السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسناء عوض.. خاطرت بحياتها لإنقاذ المقاومين

حسناء عوض.. خاطرت بحياتها لإنقاذ المقاومين
9 ابريل 2016 21:55
صالح أبوعوذل (عدن) في الثلث الأخير من مارس 2015 وجد اليمنيون أنفسهم أمام قوات عسكرية ضخمة تدمر كل شيء في طريقها، لا هدف لها إلا إسقاط عدن لمصلحة عدو الأمة والمنطقة (طهران). قبيل انطلاق عاصفة الحزم الداعم للشعب اليمني كان المخلوع صالح والحوثيون وضعوا خطة لإسقاط عدن من الداخل من خلال فتح جبهات داخلية. وكانت الأجواء حارة في صيف عدن الساخن، حالة من الترقب المحفوف بالمخاطر، فالحرب التي قرع الحوثيون والمخلوع صالح طبولها، الهدف منها إخضاع اليمنيين لنفوذهم وسيطرتهم، وكان سقوط معسكر لبوزة وقاعدة العند الإستراتيجية كفيلاً بانتقال المعركة إلى عدن، فما هي إلا ساعات والمعسكرات في عدن تتفتح جبهات داخلية. في تلك الأثناء لملم اليمنيون أوراقهم وبدؤوا تشكيل مقاومة شعبية لمواجهة الاحتلال الحوثي الذي يجتاح بلادهم. في دوار حي دار سعد شمال عدن وقفت مركبة عسكرية يرفرف فوقها علم اليمن وعلى متنها خمسة شبان بأسلحة خفيفة في حين اعتلى فتى في العشرينات من عمره عمارة سكنية قبالة الدوار، كان ينادي على زملائه في الدوار «دبابة قادمة نحوكم على طول الطريق». كان ظلام الليل يدنو على عدن، اقتربت الدبابة من الدوار في الوقت الذي استعد فيه المقاومون بسلاح مدمر الدبابات (أر بي جي 7)، قبل أن تصل إلى الدوار، كان أحد الفدائيين يتسلل للدبابة من أروقة منازل شعبية، ليطلق عليها صاروخاً، وتهز أصوات التكبير أرجاء الحي. كانت المقاومة في البداية غير منظمة، وخرج الأهالي للدفاع عن عدن ضد الغزو الحوثي، لكن مع مرور الساعات كان الترتيب يجري على قدم وساق، فاليمنيون هذه المرة عزموا على مواجهة المتمردين، وهم يدركون أن أي سيطرة حوثية يعني تقسيم البلاد ونهاية اليمن. حسناء عوض فتاة من مدينة عدن، خريجة كلية الحقوق في جامعة عدن، كانت واحدة من عشرات الفتيات في مدينة عدن اللواتي انخرطن في صفوف المقاومة من خلال إسعاف الجرحى وتقديم الطعام للمقاومين. تقول حسناء «عاصفة الحزم، كانت بشرى وفرحة، وقتها شعرت أن لنا أخوة ينصروننا، ونشعر أن العرب أخذوا موقفاً حازماً لقطع اليد الفارسية التي تحاول التسلل إلى أرضنا وسرقة هويتنا». وتضيف حسناء لـ(الاتحاد) «لقد تحولت عدن عقب عاصفة الحزم إلى مقاومة، فحتى الأطفال نصبوا نقاطاً في الحارات لحراسة المنازل التي ذهب أغلب رجالها إلى الجبهات». دور الفتيات كانت لفتيات كثر غير حسناء النصيب الأوفر في دعم ومساعدة المقاومة من خلال إسعاف الجرحى ونقل الطعام ومياه الشرب، لجبهة القتال. تقول حسناء «كان هناك مجموعة من الشباب المتطوعين يعملون في مجمع مدينة الشعب الصحي، وهم هبة علي، عيشة بامهدي، وأدهم خالد حسن، قاموا بتحويل الحرم الجامعي لكلية الحقوق إلى معسكر للمقاومة، كما اتخدوا غرفتين عيادة لإسعاف الجرحى سواء الذين يصلون من الجبهات أو المدنيين الذين لم ترحمهم قذائف الانقلابيين، وبدأت المناوبة بين الشباب المتطوعين من الفترة الصباحية، وبعدها انضم إليهم حسين عبدالعزيز وأماني عبدالرحيم ومنصر محسن غالب وأحمد علوي، وبدا التناوب بالفترات المسائية والصباحية لاستقبال