السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى الحكيـــم

أسماء الله الحسنى الحكيـــم
23 سبتمبر 2007 22:55
الله تعالى حكيم في كل أفعاله وصفاته، فهو ذو الحكمة المطلقة التي بها دبّر الامر وسيّر الكون بنظام دقيق محكم لا تبديل فيه ولا تحويل· تقول الباحثة الاسلامية د· خديجة النبراوي: الحكيم هو ذو الحكمة، والحكمة عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ويقال رجل حكيم أي ذو حكمة في التصرف والقول، وكل ما يصدر عنه محكوم بالعقل والتقدير السليم، وقد تتحقق الحكمة للإنسان بشكل جزئي وبنسبة يسيرة· أما الله تعالى وهو خالق الكون ومدبر أموره ومنظم أحواله فله وحده الحكمة المطلقة، فهو حكيم في كل افعاله وصفاته، وكل ما يصدر عنه موزون بحكمة مطلقة لاحدود لها ولانهاية، وهو بذلك يتفرد عن سواه، فهو حكيم ذو حكمة واسعة ومطلقة، وهو الحكيم الحق، لأنه يعلم أجل الاشياء بأجل العلوم، إذ أجل العلوم هو العلم الأزلي الدائم الذي لا يتصور زواله المطابق للمعلوم مطابقة لا يتطرق اليه خفاء وشبهة، ولا يتصف بذلك الا علم الله تعالى الحكيم، ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويحكمها ويتقن صنعها حكيم، وكمال ذلك ايضاً ليس الا لله تعالى، فهو الحكيم الحق، ومن عرف جميع الاشياء ولم يعرف الله تعالى لا يستحق أن يسمى حكيماً، لانه لا يعرف اجل الاشياء واحكمها، والحكمة أجل العلوم، وجلال العلم بقدر جلال المعلوم، ولا أجل من الله، ومن عرف الله فهو حكيم، وان كان ضعيف الفطنة في سائر العلوم الأخرى· وتضيف د· خديجة: ونسبة حكمة العبد الى حكمة الله تعالى كنسبة معرفته به الى معرفة الله بذاته، وشتان ما بين المعرفتين فشتان ما بين الحكمتين، ولكنه مع بعده عنه فهو من أسمى المعارف واكثرها خيراً، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، إذ إن من عرف الله كان كلامه مخالفاً لكلام غيره، فلا يتعرض للمصالح العاجلة، بل يتعرض لما ينفع في العاقبة، ولما كان ذلك أظهر عند الناس من أحوال الحكيم من معرفته بالله فإن بعض الناس يطلقون اسم الحكمة على الكلمات الكلية، ويقال للناطق بها حكيم، وذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ''رأس الحكمة مخافة الله''، وقوله ايضاً: ''الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني''، وقوله: ''ما قل وكفى خير مما كثر والهى''، و''الصمت حكمة وقليل فاعله''، و''الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله''، فمثل هذه الكلمات وأمثالها تسمى حكمة، وصاحبها يسمى حكيماً، واذا نظرنا الى كلام الله تعالى - القرآن الكريم- نجده هو الحكمة المطلقة، وقائله هو الحكيم المطلق· وتوضح د· خديجة أن حظ العبد من هذا الاسم أن يراعي الحكمة في كل اقواله وأفعاله، وأن يتجنب التهور والمعصية، وعليه أن ينهل من حكمة الله المطلقة وحكمة رسوله وغيره من الانبياء والصالحين والاولياء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©