السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصلاة برهان.. أمام الديان

الصلاة برهان.. أمام الديان
21 سبتمبر 2007 22:03
الصلاة تجعل المسلم يرث إرثا عظيما فى الجنة، كما أنها تهذب الأخلاق لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي التي تعطي المسلمين الصورة الحسنة، فهي توضح تماسكهم ونظامهم ونظافتهم، وهي حق من الحقوق، إذا أداها العبد وأحسن ما فيها من الواجبات· الرسول عند خروجه من الدنيا وهو في النزع الأخير· قال ''الصلاة الصلاة'' كانت سببا له في دخول الجنات، وهي الفريضة الوحيدة التي لم تفرض بوحي وإنما كانت مباشرة من الله إلى رسوله، وهي هدية الجواد لرسوله في الإسراء والمعراج، فأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فهي ركن من أركان الإسلام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- ''بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً''· نعيم الجنة فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد قال الإمام العلائي في تفسيره لسورة العنكبوت ''الصلاة عرس الموحدين، فإنه يجتمع فيها ألوان العبادات، كما أن العرس يجتمع فيه ألوان الطعامات، فإذا صلى العبد ركعتين يقول الله عز وجل عبدي مع ضعفك أتيتني بألوان العبادات قياماً وركوعاً وسجوداً وقراءة وتهليلاً وتحميداً وتكبيراً وسلاماً، فأنا مع جلالي لا يجمل مني أن أمنعك جنة فيها ألوان النعيم، أوجبت لك الجنة نعيمها كما عبدتني بألوان العبادة، وأكرمك برؤيتي كما عرفتني بالوحدانية، فإني لطيف أقبل عذرك، وأقبل منك الخير برحمتي، فإني أجد من أعذبه من الكفار، وأنت لا تجد إلهاً غيري يغفر سيئاتك، عبدي لك بكل ركعة قصر في الجنة، وحوراء، وبكل سجدة نظرة إلى وجهي· والصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وقد أخرج الترمذي والنسائي ''أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن نقصت فقد خاب وخسر'' ·الصلاة هي نور للعبد في الدنيا والآخرة، وهي برهان له على أنه كان يعبد الله وهي منجاته يوم القيامة، وفي ذلك أخرج الإمام أحمد في مسنده قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ''خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف'' قال بعض العلماء رحمهم الله، وإنما يحشر تارك الصلاة يوم القيامة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون وإن اشتغل بوزارته حشر مع هامان وإن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف، بل إن الصلاة أفضل الأعمال عند الله إذا كانت في وقتها· الصلاة لوقتها وانظر إلى ما أخرجه البيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى في الإسلام قال: ''الصلاة لوقتها'' ومن ترك الصلاة فلا دين له، والصلاة عماد الدين، سبحانك يارب لهذه الدرجة تصل أهمية الصلاة، نعم ولم لا، والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم ''إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر··'' (العنكبوت-45) وما دامت الصلاة كذلك فهي لخير الفرد والمجتمع والأمة كلها، ويسبق الصلاة الوضوء الذي قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أخرج البزار بإسناد حسن عن عثمان بن عفان ''لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر''، وروى الطبراني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ''ما من مسلم يمضمض فاه إلا غفر الله له كل خطيئة أصابها بلسانه، ذلك اليوم ولا يغسل يديه إلا غفر له ما قدمت يداه ذلك اليوم ولا يمسح برأسه إلا كان كيوم ولدته أمه''· وأيضاً روى الإمام أحمد والطبراني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ''إذا توضأ المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفوراً له''، وكذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم ''أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا''، فالباب مفتوح أمامنا من خلال هذا الحق، أجر ودرجات في الوضوء، وأجر ودرجات في الركعات والسجدات· سارقو الصلاة! ومهما يعمل الإنسان من خير أو إحسان وهو لا يصلي، فالله لا يعبأ به كما روى الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ''من لقي الله وهو مضيع للصلاة لم يعبأ الله بشيء من حسناته''، أي ما يفعل وما يعبأ وما يصنع بحسناته إذا كان مضيعاً للصلاة، وقال ابن حزم - رضي الله عنه - ''لا ذنب بعد الشرك من تأخير الصلاة عن وقتها وقتل المؤمن بغير حق· وكما أن هناك لصوصاً يسرقون الناس، كذلك فإن هناك لصوصاً يسرقون من الصلاة، فقد خرج الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، والنسائي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ''أشد الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قيل وكيف يسرق من صلاته قال لا يتم ركوعها وسجودها ولا القراءة فيها''، وقال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أحمد في المسند ''لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده'' وروي أن علياً - كرم الله وجهه - كان إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له ما لك يا أمير المؤمنين فيقول: ''جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها''· فكيف تكون صلاتنا فلنحاول أن نجعلها كما قال حاتم الأصم - رحمه الله - لما سئل عن الصلاة قال: ''إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا؟'' ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©