الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نجاح التيناوي تستعيد فن التصوير الشعبي

نجاح التيناوي تستعيد فن التصوير الشعبي
23 سبتمبر 2007 23:16
تحاول الفنانة نجاح حرب التيناوي في معرضها للوحة الشعبية، الذي يستضيفه المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، استعادة لتجربة جدها أبو صبحي التيناوي، وهو الفنان الأشهر في لوحة التصوير الشعبي في سوريا في منتصف القرن الماضي· وهي وجدها سليلا عائلة احترفت هذا الفن منذ بداية القرن التاسع عشر، والتي كانت ذروة شهرتها مع أبو صبحي التيناوي، وهو الذي ورث هذا الفن عن والده وجده وورّثه في ذات الوقت إلى أولاده وأحفاده· موضوعات تقليدية يأتي معرض نجاح التيناوي الذي يستعيد تجربة جدها أبو صبحي التيناوي محاولة لإعادة إحياء هذا الفن، الذي عانى ويعاني من التهميش والإهمال، رغم أن فيه من الفرادة ما يجعله يشكل مدرسة فنية قائمة بذاتها، ولكن طغيان المنظور الغربي للفن التشكيلي همشها، واعتبر أن لا المعايير ولا البنية الفنية ولا الموضوعات تنطبق عليها· يأتي معرض نجاح مستعيداً موضوعات التصوير الشعبي الآتية من قلب التجربة المحلية السورية ليقول إن لهذا الفن مكانته التي تعبر عن أصالة وتاريخ المنطقة بما تتضمنه لوحاتها من قصص شعبية عن تاريخها وأبطالها كالظاهر بيبرس وعنترة وعبلة والزير سالم وغيرها من الروايات التي كانت تعبر عن نمط تفكير في تلك المرحلة، والتي تتحدث عن قيم مطلقة من الحب والفروسية والإخلاص والثأر وغيرها· كما يعالج التصوير الشعبي الموضوعات الدينية المستوحاة من القرآن وسير الأنبياء والصحابة· بنية اللوحة الشعبية لا تخرج نجاح التيناوي في تجربتها الفنية عن تقاليد اللوحة في التصوير الشعبي، وهي تعلمت هذا الفن على يد جدها أبو صبحي التيناوي فنان التصوير الشعبي الأشهر في سوريا· والتزمت قواعد وأصول الرسم، كما استقرت في تجربة الفنان الشعبي الخارج عن قواعد الفن الأكاديمية الغربية· فلوحاتها تبتعد عن قواعد المنظور بالمعنى الأكاديمي والبنية التشريحية كما عرفهما الفن الغربي، وتغيب عنها الظلال والعمق وتناسب الأبعاد والتلوين يكون بمساحات لونية لا وجود للظلال أو التدرج باللون فيها· وهي تعتمد على البعدين الرئيسيين للوحة الطول والعرض، وبذلك يغيب عن لوحتها العمق الذي يميز اللوحة في المنظور الغربي، مما يعطيها منظوراً تسطيحياً دون أن يخل بأدواتها التعبيرية التقليدية· كما أن النسب في اللوحة غير متكافئة بين طول اليد والجسم، وحجم الرأس والعيون، ولا يتغير تعبير الوجه عند إصابة الفارس بالسيف حتى لو انقسم رأسه· ما يعني أن وحدة اللوحة بالمفهوم التقليدي ليست ضرورة فنية في الصورة الشعبية، التي تملك وحدتها الخاصة، ولا يعيبها ذلك لا من منظور الفنان الذي يرسمها ولا من منظور المتلقي الذي يتذوقها كما هي، فهو لا يحمل الثقافة الفنية الغربية، فهو عاش يشاهدها منذ طفولته معلقة في البيت أو في المقهى أو في المحلات· وكما في اللوحة التقليدية تضيف نجاحا إليها الكثير من تعابير الشرح، والإشارة إلى الأشخاص الذين تمثلهم اللوحة بأسمائهم الشخصية· ظاهرة فنية شكلت لوحة التصوير الشعبي ظاهرة فنية شعبية في منتصف القرن العشرين فيها الكثير من الخصوصية المحلية ذات الطابع الشرقي· وفي الوقت الذي كانت مفاهيم ومنظور الفن الغربي يدخل إلى المنطقة بقوة عبر الموفدين للدراسة إلى الغرب· حافظت لوحة التصوير الشعبي على مكان مناسب لها في المقاهي والبيوت الشامية، وكان لتلك اللوحات التي تصور السير الشعبية ومناسك الحج والبطولات التقليدية جاذبية للسياح الأجانب الذين كانوا الزبائن الرئيسيين للوحات التصوير الشعبي حتى اليوم والتي وجدت مكاناً لها حتى في متحف اللوفر·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©