الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوة إلى خريطة طريق عربية لمواكبة الثورة الرقمية

دعوة إلى خريطة طريق عربية لمواكبة الثورة الرقمية
12 مارس 2010 00:28
اختتمت أمس قمة أبوظبي للإعلام 2010 التي عقد تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونظمتها شركة أبوظبي للإعلام بالتعاون مع العديد من الشركات، وفي اليوم الأخير تم التركيز على التحدي الذي يواجه الإعلان أكثر من الإعلام كمحتوى الذي حاز معظم مناقشات جلسات أول من أمس، فتحدث رؤساء ومديرون تنفيذيون من أكبر الشركات الإعلامية والإعلانية في جلسات حوارية خمس أدارها إعلاميون من مختلف وسائل إعلامية محلية وعالمية، وكان خير ختام للقمة كما أجمع المشاركون ما دعى إليه المشارك في الجلسة الأخيرة، الرئيس التنفيذي لـ “دو” عثمان سلطان، بعدم تفويت العالم العربي الثورة الرقمية كما فوّت سابقاً الثورتين البخارية والصناعية، لافتاً إلى امتلاكنا لأحدث الوسائل التكنولوجية، والتي نستخدمها كمستهلكين لها وليس كمطورين أو منتجين فيها، مطالباً ليس بتقليد ما توصلت إليه كل من الهند والصين، إنما بإعداد خريطة الطريق الخاصة بنا. البداية كانت مع جلسة عن “التكنولوجيا من دون حدود، الإعلام للمسؤولية الاجتماعية” أدارها حسن فتاح رئيس تحرير “ذي ناشيونال”. شارك فيها جوش سيلفيرمان الرئيس التنفيذي لـ “سكايب”، والذي أبدى رغبته في إتاحة الفرصة لإدخال خدمات “سكايب” للاتصال عبر العالم في الإمارات. وتحدث نايف المطوع المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”كارتونز 99” عن تجربته في الكويت مطالباً الحكومات بعدم وضع الحواجز والعقبات أمام الإبداع والعمل في التقنية الحديثة وقد طالب الحكومات العربية بوضع التسهيلات للعمل وليس العقبات، ولفت إلى أنه تم سحب الرخصة منه لفترة فكان سيتوجه إلى الإمارات لنيل رخصة، لكنهم ريثما أعادوا الترخيص لشركته. مروان جمعة وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، قدم مداخلة ملفتة، فهو لاحظ من خلال تجربته الحكومية أن التطور في المجال التكنولوجي في القطاع الخاص يتطور كلما خفت وابتعدت يد الحكومة عنه. ورأى أنه لا بد من التركيز على التعليم للتمكن من دخول المنافسة في العصر الرقمي التي لم تعد منافسة محلية أو حتى إقليمية إنما عالمية. ولفت إلى أن معظم الاستثمارات في الأردن تركز على قطاع العقارات، وهذا هو الحال في معظم الدول العربية، وبالتالي ثمة حاجة لتغيير طريقة التفكير العربية في الاستثمار والتشديد على مجالي التعليم والتقنية. وتحدثت آمرا تارين المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ “أول فويسيز” عن أهمية الربح والذي لا سبيل إليه إلا بجذب أفضل المواهب للعمل في الشركات. كما تحدثت الصحفية والإعلامية إستير دايسون عن ظهور التقنية الرقمية، الموضوع الذي تخصصت في الكتابة عنه وتحليله في عملها. انفتاح الهند وكان لموضوع “انفتاح الهند” جلسة أدارتها مانجيت كريبالاني المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ”غايتواي