استيراد المتسولين

لم يعد التسول ظاهرة وحسب بل مهنة وحرفة يزاولها البعض من الناس، ومع بدء شهر رمضان المبارك تزداد الظاهرة مع شدة ممارسة هذه المهنة، وبخاصة في المناطق التي تعتمد على وجود الفلل والمنازل الشعبية· ويتبع هؤلاء المتسولون أساليب مختلفة وغريبة لجلب العطف ولفت الانتباه للحصول على مساعدات، وأغلبهم يستغل الإعاقات والتشوهات الجسدية، فهناك عصابات تقوم بتصدير هؤلاء إلى دولنا العربية (وخاصة الإمارات لمعرفتهم أنها بلد خير وتساعد كل المحتاجين) حيث تستغل إعاقتهم وتقوم بتأمين تذاكر السفر والسكن وحتى وسائل النقل والمواصلات· وهذه الظاهرة مزعجة للمواطنين والمقيمين لما يشكله هؤلاء المتسولون، رجالاً ونساء وأطفالاً وكباراً، من صورة سيئة عن الدولة لدى أولئك الذين لا يعرفون أن الغالبية العظمى من هؤلاء المتسولين والمتسولات ليسوا من جنسية هذا البلد (لأنهم يلبسون العباءة أو الكندورة) وهم من بين الذين يقيمون إقامة غير نظامية أو أولئك الذين تسربوا إلينا بطريقة أو بأخرى· كما أن بعض المتسولين والمتسولات يستغلون بعض الكوارث والحروب التي تحدث في بعض البلدان لاستجداء عطف المحسنين· إذ دأبت الفتيات العربيات كل عام في رمضان على طرق الأبواب والزعم بأن والدها وشقيقها وكل أسرتها قد قتلوا في الحرب التي تدور في إحدى البلدان وأنه لم يبق لها أحد إلا والدتها الطاعنة في السن، وهي مريضة وتحتاج إلى علاج·· وتتنوع صور التسول كل عام، لذا نتمنى وقفة جدية لهذا الموضوع·· وإيجاد فرقة خاصة لمكافحة التسول وتدعيم المكتب بكوادر أمنية متخصصة للقضاء على هذه الظاهرة بكل أشكالها·· خاصة في شهر رمضان الكريم· فاطمة الهرمودي