كوشنير يطمئن إيران.. والبرادعي يطالب بفرصة للسلام

سعى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير جاهدا للتملص من تصريحه بأن الدول الغربية ينبغي أن تستعد لاحتمال شن حرب على إيران إذا واصلت تطوير برنامجها النووي، مؤكدا لدعاة سلام في واشنطن أنه ''لا حرب يا أغبياء''، فيما اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن ايران لا تمثل ''تهديدا أكيدا وفوريا للعالم'' وحذر مسؤول إيراني فرنسا من ''الانسياق وراء الخطط الاميركية'' ضد بلاده· وذكرت شبكة ''إيريب'' التلفزيونية الإيرانية أن كوشنير أجرى مكالمة هاتفية مع أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس لتوضيح تصريحاته، قائلاً إنه أسف لتفسير وسائل الاعلام لها على أنها دعوة لشن حرب على إيران وموضحا أنه قال إنه ''كان يعني تبني أساليب لتجنب الحرب''· ونقلت عن كوشنير تأكيده رغبته في زيارة إيران لإزالة سوء التفاهم واقتراحه أن يزور البرادعي طهران للكشف عن كل نقاط الغموض المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني· وفي المقابل قال له لاريجاني إن إيران لم ترض عما قيل في الصحف على لسانه· وقاطع ناشطون مناهضون للحرب كلمة ألقاها كوشنير في ''مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية'' بواشنطن الليلة قبل وهم يرددون ''لا للحرب على ايران! لا للحرب على ايران!''، فقدم لهم إجابة واضحة بما فيه الكفاية: ''أنا موافق، لاحرب يا أغبياء''· ورفعت امرأتان لافتة كتب عليها ''بوش + كوشنير = حرب بلا حدود'' و''كوشنير مولع بالحرب''· وتمكن احد مرافقي كوشنير من اللحاق بامرأتين اخريين كانت الشرطة تعمل على اخراجهما من القاعة وطلب منهما كوشنير البقاء في ظل تصفيق حاد· وبعد الخطاب، قال كوشنير ''لقد وجدتهما محببتن وانهما لطيفتين، مع ذلك اخطأتا لأنهما كانتا تعتقدان اني مع الحرب''· واوضح بعد نقاش مع السيدتين اللتين بقيتا في القاعدة ''بعد عودتهما تحدثنا واصبحنا اصدقاء وسوف نلتقي مجددا''· من جانبه دعا عضو مجلس الخبراء في إيران أحمد خاتمي فرنسا إلى ''عدم اتباع السياسات العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران''· وقال خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران أمس ''يجب أن تتوخى فرنسا الحذر لأن الحبل الاميركي يتآكل والإمساك بهذا الحبل سيؤدي إلى سقوط مدو''· وأضاف ''يجب أن تتعلم فرنسا من التجارب الفاشلة للحكومة البريطانية التي اتبعت الولايات المتحدة في غزو العراق وفي النهاية أطيح بها على يد شعبها''· وفي فيينا، قال البرادعي في مقابلة مع تلفزيون ''راي'' الايطالي ''ان ايران لا تشكل تهديدا اكيدا وفوريا للمجموعة الدولية وينبغي إعطاء فرصة للسلام''· ووتابع ''إن ايران لم تكشف تماما بعد عن كافة جوانب برنامجها النووي، لكننا لم نجد حتى اليوم أي مادة مشعة مخفية أو مواقع للانتاج تحت الأرض''· وأضاف ''لقد اتفقنا مع طهران على جدول زمني لعمليات التفتيش المتعلقة بطبيعة المشاريع النووية الايرانية وإذا لم نتوصل الى نتائج مرضية في غضون شهرين او ثلاثة اشهر، حينذاك فقط نستطيع استخلاص نتائج سلبية''· وقبل اجتماع مسؤولي الدول الخمس الكبرى وألمانيا في واشنطن أمس لمناقشة استصدار قرار ثالث من مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات على إيران، قال المندوب الأميركي في المجلس زلماي خليل زاد إن الولايات المتحدة تتوقع ان يفرض المجلس العقوبات جديدة في غضون بضعة أسابيع، رغم اعتراضات روسيا والصين·