إصابات الطلقات النارية أو الشظايا». وأضافت «كانت هناك فرق أخرى تعمل في عدة أماكن، وقد استشهد العديد من المسعفين والمسعفات برصاص قناصة العدوان». فريق طبي انتقلت حسناء ورفاقها من العمل في مخيم طبي إلى فريق طبي متنقل يرافق تقدم المقاومة والجيش الوطني في معركة تطهير رأس عمران في الثلث الأخير من شهر رمضان (يوليو) 2015». تقول حسناء «عقب وصول دعم الإمارات للمقاومة أسلحة نوعية وذخيرة، بدأت مسيرة التحرير برأس عمران (غرب عدن)، وكنا ضمن الطاقم الأول الذي كان يعمل في مجمع الشعب، وكان هذا الدعم وراء التقدم الكبير للمقاومة التي أخذت دور الهجوم بدلا من الدفاع مما عجل بنهاية الانقلاب، وخلال معارك رأس عمران وتمكننا من استيعاب ونقل الجرحى إلى مستشفيات عدن الخاصة «الوالي والنقيب»، وأطباء بلا حدود و22 مايو، حيث وصل عدد المصابين تقريباً إلى (40) مصاباً معظمها حالات قنص». وأضافت «عقب تحرير رأس عباس، تلقينا إشعاراً بأن علينا الاستعداد لمعركة تحرير مطار العاصمة الدولي في خور مكسر لينضم إلى فريقنا محمد علي عيسى وايمن عارف محمد علي. وكانت أسعد لحظات حياتنا حين انتصرنا ونجحت قوات التحالف والمقاومة في تحرير مطار عدن». وتتذكر أحد رجال المقاومة، وتصفه بالوالد «فتح لنا الأب العزيز عبدالعزيز الحسني صالات بالمطار كانت الميليشيات تستخدمها لتخزين العلاجات، وعثرنا فيها معدات جراحية وأدوية، وصرفت لنتمكن من متابعة عملنا واستعدينا لليوم التالي لتحرير مستشفى الجمهورية وتقدمت المقاومة لتصفية ما تبقى من الميليشيات في خور مكسر وانتقلنا بعدها لتحرير المعلا والتواهي وكريتر». استمرار عمليات التحرير «عقب تحرير عدن، تقول حسناء عوض، انتقلنا مع المقاومة إلى بلدة الوهط في لحج لتحريرها، وهناك أصيبت زميلتنا (هبة علي) ونقلت إلى أطباء بلا حدود للعلاج، ولاحقاً تم نقلها إلى الأردن». وتتابع حسناء حديثها «توجهنا بعد ذلك إلى صبر، حيث فتح لنا رجال المقاومة، إحدى العيادات وقمنا بترتيبها وتأخر الهجوم تقريباً إلى المغرب، وبدأت مقاتلات التحالف بالقصف على مواقع الحوثيين وقوات المخلوع، واستقبلنا (54) جريحاً وأربعة شهداء واضطرينا إلى استخدام مركبات عسكرية لنقل وإسعاف الجرحى إلى عدن، واستمرت مرافقتنا للمقاومة وقوات التحالف إلى أن تم تحرير قاعدة العند العسكرية والعلم». مرافقة طاقم طبي إماراتي تتحدث حسناء عوض عن مرافقة طاقمها الطبي لطاقم طبي إماراتي جاء مع القوات الإماراتية، التي هبت لنصرتهم وتقول «كنا نعمل مع الفريق الإماراتي في أحد المساجد، واستفدنا من خبرة أشقائنا الإماراتيين، الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل نصرة الشرعية، ووقف أطماع طهران في المنطقة». تضحيات كبيرة عادت حسناء ورفاقها إلى عدن بعد دحر الميليشيات إلى بلدتي كرش في الحدود مع تعز، ومكيراس في الحدود مع البيضاء وتقول «أهم تكريم لنا هو تحرير عدن وباقي المحافظات من الاحتلال الحوثي عفاشي، وهذا أتى بعد تضحيات كبيرة»، متمنية في ختام حديثها أن يحصل ذوو الشهداء على حقهم في الرعاية والوظيفة، وتوظيف كل من ساهم في تحقيق هذا النصر ولم تنس أن تشكر التحالف العربي ودولة الإمارات على مساندة اليمن في دحر العدوان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©