها، وأن عبادة الإله الواحد ستقرب الناس من السلام الذي يتكلم الناس عنه ولا يفعلون شيئا لتحقيقه''· بتنامي الخلافات بين مالكوم و''أمة الإسلام''، قامت ''الأمة'' بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم وفي إحدى محاضراته عندما صعد مالكوم ليلقي محاضرته، ونشبت مشاجرة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليهما، وفي الوقت ذاته أطلق ثلاثة أشخاص من الصف الأول 16 رصاصة على صدر هذا الرجل، فتدفق منه الدم بغزارة· قامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكبي الجريمة، واعترفوا بأنهم من حركة ''أمة الإسلام''· ومن المفارقات أنه بعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس، أقر الرئيس الأميركى جونسون مرسوما قانونيا ينص على حقوق التصويت للسود، وأنهى الاستخدام الرسمى لكلمة ''نجرو''، التي كانت تطلق على الزنوج فى أميركا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©