الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

128 مليار دولار صفقات استحواذ الشركات من الدول الناشئة

128 مليار دولار صفقات استحواذ الشركات من الدول الناشئة
23 سبتمبر 2007 22:33
لعل الشركات الغربية متعددة الجنسيات هي أول من ارتاد وبدأت عمليات الاندماج العابرة للحدود· إلا أن الفصل الأخير في هذا الجانب من العولمة ستكتبه فيما يبدو سلالة جديدة من مبرمي الصفقات العالمية من أماكن مثل روسيا والصين والبرازيل بالإضافة الى منطقة الشرق الأوسط ولديها شهية مفتوحة للتملك والاستحواذ في العالم الصناعي المتقدم· ووفقاً لمكتب ديل لوجيك للبحوث فإن الشركات في الدول الناشئة تمكنت من إنجاز صفقات بقيمة 14 مليار دولار في الدول المتقدمة في عام ·2003 وحتى هذا الوقت من هذا العام فإن قيمة مثل هذه الصفقات قد تضاعفت الى ما يقارب مستوى 128 مليار دولار مقارنة بمبلغ 130 مليار دولار الذي أنفقته الشركات في الدول المتقدمة في عمليات الاستحواذ في الاتجاه المعاكس· ومؤخراً أقدم صندوق استثماري في قطر على شراء حصة في كبرى سلاسل المتاجر البريطانية سنسبري بي إل سي، بينما عمدت شركة برازيلية الى اقتناص شركة امكو المحدودة الكندية العملاقة في تعدين النيكل، بينما نجحت مؤسسة ايسر في تايوان في الاستحواذ على شركة جيت واي الأميركية المصنعة لأجهزة الكمبيوتر· وكما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً فإن هذه الصفقات تدشن مرحلة من التغير الجوهري بعد سنوات قليلة مضت عندما كانت جميع الاستثمارات تتدفق تقريباً من العالم الصناعي المتقدم وباتجاه العالم النامي· أما هذا العام فربما بات في طريقه لأن يصبح الأول من نوعه على الإطلاق الذي تنفق فيه الشركات والاستثمارات التي تتخذ من الدول الناشئة مقراً لها أموالاً أكثر كمية في عمليات الاندماج والاستحواذ في العالم المتقدم من تلك التي يتم إنفاقها في المسار العكسي· وهذا الاتجاه الذي أصبح من المتوقع له أن يمضي الى استمرار وتسارع وبخاصة في أعقاب الاضطرابات العنيفة التي تشهدها أسواق الائتمان العالمية والتي أدت الى كبح جماح هجمات الاستحواذ المسعورة التي ظلت تشنها الشركات وصناديق الاستثمار الغربية والمتعددة الجنسيات طوال فترة السنوات الثلاث الماضية· وبالطبع فإن معظم وغالبية الصفقات العابرة للحدود سوف تستمر في أن تتخذ مواقعها ما بين الشركات الموجودة في العالم الصناعي الغربي· إلا أن العديد من الشركات في العالم النامي أصبح بإمكانها الدخول الى بحيرات هائلة من رؤوس الأموال وبتكلفة أقل نسبياً في أسواق القروض في دولها الأم، الأمر الذي يعني استطاعتها تنشيط وتعزيز قدراتها الشرائية· وكما يقول جوزيف كونيلان كبير محللي استراتيجيات السوق في بانك أو أميركا لإدارة رؤوس الأموال ''يبدو أن الصيادين التقليديين للصفقات أصبحوا الآن يفتقدون للأموال، لذا فقد بات يتعين عليهم الاكتفاء بالنظر من فوق أكتافهم الى أولئك الأشخاص الجدد الذين يتقدمون بخطوات واثقة نحو منصة المسرح''· ويعتقد كوينلان بأنه وبنهاية هذا العام فإن التوازن ولأول مرة في التاريخ سوف يميل ناحية الاتجاه المعاكس· وأكثر ما يقف بقوة خلف هذه الطفرة المفاجئة ما أصبح يدعى بصناديق الثروة السيادية وبحيرات هائلة من الأموال التي اكتسبتها وتديرها الحكومات في هذه الدول النامية· وبعد أن فاضت بها الأموال النفطية فإن الأذرع الاستثمارية لدول الخليج مجتمعة تستلقي على مبالغ يقدر حجمها بنحو 1,5 تريليون دولار· وهذه الأموال أصبحت تشق طريقها الآن وهي كنوع من استثماراتها في المزيد من الأصول والموجودات في وراء البحار· وعلى سبيل المثال فإن الصفقة الأخيرة لشراء سانسبري البريطانية قد نفذتها شركة دلتا المحدودة التابعة لشركة دلتا للعقارات التجارية وهي عبارة عن صندوق استثماري أنشأته الهيئة القطرية للاستثمارات وهذا الطقم الجديد من المشترين يستهدف ضمن ما يستهدف صناعات الطاقة والتعدين والصناعات الأساسية الأخرى مثل الفولاذ وأجزاء السيارات التي اكتسبت قوة وترسيخاً كافياً في العالم المتقدم والتي تتلقى منتجاتها طلباً متعاظماً من دولها في منطقة الشرق الأوسط وفي بعض الحالات ترغب هذه الدول المشترية لهذه الكيانات في أن تحقق السيطرة على الموارد الطبيعية النادرة التي تتملكها الشركات الغربية· أي باختصار وبكلمات أخرى فإن هذه الدول ترغب بشدة في الاستحواذ على العمالة الماهرة والدخول الى التكنولوجيا الغربية من أوسع أبوابها، بل ان معظم هؤلاء المشترين يدفعون مبالغ عزيزة وكبيرة القيمة من أجل السيطرة على الكيانات الجديدة على أمل استرداد هذه الأموال في أسرع فرصة ممكنة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©