الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتيلان بصدامات حول الانتخابات جنوب اليمن

قتيلان بصدامات حول الانتخابات جنوب اليمن
10 فبراير 2012
(صنعاء) - قُتل مدنيان وأصيب آخرون، أغلبهم ناشطون معارضون، أمس الخميس، بمدينة الضالع (جنوب)، بصدامات بين الأمن اليمني، ومتظاهرين انفصاليين مناهضين للانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها يوم 21 فبراير الجاري، فيما أبدت الولايات المتحدة تطلعها إلى العمل مع المرشح الرئاسي التوافقي والوحيد، عبدربه منصور هادي، الذي يتولى منصب نائب الرئيس اليمني، منذ أكثر من 17 عاما. وقال سكان محليون لـ«الاتحاد» إن المئات من أنصار «الحراك الجنوبي»، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ مارس 2007، خرجوا، أمس الخميس، في تظاهرة جابت شوارع مدينة الضالع، لتأكيد رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، بعد 11 يوما، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في هذا البلد، منذ أكثر من عام، على وقع احتجاجات مطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يمسك بزمام السلطة منذ قرابة 34 عاما. وأوضحوا أن المتظاهرين، وبعضهم مسلحون، توجهوا إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بالمدينة، مرددين هتافات «ثورة ثورة يا جنوب»، و»يا جنوبي صح النوم.. لا انتخابات بعد اليوم»، مشيرين إلى أن «إطلاق نار من مصدر مجهول تسبب باندلاع اشتباكات» بين الجانبين. واتهمت وزارة الدفاع اليمنية، عبر خدمة الرسائل النصية، من وصفتهم بـ»عناصر تخريبية» بإطلاق النار على مبنى لجنة الانتخابات، الواقع شمال مدينة الضالع، واحدة من أبرز معاقل المسلحين الانفصاليين في جنوب اليمن. وأطلقت قوات الأمن، المكلفة بحماية المبنى الحكومي، الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين، الذين كانوا يرفعون أعلام دولة ما كان يُعرف بـ»جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»، التي كانت تحكم جنوب اليمن حتى مايو 1990. وقال مصدر صحفي محلي لـ»الاتحاد» إن إطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين من المدنيين وإصابة 30 آخرين، أغلبهم من المتظاهرين، بالرصاص الحي واختناقات بالغاز المسيل للدموع. وأوضح أن القتيلين هما، جياد الشعيبي (20 عاما)، وهو طالب جامعي، والطفل عبدالسلام أحمد علي (12 عاما)، الذي أصيب بطلق ناري، «وهو داخل فندق» محلي، قريب من مبنى لجنة الانتخابات، الذي سبق وأن تعرض لهجمات مسلحة متوالية، هذا الشهر، لم تسفر جميعها عن إصابات بشرية. ولفت إلى أن «توترا أمنيا» ساد المدينة مساء أمس الخميس، مشيرا إلى أن «مسلحين انفصاليين» استحدثوا نقطة عسكرية على مشارف مدينة الضالع، فيما قام آخرون بقطع الطرق الداخلية بالحجارة والإطارات التالفة المحترقة. وتعهدت فصائل في «الحراك الجنوبي» بإفشال الانتخابات الرئاسية، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فيما تعتبر قيادات بارزة في الحراك أن نجاح الانتخابات وما يعبقها من مؤتمر عام للحوار الوطني، «يعد حلاً حقيقياً للقضية الجنوبية»، المتفاقمة منذ سنوات، على خلفية اتهامات لـ»الشماليين» باحتكار السلطة والثروة. وسيخوض نائب الرئيس اليمني الحالي، عبدربه منصور هادي، وهو جنوبي، الانتخابات الرئاسية المبكرة، كمرشح وحيد وتوافقي بين الأطراف الموقعة على اتفاق «المبادرة الخليجية»، في 23 نوفمبر الماضي، بالعاصمة السعودية الرياض. وحدد اتفاق نقل السلطة ولاية هادي الرئاسية بعامين فقط، يتم خلالهما إجراء حوار وطني شامل، وصياغة دستور جديد