مسؤول في الأكثرية لـ الاتحاد: لبنان يقاطع قمة دمشق

كشف مسؤول بارز في فريق الاكثرية البرلمانية اللبنانية ان الحكومة حسمت أمرها وقررت مقاطعة القمة العربية المقرر عقدها في دمشق السبت المقبل· وقال لـ ''الاتحاد'' إن أسباب المقاطعة بمثابة احتجاج على عدم حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية، فيما اعتبر مصدر في المعارضة أن قرار الحكومة جاء نتيجة مشاورات أجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع العاصمتين المصرية والسعودية· وأجرى السنيورة امس اتصالات بكل من وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح السالم ووزير خارجية الأردن صلاح الدين البشير، وبحث معهما أوضاع لبنان والمنطقة وما يتعلق بشؤون القمة، في وقت التزم رئيس البرلمان نبيه بري الصمت ولم يعلق على قرار مقاطعة القمة· وشن فريق الاكثرية هجوماً عنيفاً على مبادرة بري الاخيرة الداعية لاستئناف طاولة الحوار اللبناني خلال الشهر المقبل· واعتبر وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية حتى 2 ابريل يعني أن بري لا ينتظر شيئاً ايجابياً من القمة، وهذا مؤشر سلبي عكس ما أوحى به عبر رسالته التطمينية هو وأمين عام ''حزب الله'' حسن نصرالله على الصعيد الداخلي· ورأى فتفت ان دعوة بري للحوار جاءت قبل ايام من قمة دمشق وكأنها رسالة سورية لتهدئة الاجواء قبل القمة، وشدد على اهمية ايصال الصوت اللبناني الى الملوك والرؤساء، مشيراً الى انه ربما يكون هناك مطلب بعقد قمة او على الاقل مجلس وزراء مخصص للعلاقات اللبنانية السورية التي اصبحت القضية العربية الاولى· ورأى وزير التنمية الادارية جان اوجاسبيان في دعوة بري للحوار نوعا من المماطلة والتسويف وقال ''المطلوب هو فتح البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية واعادة احياء المؤسسات الدستورية التي يتم داخلها الحوار''· واعتبر ان الغياب عن القمة العربية أبلغ رسالة بأن الوضع غير طبيعي· واعتبر النائب بطرس حرب (الاكثرية) أن المبادرة العربية من اجل لبنان فشلت وما على القمة الا ان تستخلص العبر من هذا الفشل· وقال لوكالة فرانس برس ''ان قمة دمشق ستلمس لمس اليد ان المبادرة العربية لحل الازمة في لبنان قد فشلت''، الا انه اكد بالمقابل ان الدول العربية لا تستطيع ان تتخلى عن لبنان لان انفجار الوضع فيه قد ينعكس سلبا على هذه الدول، لذلك ستحرص على الاعلان بأنها لا تزال ماضية في السعي الى حل''· واستبعد النائب وائل ابو فاعور (الاكثرية) ان تتمكن قمة دمشق من تحقيق أي تقدم باتجاه حل الازمة محملا دمشق كامل مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس في لبنان· وقال ''إن رهان النظام السوري هو على ايران، وقد أدار ظهره للعرب ولا أتوقع ان يقدم أي جديد لا على مستوى حل الأزمة اللبنانية ولا على مستوى حل علاقته المتأزمة بالدول العربية خلال القمة''· كما توقع مزيدا من التعقيدات على مستوى علاقة النظام السوري بالشرعية العربية، معتبرا أن السلطات السورية لن تسهل أي شيء لأن مطلبها الوحيد هو إلغاء المحكمة الخاصة باغتيال الحريري والعودة الى لبنان''· وأضاف ''ما نريده من العرب هو موقف حاسم من مسألة انتزاع اعتراف صريح وفعلي من النظام السوري باستقلال لبنان، وألا يسمحوا للنظام السوري بإقحامهم بملهاة الارقام داخل الحكومة، لأن ذلك ليس لب المشكلة والمشكلة الحقيقية هي في اعترافه باستقلال لبنان عبر ترسيم الحدود وتبادل التمثيل الدبلوماسي''· وفي المقابل، اعتبر ''حزب الله'' على لسان مسؤوله في الجنوب نبيل قاووق ان فريق السلطة سيكون اضعف واعجز مما هو عليه بعد قمة دمشق، مشيراً الى انه راهن على المقاطعة العربية من اجل الضغط على سوريا· وتوقع ان تظهر التناقضات الى العلن داخل قوى السلطة حول قانون الانتخاب وحول أي خطوة تصعيدية يمكن أن يقدم عليها وسينكشف دوره الذي يتلاقى مع الاهداف الاسرائيلية وعندها لا يبقى أي قناع وسيكون هناك الكثير من المتغيرات الداخلية والتحولات في المواقف لدى مواقع وشخصيات سياسية في لبنان· وقال النائب عن ''حزب الله'' (معارضة) حسن حب الله حول توقعاته بما قد تخرج به القمة ''آمل أن تكون القمة فرصة لاعادة اللحمة العربية وحل أزمة لبنان، لكن الامل لا يتحول بالضرورة الى واقع''· ودعا القمة الى تفعيل المبادرة العربية للحل في لبنان خاصة البند الثاني منها الذي يدعو الى حل لا غالب ولا مغلوب بين الاكثرية والمعارضة· كما دعا العرب الى ان يكونوا واضحين وجريئين في شرحهم للمبادرة العربية، وان يمارسوا الضغوط على من يحاول افشال المبادرة العربية وقيام حكومة وحدة وطنية· وشدد عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب فريد الخازن بدوره على ان القمة العربية اجتماع مهم لكنه يعكس بمضامينه الوضع العربي على حقيقته· وتوقع ان تسفر القمة عن دعم واعادة تفويض للامين العام للجامعة عمرو موسى بمتابعة مهمة تنفيذ المبادرة العربية لتحقيق اتفاق سياسي، مشيراً الى انه رغم المراوحة في الأزمة والصعوبات حصل تقدم في جدول اعمال انهاء الازمة والتسوية السياسي· وتخوف النائب ابراهيم كنعان من التيار الوطني الحر المعارض بقيادة النائب ميشال عون من انعكاس أي توافق عربي داخل القمة سلبا على الوضع في لبنان· وقال ''ان تجاهل المساعي لإيجاد حل داخلي لبناني باعتبار ان الجو العربي الاقليمي هو الذي سيحمل الحل، هو خطأ تاريخي'' مضيفا ان التوافق العربي والاقليمي والدولي بشأن لبنان عند اقرار اتفاق الطائف عام 1990 كرس وصاية سورية لمدة 15 عاما· ودعا العرب خلال القمة الى تجنب ان يكونوا طرفا في النزاع اللبناني· ورأى أن التجربة السابقة للقمم العربية لا تتيح الكثير من الأمل بحصول اختراق نحو الحل في لبنان·