هاوس”، والتي رأت أنه من المستحيل استثناء الهند في الثورة الرقمية لأنها تشكل سوقا ضخما في العالم. وتحدث أفيك ساكار، مدير مجموعة ABP، والتي تعتبر أكبر شركة إعلامية في الهند، بعد أن بدأ حياته المهنية صحافياً، عن جمود في عدد قراء المطبوعات على أنواعها، من منشورات ومجلات وصحف وسواها، الذي اعتبره تأخراً أمام سوق الشاشة الصغيرة المتزايد نموا والذي يتوجه إليه السوق الإعلاني أكثر فأكثر. راجيش ساوني رئيس “ريليانس” للترفيه، تحدث عن مواكبة الثورة الرقمية بالحلم من دون حدود إنما والعينان مفتوحتان، وهي النصيحة التي تلقاها من مديره لدى بدايته العمل مع الشركة. وتوقع أن يتمكنوا من أن يكونوا أكبر شركة مدمجة لعرض الافلام وقد دخلوا في الثورة الرقمية، معتبراً أن مستقبل الهند الإعلامي هو في صناعة الأفلام. وتناول أوداي شانكار الرئيس التنفيذي لـ “ستار تي في” أن ثمة مجال لعمل الغربيين في الهند على عكس ما يعتقده البعض، وأعطى مثالاً على ذلك من دخول شركته إلى الهند وتوصلت إلى توزيع وابتداع معظم المحطات التلفزيونية فيها فبنوا امبراطورية عالمية فيها. ولفت إلى أن الكثير من الشركات الغربية بقيت طيلة العشر سنوات الماضية انفتاح سوق الصين للتوسع، ولكننا لم ننتظر وتوجهنا إلى الهند ونجحنا. وبعد عرض لتجربة الهند، ناقش موضوع “معضلة العاملين في مجال التسويق”، كل من سمير آرورا رئيس مجلس إدارة “جلام ميديا” ورئيسها التنفيذي، وجيمس هوجن الرئيس التنفيذي لـ”الاتحاد للطيران”، وآلان هورن رئيس مجلس إدارة “وورنير بروزيرس انترتاينمينت” ورئيس عملياتها، وموريس ليفي رئيس مجلس إدارة بابليسيس جروب ورئيسها التنفيذي. سوق الإعلان وأدار الحوار جونا بلوم رئيس تحرير “بريكينج ميديا”، وقد طرح سؤالا حول مدى صحة ركود سوق الإعلان ومدى تفاعله وتواصله مع المستهلك. ورأى سمير أن المعتمد على العلامة التجارية سيكون أداؤه الأسرع في الإعلام الرقمي، مشيراً إلى أن 70 % من منصرفات الإعلام تستثمر في التسويق وثمة 15 إلى 20 % تتم على الصعيد الإعلاني من خلال التواصل غير المباشر مع المستهلك. ورأى أن ثمة علامة تجارية تفرض نفسها ولا تحتاج إلى ترجمة في العالم كله وهي تصل إلى المستهلك عبر المواقع الإعلانية في شبكة الإنترنت التي أثبتت فعاليتها وسجلت دخولاً كبيراً إلى صفحاتها من قبل المستهلكين. جيمس هوجن تحدث عن تجربة تسويق “الاتحاد للطيران” لدى إنشائها، معتبراً أن تقديم الجودة العالية والعالمية في العمل كان له الأثر الكبير في صنع موقع لها في العالم. واعتبر أن بناء علامة تجارية أساسي أساسي في بناء العمل بحد ذاته لخلق الفرق وإيجاد الشعور المميز حيال الاسم. ولفت إلى أنه خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وسعت “الاتحاد للطيران” من عملها وأضافت إلى مساراتها وجهات جديدة على عكس الكثير من شركات الطيران ما دعم مسيرتها. وتحدث آلان هورن عن تجربة “ووارنر براذريرس انترتاينمانت” مع بناء وكالة “هاري بوتر” والأفلام التي أنتجت مدعومة بروايات هاري بوتر و التي خرجت إلى المشاهدين