للبلاد، يقر نظاما سياسيا جديدا لهذا البلد المضطرب، منذ سنوات. إلا أن صحيفة «أخبار اليوم» الأهلية، المقربة من القائد العسكري المنشق، اللواء علي محسن الأحمر، كشفت، أمس الخميس، عن «اتصالات» يجريها نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، وهو آخر رئيس لليمن الجنوبي قبل إعلان الوحدة الوطنية، مع «شخصيات سياسية» و»قيادات عسكرية» محسوبة على «الحراك الجنوبي»، من أجل «البدء بعملية الكفاح المسلح والتصدي بقوة للانتخابات الرئاسية»، التي تعارضها أيضا جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، التي تسيطر على مناطق واسعة شمال البلاد، منذ عام 2004. وقالت الصحيفة إن «قيادات إدارية أمنية وعسكرية تابعة للمؤتمر الشعبي العام»، حزب صالح، وأحد الطرفين الرئيسيين الموقعين على المبادرة الخليجية، «تعمل بتناغم كبير» مع قيادات جنوبية، منها قيادات استقالت من «الحزب الاشتراكي»، في سبيل إجهاض الانتخابات الرئاسية، التي بدأ العد العكسي لها بإطلاق المرشح الرئاسي التوافقي والوحيد، عبدربه منصور هادي، حملته، الثلاثاء، على أمل انتقال البلاد إلى «بر الأمان». لكن صحيفة يمنية أهلية بارزة، ذكرت، أمس الخميس، أن حزب «المؤتمر»، قدم مقترحا باعتماد ثلاثة صناديق اقتراع في كل لجنة انتخابية، يخصص الأول لأنصار «المؤتمر»، والثاني لأتباع «اللقاء المشترك»، الطرف الرئيسي الثاني الموقع على المبادرة الخليجية، فيما يخصص الصندوق الثالث للمستقلين. ونقلت صحيفة «الأولى» اليومية، عن مصدر مطلع على المفاوضات الجارية بين الطرفين، أن هذا المقترح يهدف إلى «ضمان تنفيذ حلفاء التوافق التزاماتهم بحشد الجماهير للانتخابات» الرئاسية، مشيرا إلى أن «المؤتمر» و«المشترك»، اتفقا، مساء الأربعاء، على «تشكيل لجنة حزبية مشتركة لإدارة الحملة الانتخابية» لهادي. وتعهد السفير الأميركي لدى صنعاء، جيرالد فايرستاين، أمس الخميس، بأن واشنطن ستعمل «بقوة» على إنجاح اتفاق «المبادرة الخليجية»، الذي حظي بموجبه الرئيس صالح، بـ»حصانة تامة»، من المقاضاة بأي تهم ارتكبت خلال سنوات حكمه، الممتد منذ يوليو 1978. وقال فايرستاين، في مقابلة مع صحيفة «26 سبتمبر»، الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية:»سنعمل بقوة مع شركائنا سواء في اللجنة العسكرية (المشكلة من القوات الموالية والمناهضة لصالح) أو الحكومة اليمنية على إنجاز هذا الهدف»، في إشارة إلى اتفاق المبادرة الخليجية، دون أن يستبعد مواجهة «صعوبات» يوم الاقتراع. ولفت إلى أن الإدارة الأميركية تتطلع «كثيرا» للعمل مع هادي، وقال:»نعتقد أنه سيأتي بأفكار جيدة لإنجاز مرحلة انتقالية ناجحة خلال العامين القادمين وننوي أن نكون شراكة جيدة معه». وكشف وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، في تصريح صحفي، أمس الخميس، عن زيارات مرتقبة، خلال الأيام والأسابيع القادمة، لمسؤولين في الدول المنظمة والراعية للمبادرة الخليجية، وذلك بهدف «إظهار الدعم المعنوي والمادي لليمن وتأكيد المساندة لجهود القيادة السياسية والحكومة في تنفيذ التزامات كل الأطراف المعنية» بعملية نقل السلطة. كما كشف القربي أيضا عن «مشاورات» تجري حاليا بين صنعاء والرياض ولندن «لعقد اجتماعات تحضيرية لمؤتمر أصدقاء اليمن»، المتوقع تنظيمه أواخر مارس أو مطلع أبريل. يشار إلى أن اليمن، وهو واحد من أفقر بلدان العالم، يعاني من صراعات مسلحة منذ سنوات، إضافة إلى تحديات اقتصادية ، ازدادت تفاقما مع اندلاع موجة الاحتجاجات منتصف يناير 2011.
المصدر: عقيل الحـلالي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©