الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بلدية دبي: مياه الآبار الجوفية في الدولة غير صالحة للاستخدام

18 ابريل 2009 01:38
أكد محمد أبو كف أخصائي البيئة والصحة العامة في بلدية دبي أن مياه الآبار الجوفية في الدولة ''غير صالحة للاستخدام''، عقب تغيير نوعية هذه المياه وازدياد نسبة الملوحة فيها جراء عمليات استنزاف الآبار وقلة مصادر التغذية• وقال أبو كف إن المخزون الجوفي للمياه في المنطقة محدود، كما أن تجدده يتم ببطء شديد جداً نتيجة عملية الاستنزاف وقلة مصادر التغذية، علماً أن المياه الجوفية تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في الامارات، حيث اعتمد عليها السكان على مدى عقود من الزمن كمصدر رئيسي للشرب ولاحتياجاتهم المنزلية والصناعية والزراعية• ودفع استنزاف المياه الجوفية بالمسؤولين في الدولة إلى التوجه نحو تحلية مياه البحر لغايات الشرب للتوقف عن استخدام المياه الجوفية، إلا أن هذا الاستخدام بقي قائماً في المناطق الريفية لغايات الزراعة، فأدى ذلك إلى استنزاف مخزون تلك المياه سواء بإحداث التصحر الجوفي أو بارتفاع تركيز العناصر الكيماوية الذائبة فيها أو ما يسمى بالتملح، بحسب أبوكف• وأشار إلى أن الدراسات التي أجريت على بعض الآبار الجوفية في دولة الامارات بينّت ارتفاع نسبة الأملاح الذائبة في المياه الجوفية بشكل عام، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الطبقة المائية• وأضاف أنه لمعالجة هذا الوضع تم توفير مياه الصرف الصحي المعالجة لاستخدامات الزراعة والتوقف عن استخدام المياه الجوفية• وسوف تساهم هذه العملية في تحسين نوعية المياه الجوفية على المدى البعيد، موضحا أن بلدية دبي وضعت خطة لتغذية المياه الجوفية بإنشاء بحيرات تغذية من خلال تجميع مياه الامطار ومياه الصرف الصحي المعالجة فيها بدلاً من صرفها الى البحر• وحول التلوث المائي، قال محمد أبو كف ان المجتمعات التي تشحّ فيها المياه غالباً ما يتدنى فيها المستوى الصحي وتنتشر فيها الأمراض، لافتا الى ان العلاقة بين المياه وصحة الانسان تتمثل في نقلها لبعض الأمراض المعدية أو إحداث أضرار صحية ناتجة عن زيادة او نقص في بعض العناصر الكيماوية، او نتيجة وجود ملوثات كيماوية• وتعمل المياه من خلال تلوثها بجراثيم ممرضة على نقل بعض الأمراض التي تنتقل عبر شرب المياه الملوثة مثل الكوليرا، والتيفوئيد، والديسونتيريا، وامراض الاسهالات، والتهاب الكبد الفايروسي، والجارديا، والاسكارس، وشلل الأطفال• وأضاف أن استخدام المبيدات الحشرية بشكل واسع في الزراعة، واستخدامها ايضاً في مكافحة حشرات الصحة العامة ومبيدات الأعشاب والطحالب ومبيدات الهلاميات، يؤدي إلى تسربها مع مياه الأمطار إلى المياه الجوفية وانجرافها الى المياه السطحية، مما يؤدي الى تركيزها في مياه الشرب والأحياء المائية التي يأكلها الانسان، وبالتالي تراكمها في جسمه لتسبب الأمراض السرطانية على المدى الطويل• مصادر تلوث المياه ويرى أبو كف أن مصادر تلوث المياه متنوعة، وهي تبدأ بتلوث مياه الأمطار خصوصاً في المناطق الصناعية لأنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة في الهواء ومنها اكسيد النيتروجين والكبريت• ولفت إلى أن تلوث مياه الأمطار ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع، ويؤثر التلوث أيضاً على مياه الصرف الصحي عبر انتقال الصابون والمنظفات الصناعية وبعض انواع البكتيريا والميكروبات الضارة• وعندما تنتقل مياه المجاري الى الأنهار والبحيرات فأنها تؤدي الى تلوثها هي الأخرى، كما ان تسربها الى باطن الأرض يؤدي الى تلوث المياه الجوفية• وتساهم المبيدات الحشرية ايضاً في تلويث المياه بشكل خطير حين ينساب بعضها مع مياه الصرف، كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش، وقال أبو كف إن ذلك يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات• وأشار إلى أن تسرب البترول الى البحار والمحيطات يعد ايضاً من أبرز أسباب تلوث المياه، خصوصاً بعد حوادث غرق الناقلات التي تتكرر سنويا• من جهة ثانية، أعلن ستان بايلي رئيس المنظمة العالمية لسلامة الأغذية أنه على الحكومات ومتخذي القرار في العالم التنبّه الى تأمين سلامة المياه في بلدان العالم المتقدمة والنامية قبل الانشغال بسلامة الأغذية والأمن الغذائي، نظراً لخطورة تلوثها على حياة الانسان• وقال ستانلي لـ''اتحاد'' ان الأمراض التي تسببها المياه تشكل حوالي 4,1 في المئة من مجمل الأمراض التي تصيب الانسان في العالم، لافتا الى ان تلوث المياه يؤدي الى 1,8 مليون حالة وفاة سنوياً
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©