الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإعمار في العراق.. خطوة للأمام خطوتان للخلف

الإعمار في العراق.. خطوة للأمام خطوتان للخلف
23 سبتمبر 2007 22:34
في وقت تناقش فيه الدول العظمى والجهات المانحة والدول المجاورة للعراق في نيويورك كيفية اعادة اعمار هذا البلد الغارق في العنف، لا يتوقع المقاول العراقي سنان ان تخرج دائرة عمله عن الاطار القائم حاليا والمحصور ببناء الجدران الاسمنتية لاهداف امنية· وقال هذا المقاول في اشارة الى لقاء نيويورك الذي ترعاه الامم المتحدة: ''لن يؤثر علينا في شيء''· واضاف سنان رافضا كشف اسمه الكامل ''نحن لسنا في حاجة الى اموال اضافية، بل الى اناس شرفاء ينفقون المال في مكانه الصحيح''· واوضح ان الحكومة العراقية خصصت اربعة مليارات دولار من ميزانية العام الجاري لإعادة الاعمار وجاء من يقول ان هذا المبلغ قليل وكان لابد من تأمين ضعفه· وأضاف ان العراقيين ''يتساءلون كيف تصرف هذه الاموال ؟ انهم لا يرون اي نتائج، لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات والأموال تتبخر بسبب الفساد''· وقال سنان إنه لا يأمل الحصول على عقد كبير من الحكومة العراقية لأن شركته للمقاولات صغيرة· وتابع ''في الماضي، كانت العقود تعرض في الصحف اليومية من أجل ان يقدم المقاولون العطاءات، لكن المسؤولين باتوا يكتفون اليوم بالاتصال باصدقائهم لتسليمهم العقود''· ونشر الجمعة تقرير اميركي رسمي يتهم الحكومة العراقية بـ ''الفساد''· وذكر التقرير ان الحكومة العراقية جمدت اموالاً مخصصة لمفوضية النزاهة العامة التابعة لمجلس الوزراء والمكلفة مكافحة الفساد، وأن مكتب المالكي تدخل احياناً لإغلاق تحقيقات فتحت بحق سياسيين متحالفين مع الحكومة· وأكد التقرير ان هناك ''عناصر اجرامية داخل وزارة الداخلية تجعل التحقيق في قضايا الفساد عملاً خطيراً جداً على الجميع ''ويبدو'' كأن لا مجال للمساس بهذه العناصر لعلاقاتها السياسية بالحكومة''· وقال سنان إن المقاولين الصغار مثله، يحصلون على عقود صغيرة وخصوصاً لبناء حواجز أسمنية لحماية المقار الحزبية ومنازل المسؤولين والمؤسسات التجارية من هجمات المتمردين· والجدران الاسمنتية عبارة عن قطع اسمنتية يبلغ ارتفاعها ثلاثة امتار وتزن كل منها خمسة اطنان، توضع الواحدة الى جانب الأخرى لتشكيل جدار حماية من التفجيرات· وبسبب الظروف الأمنية المتدهورة في بغداد باتت المصانع التي تنتج هذه الجدران تعمل في شكل متواصل ووصل انتاجها الى نحو 1000 قطعة يومياً، وتعود عليها بأموال طائلة· وبسبب النزاعات الطائفية وتقسيم المناطق بحسب التوزيع الطائفي لسكانها باتت هذه المهنة محفوفة بالمخاطر· ويقول سنان: ''انا من الطائفة السنية ومعمل الكتل الاسمنتية يقع في منطقة شيعية لا استطيع الذهاب اليها خشية تعرضي للخطف''· ويرسل سنان شخصاً بالنيابة عنه لملاحقة الطلبيات، مضيفاً ان ''سعر القطعة الواحدة من الكتل يبلغ 400 دولار''· ويستخدم الجيش الأميركي طريقة جديدة في محاولته حفظ الأمن تقضي باحاطة المناطق الساخنة بجدران اسمنتية· وبدأ ذلك في الأعظمية ثم في العامرية والغزالية والشعلة في شمال غرب العاصمة وكذلك في الدورة جنوب بغداد، فضلاً عن الأسواق المهمة التي قامت السلطات العراقية باحاطتها بجدران مماثلة لتجنب تفجير السيارات المفخخة· من جانبه، يقول المقاول ياسر جدوع وهو في شركة عراقية محلية تعمل مع الجيش الأميركي إن ''الشركات