الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق.. الأبرز في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة

العراق.. الأبرز في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة
22 سبتمبر 2007 00:24
بحلول الصيف المقبل وقبل أقل من أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية -التي ستجرى في شهر نوفمبر من نفس السنة- سيكون عدد الجنود الأميركيين الذين يقاتلون في العراق، هو ذاته عندما اكتسح الحزب الديمقراطي الكونجرس في انتخابات نوفمبر ·2006 والواضح أن تلك كانت أبرز حقيقة سياسية تكشفت عنها جلسات الاستماع التي نظمها الكونجرس في الأسبوع الماضي، واستضافت قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ''ديفيد بيتراوس''· فقد أعلن الجنرال أنه من الفترة الممتدة من الآن وحتى أواسط شهر يوليو القادم -على الأقل- يتوقع أن يحافظ على نفس عدد القوات الأميركية في العراق التي كانت منتشرة في خريف ،2006 أي حوالي 140 ألف جندي· ومن جهته أقر الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' استراتيجية البقاء في العراق خلال خطابه الذي وجَّهه إلى الأميركين الخميس الماضي؛ وتضمن تلك الخطط حضوراً شبه كاسح للموضوع العراقي في الحملتين الانتخابيتين من أجل الرئاسة والكونجرس، كما تضمن حدوث انقسامات وشروخ في صفوف الحزبين الرئيسيين في انتخابات 2008 تماماً كما حصل خلال 2004 و·2006 يؤكد هذا الطرح ''جريجوري جريج'' -مدير سابق للسياسات والتخطيط بوزارة الخارجية الأميركية ومستشار حالي للمرشح الديمقراطي ''براك أوباما''- قائلاً: ''إن ما تشير إليه خطط بوش وبيتراوس، هو أن العراق سيحتل مكانة مركزية في الانتخابات المقبلة مثلما يحتلها اليوم''، مضيفاً: ''إذا حافظت القوات الأميركية على عددها الحالي والمقدر بـ130 ألف جندي، سيستمر سقوط الضحايا وسيتصاعد الإحساس بالغموض تجاه المستقبل، لذا سينفرد العراق بالنقاش العام على حساب القضايا الأخرى''· ويبدو أن السيناريو الذي طرحه الجنرال ''بيتراوس'' في جلسات الاستماع أمام الكونجرس يخلق بعض الصعوبات بالنسبة للحزب الديمقراطي، إذ سيتعمق إحباط النشطاء المناهضين للحرب إزاء قادة الحزب الديمقراطي، وهو ما قد يجبر ''الديمقراطيين'' على اتخاذ مواقف تبعدهم عن الناخبين المستائين، فهم غير مستعدين بعد للتخلي نهائياً عن العراق· تبقى شهادة الجنرال ''بيتراوس'' التي أدلى بها أمام الكونجرس أكثر وقعاً من الناحية السياسية على الحزب الجمهوري، بما تضع أمام الحزب من محاذير وخيارات صعبة، ذلك أن مرشحيه للانتخابات الرئاسية والكونجرس يواجهون خياراتٍ عصيبةً، سواء اختاروا الوقوف إلى جانب بوش أو الابتعاد عن مواقفه، خاصة بعد أن قاد الإحباط الشعبي إلى وصول الديمقراطيين إلى الكونجرس وحصولهم على الأغلبية في مجلسيه· لقد منحت مواقف ''بوش'' و''بيتراوس'' الديمقراطيين فرصة لتجديد دعوتهم إلى ضرورة إزاحة ''الجمهوريين'' في الانتخابات المقبلة باعتباره الحل الوحيد لإعادة القوات الأميركية إلى أرض الوطن· وفي هذا الإطار صرح النائب الديمقراطي ''توم آلان'' قائلاً: ''لقد بات واضحاً أن هذا الرئيس لن يغير المسار في العراق إلا إذا أرغم على ذلك''· بالرجوع إلى الانتخابات التشريعية للعام 2006 التي كانت نتائجها كارثية بالنسبة ''للجمهوريين''، فإنه لم يتوقع الكثير منهم أنه بعد مرور عامين على تلك الانتخابات سيواجهون انتخابات 2008 بنفس عدد القوات في العراق وبنفس المسؤوليات التي لم تتغير· ويوضح هذه المشكلة التي تواجه ''الجمهوريين'' مستشار السيناتور ''لامار ألكسندر'' الاستراتيجي المخضرم ''توم إنجرام'' قائلاً: ''لقد كان يحدونا الأمل بألا يكون وضعنا على ما هو عليه اليوم، ولم نتوقع بقاء الأمور على حالها بعد عامين من هزيمتنا في الانتخابات السابقة''· ومع أن ''الجمهوريين'' يبدون تخوفاً حقيقياً من استمرار انتشار القوات الأميركية في العراق بحجمها الحالي وتأثير ذلك على حظوظ الحزب الجمهوري في انتخابات عام ·2008 ولكن المتفائلين من الجمهوريين يشيرون إلى عاملين اثنين قد يقلصان من الاستياء العام إزاءهم، أولهما: أن القوات الأميركية سينخفض عددها حتى ولو بقيت في حدود ما قبل خطة الزيادة مع احتمال إقدام إدارة بوش على سحب المزيد من القوات، لاسيما أنها تركت المجال مفتوحاً لذلك دون أن تخوض في التفاصيل؛ فقد أعلن كل من الرئيس بوش والجنرال ''بيتراوس'' أنهما سينظران في سحب المزيد من القوات الأميركية بحلول شهر مارس المقبل· أما العامل الثاني: فهو احتمال تحسن الأوضاع في العراق، وهو ما يذهب إليه ''بيت فينر'' -مدير البيت الأبيض للمبادرات الاستراتيجية- معتبراً أنه في حال استقرار الوضع الأمني في العراق فإن الحزب الجمهوري سيكون أول المستفيدين· غير أن بعض الجمهوريين يعبرون عن ارتيابهم في أن يقود تحقيق مكاسب أمنية إلى تغيير نظرة الناخبين اتجاههم، لاسيما أن الوضع في العراق يتطلب أكثر من مجرد المكاسب الأمنية، بل يستدعي تحقيق المصالحة السياسية بين الأطراف العراقية المختلفة· ولعل ذلك ما يفسر لماذا أبدى عدد من المسؤولين ''الجمهوريين'' تحديهم الواضح للطريق التي اختارها بوش و''بيتراوس''، وأفضل من عبر عن ذلك هو ''جلين بولجر''، المتخصص في إجراء استطلاعات للرأي لحساب الحزب الجمهوري قائلاً: ''لقد كان الأسبوع الماضي جيداً بالنسبة للإدارة، لكن الأمور الأساسية بقيت على حالها، وهي أن عدداً كبيراً من الناخبين، لاسيما المستقلين، مازالوا غير مقتنعين بوجود القوات الأميركية في العراق واستمرار سقوطهم في الحرب''· كاتب ومحلل سياسي أميري مختص في القضايا الداخلية الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©