بجودة عالية في صناعة الأفلام. التجربة الصينية وكان للتجربة الصينية جلسة حوارية تحت عنوان “التعلم من الصين”، أدارها مارك كليفورد المدير التنفيذي لمجلس آسيا للأعمال، والذي طرح مسألة مدى ديناميكية السوق الإعلامي في الصين خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة التي شهدت انفتاحاً على السوق العالمي. وكان لافتاً نقاش المشاركين الإعلاميين من الصين الذي أضاء بقوة على مدى تأثير إحكام رقابة الحكومات على المنتج الإعلامي وانغلاق السوق المحلي على المنتوج الإعلامي وعلى المحتوى، كما أثير موضوع القرصنة في الإنترنت وفي الكتب وسواها في الصين. أما يو- ساي كان المؤسسة لشركة إنتاج تحمل اسمها فعادت بالذاكرة لبداية عملها كإعلامية في سوق تلفزيوني صيني هو عبارة عن قناة حكومية واحدة ليس لديها إعلانات لتبثها ولا أموال لتستثمرها، فكانت البداية الصعبة في إعدادها لبرنامج وتقديمه سعت معه إلى البدء بجذب الإعلانات، ومن إعلان واحد تطور السوق الإعلامي والإعلاني حتى وصل إلى انفتاح اليوم بإعلانات كثيرة ومحطات تلفزيونية متعددة. ولم تتوان عن انتقاد الرقابة وتأثيرها السلبي على التطور في المنتج الإعلامي كما الإعلاني منتقدة عدم التعامل بجدية مع القرصنة. ابتكار لا تقليد وتحدث الدكتور كاي فو لي رئيس مجلس إدارة “إينوفايشين ووركس” ورئيسها التنفيذي، عن تجربته الحديثة في إنشاء شركة للابتكار على الرغم من كونه ليس صغيراً في العمر، وذلك لإيمانه بأن ثمة فرصاً كبيرة متاحة في الصين، معتبراً أن المحتوى أو الخدمات المطلوبة عند المستهلك الصيني تختلف عن الأميركي، فحتى لو كان ثمة تشابه بما يشكل نسبة 80 % فإن 20 % من الاختلاف جديرة بالاهتمام، ولفت إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً عن الصين بأنها تقلد وتنسخ في حين أنها حالياً تبتكر وتعمل بجدّ مؤكداً بأن المبتكرين الصينيين هم من سينشئ “جوجل” التالي (محرك البحث الثاني) في شبكة الإنترنت. وتحدث كليف أن جي رئيس مجلس إدارة “شاينا كايبلكوم” ورئيسها التنفيذي، عن صناعة الكابل في الصين وتوسعها، لافتاً إلى البرنامج الذي وضعته الحكومة الصينية للوصول في العام 2015 إلى الاعتماد الكلي على الثورة الرقمية. الجلسة الختامية وختام القمة، كان في جلسة تحت عنوان “نهضة الشرق الأوسط” في قطاع الإعلام وتحديداً مع الثورة الرقمية في العالم، والتي أدارها غابرييل شاهين مسؤول قطاع الإعلام في الشرق الأوسط في “بوز أند كومباني” معتبراً في تقديمها أن الإعلام الرقمي هو ملعب أخضر وحدث ساخن في المنطقة، وهو يعني إعلاماً عالمياً أكثر منه محلياً متسائلاً عن مستقبل الإعلام التلفزيوني في هذا الإطار، وعمّن سيكون الرابح في الإعلام الرقمي؟ وما فرص اللاعبين الدوليين في الشرق الأوسط؟. واعتبر سام برانت رئيس العمليات التنفيذي والمدير العام لـ “إم بي سي” التي بدأت البث من لندن العام 1991 “بعيداً عن تحكم وزارات الإعلام في العالم العربي”، أن الإعلام الرقمي لا يتطلب الحصول على رخص من هذه الوزارات وليس بالوسع التحكم به. ورأى بالنسبة لأبوظبي أن ما ينفق على الدعاية والإعلان أقل خمس مرات مما يجب صرفه، وبالتالي المجال واسع للتطور في هذا المجال. مصارحة المشاهد وأكد كريم سركيس المدير التنفيذي للإذاعة والتلفزيون في شركة أبوظبي للإعلام عدم جدوى إعلان المحطات التلفزيونية مرتبتها بالنسبة للمشاهدة لأن ليس ثمة مقياس لنسبة المشاهدين، لافتاً إلى أن ثمة كثيرين ممّن يقولون إنهم الأوائل في برنامج أو فترة صباحية أو مسائية أو حلقة، ولكن حتى ذلك غير مثبت بدلائل وإثباتات. وأشار إلى أن العديد من المحطات التلفزيونية لم تتمكن من الاستمرار في نجاحها لولا دعم حكومات لها، مؤكدا أن كل عمليات غرف استوديوهات الأخبار في العالم العربي تقوم على أجندة معينة، ولا بد أن نكون صريحين في الحديث عن هذا الأمر. وتحدث يوسف مغربل رئيس “روتانا ديجيتال” مشدداً على أهمية تفهم التقنية الجديدة لأن التلفزيونات تواجه اليوم الكثير من التحديات والتنافس الشديد مع مواقع الإنترنت، وأشار إلى بروز لاعب جديد في قطاع الإعلام والبث القائم على قطاع الاتصالات، مشدداً على توفير البيئة المناسبة للدخول في العصر الرقمي بدل البيئة الهدّامة. وتأمل كثيراً بقطاع الإنتاج الرقمي الجديد القائم على إعطاء الصورة الثلاثية الأبعاد، والذي سيغرق السوق الإعلامي قريباً جداً. وعلّق عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لـ”دو” على مسألة تحديد المواقع في السوق الإعلامي ممازحاً “لست رقم واحد وأقولها حسماً للجدل”، واعتبر أن على عنوان الجلسة أن يكون أثر الإعلام الرقمي على الشرق الأوسط بدلاً من “نهضة الشرق الأوسط”. وعن السوق شبّه العملية بمحتوى وأنابيب توصل المحتوى وهذه الأنابيب تتوسع ويكبر حجمها، وثمة من يسيطر على المستهلكين من مثل مواقع الفيس بوك والتويتير، وليس للعالم العربي دور إلا بأن يكون أنبوب سلعي، ورأى أن هذا “ليس مؤسفاً وحسب وإنما خطير”. وتساءل: “هل سينهض الشرق الأوسط في عصر الثورة الرقمية؟ علينا أن نسأل أنفسنا ماذا بوسعنا أن نفعل كي يكون لدينا في يوم من الأيام عنوان محرك بحث يعود إلى العالم العربي. هل سيفوّت الشرق الأوسط هذه الثورة الرقمية؟ لقد سبق لنا أن فوّتنا الثورة البخارية والثورة الصناعية، لدينا التكنولوجيا الحديثة التي نستهلكها ولكن لا ننتجها وحتى أننا لا نطوّرها.. لا نريد أن ننقل ونقلد الآخرين في تجاربهم.. نريد أن يكون لدينا خريطة طريق عربية لعدم تفويت الثورة الرقمية وكي لا تفوتنا هذه الفرصة”. وتحدث علي الأحمد رئيس الاستراتيجية في «اتصالات» عن الفرق بين الأمس واليوم في العلاقة بين الاتصالات والإعلام، وأشار إلى أنه كان يقول في السابق إن الاتصالات من فينوس وقطاع الإعلام من المريخ، ورأى أن هذا كله تغيّر الآن والحاجة اليوم ليست إلى الإبداع وحسب وإنما إلى الإبداع التجاري. ورأى أن ما يعرض رقمياً هو المأخوذ كما أنتج ليقدم إلى المستهلكين، وعلى العالم العربي أن ينظر في هذا الموضوع لأن عليه مواكبة التحديث الحاصل في شكل المنتج ومضمونه
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©