الاجنبية التي جاءت مع القوات الأميركية في بداية الاحتلال كان يفترض ان تقوم باعمال مدنية وخدمية، لكن سرعان ما تحولت شركات عسكرية بسبب تردي الوضع الامني''· واضاف ''باتت تعمل لمصلحة الجيش الاميركي في بناء القواعد ثم بناء قواعد عسكرية للجيش العراقي لانها اعتبرت أن بناء المؤسسة الامنية هو الذي يوفر البيئة المناسبة لإعادة الاعمار''· وتابع ''اعتبر هذا الكلام منطقياً لكن المشكلة ان قيمة المبالغ التي صرفت وحجم القوات التي بنيت لم تكن فاعلة في إعادة الامن''· وقال ايضا ''المراكز التجارية والبنوك والمحاكم وحتى الاسواق تطوق الان بأسوار فضلاً عن المعسكرات ومراكز الشرطة وغيرها''· من جهته، قال علي العطار رئيس لجنة إعادة الإعمار في مجلس محافظة بغداد، إن ''ما نفذ وما يدرس من مشاريع في بغداد يتركز على البنى التحتية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي''· وعن مستوى تنفيذ هذه المشاريع، اوضح ''انها لا تلبي الطموحات ونسعى جاهدين لتلبية حاجة البلد رغم المعوقات الامنية والحجم المحدود للميزانية المقدمة''· وفيما يتعلق بالدعم الدولي المقدم للعراق، اوضح العطار ان ''هذا الدعم لا يلبي حاجة البلد عموماً بالاضافة الى عدم تنفيذ قسم كبير منه''، مضيفاً ''انهم لا ينفذون كل ما يقولون'' في اشارة الى الدول المانحة· واعرب عن امله بدعم اكبر لبلاده قائلاً ''نتمنى ان تفي الدول المانحة بالتزاماتها وتتعاون مع الجهات المسؤولة عن الأعمال وتنفيذها لتضع الحلول المناسبة في المكان المناسب''· ويشارك في اجتماع نيويورك عشرون بلداً على المستوى الوزاري منها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وثماني دول مجاورة للعراق· ويترأسه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي· 600 مليون دولار من إيطاليا لدعم الزراعة في العراق بغداد- د ب أ: أعلن في بغداد إن ايطاليا ستمنح العراق قرضاً ميسراً بمبلغ 600 مليون دولار لدعم المشاريع في القطاع الزراعي· وقال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح في مؤتمر صحفي عقده عقب المباحثات التي جرت أمس مع السفير الإيطالي في بغداد مايرو ميلاني إنه تباحث في آلية إطلاق القرض الإيطالي الميسر للعراق البالغ 600 مليون دولار· وأعرب صالح عن شكر الحكومة العراقية للحكومة الايطالية على رغبتها في منح العراق قرضاً ميسراً، مؤكداً تطور العلاقة بين البلدين بالإضافة إلى انه إشارة للتقدم الاقتصادي المستقبلي الذي يتجه إليه العراق· من جهته قال السفير الايطالي إن القرض سيخصص لدعم المشاريع الصغيرة للعاملين في القطاعين الزراعي والصناعي مبيناً أن المرحلة الاولى من القرض ستنفذ في محافظة ذي قار لتشمل المحافظات الاخرى معرباً عن أمله في أن يسهم القرض في تطوير الاقتصاد ويساعد صغار الفلاحين في زيادة الانتاج· في السياق نفسه، أوضح وزير المالية العراقي باقر الزبيدي أن القرض الايطالي البالغ 600 مليون دولار سيكون ميسراً بفائدة قدرها 2% مع سماح عن الدفع لمدة عشر سنوات ويكون التسديد لمدة 25 عاماً· وأوضح الزبيدي أن توقيع القرض سيكون نهاية الشهر المقبل في ايطاليا وسيتم اطلاقه بعد موافقة مجلس النواب على بنوده التي تهدف إلى دعم العاملين في القطاعين الزراعي والصناعي ودعم المشاريع الصغيرة وشراء الساحبات الزراعية والحاصدات ومضخات الماء وغيرها من الأجهزة الزراعية·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©